[اختبار صعب.]
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[19 - 08 - 2008, 07:44 ص]ـ
سلام عليكم ورحمة الله أهلا بك أخي قبل القراءة، ومرحبًا بك قارئًا مستفيدًا
من فضلك ضع نفسك مكان معن بن زائدة، فماذا ستفعل؟!
كان معن بن زائدة أميرًا على العراق، وكانت له في الكرم اليدُ البيضاءُ، وهو من الحلم على أعظم جانب. فَقِدم عليه أعرابيٌّ ذاتَ يوم ٍ يختبرُ حِلْمه، فلما وقف قال:
أتذكر إذ لحافك جلدُ شاةٍ *****وإذ نعليك من جلدِ البعير؟!
قال معن: أذكر ذلك ولا أنساه. فقال الأعرابي:
فسبحان الذي أعطاك ملكًا ***** وعلّمك الجلوسَ على السرير!
قال معن: سبحانه و تعالى. فقال الأعرابي:
فلستُ مسلِّما إن عشتُ دهرًا ***** على مَعْنٍ بتسليم الأمير
قال معن: يا أخا العرب، السلام سنَّة، وشأنك في الأمير. فقال الأعرابي:
سأرحلُ عن بلاد ٍ أنت فيها ***** ولو جارَ الزمانُ على فقير
قال معن: يا أخا العرب، إن جاورتنا فمرحبا بك، وإن رحلتَ فمصحوب بالسلامة ِ. فقال الأعرابي:
فجُدْ لي يا بنَ ناقصةٍ بشيءٍ ****** فإني قد عزمتُ على المسير!
قال معن: أعطوه ألفًا. فأخذها، وقال:
قليلٌ ما أتيتَ به وإني ***** لأطمع منك بالمال الكثير
قال معن: أعطوه ألفًا أخرى. فأخذها، وقال:
سألتُ اللهَ أن يبقيك ذُخرًا ***** فمالك في البرية من نظير
قال معن:أعطوه ألفًا أخرى. فقال الأعرابي: أيها الأمير، ما جئت إلا مختبرًا حلمك لما بلغني عنك. فلقد جمع الله فيك من الحلم ما لو قسّم على أهل الأرض لكفاهم. فقال معن: يا غلام، كم أعطيته على نظمه؟ فقال: ثلاثة آلاف دينار. فقال: أعطه على نثره مثلها. فأخذها، ومضى في طريقه شاكرًا.
* تعليق:جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أوصني. قال: لا تغضب. فردد مرارًا، فقال:لا تغضب.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[19 - 08 - 2008, 08:01 م]ـ
نعم أخي الكريم عبد العزيز لقد عشت مع معن بن زائدة من خلال أغلب قصصه وهي قمة في الحلم والأدب، ولذلك اشتهر عنه ذلك فالرجال لاتصنعهم الصدف انما الاستعداد الكامن في داخلهم، بوركت على هذا الاختيار الجميل.
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[19 - 08 - 2008, 08:55 م]ـ
فالرجال لاتصنعهم الصدف إنما الاستعداد الكامن في داخلهم
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... أسعدك الله
ما أروع كلامك أخي المشرف المفضال أحمد الغنام!
وعطر مرورك أكثر روعة.
دام ظلالك وارفًا، وإبداعك براقًا.
ـ[المدرس اللغوي]ــــــــ[20 - 08 - 2008, 02:12 ص]ـ
مشرفنا القدير, شكرا لك على هذه الرائعة الجميلة. وكما تقول العرب: الحلم سيد الأخلاق.
دام قلمك إبداعا وتألقا.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[20 - 08 - 2008, 02:17 ص]ـ
اختيار موفق وحكيم لهذا النموذج أو النسخة الأصل لأصحاب الحلم والكرم
شكرًا أخي عبد العزيز على حسن اختيارك
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[20 - 08 - 2008, 02:21 ص]ـ
دام عطاؤك أخي عبدالعزيز
ولقد ضرب معن بن زائدة في تخوم الحلم حتى غدا مثلا سائرا
أكرمنا الله وإياك بالحلم حتى نعفو ونصفح ونتجاوز
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[20 - 08 - 2008, 07:02 ص]ـ
أكرمنا الله وإياك بالحلم حتى نعفو ونصفح ونتجاوز
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... كم يعجبني حسن أدبك وفرط ذكائك!
لقد أدت الغرض المقصود هذه الجملة:).