تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

- هو يسخر مني كثيرًا، ويحرجني أمام زملائي؛ فماذا أفعل؟

ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[23 - 08 - 2008, 02:38 م]ـ

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... زاد جمالك - أيها القارئ -، وأقمر هلالك، وحياك إلهك هذا (طالب يحكي قصته):

من منا لا يتعرض إلى مواقفَ مؤلمةٍ.وربما جراحٍ غائرةٍ تترك أثرها داخل النفس، برغم من محاولتنا لتجنب الإحساس بالألم الذي تنفطر قلوبنا من أجله، وربما تذوي أجسادنا بسببه. إلا أنّ تواجدَنا بمكان ما أو مرورَنا بفترة ٍ زمنية ٍ أو مصادفتَنا بأشخاص ٍ كفيلة ٌ بأنْ تكونَ بواعثَ لهذا الألم ِ.اعلمْ أنّ مقاومة َ الإحساس ِ بالألم ِ أشدُّ منَ الألم ِ نفسِه،ولكنْ أن تكونَ أسيرًا له ومقيدًا، فهو أمرٌ مثيرٌ للشفقة وللحزن معُا. ومن هنا سوف أسردُ موقفًا صغيرًا خرجت منه بنتيجةٍ بسيطة ٍ أصبحتْ جزءًا من شخصيتي إلى هذا اليوم. فقد دأبتُ لفترة طويلةٍ منذُ طفولتي على عادة، وهي عندما أتعرض للإحراج أو أجْرَحُ من قِبل أشخاص ٍ أعرفهم، أو لا أعرفهم أنْ أديرَ ظهري، وأركض بعيدًا عنهم ظنًا أني لم أتعرض لهذا الموقف أبدًا، أو أني تركت الألم خلفي ظنًا أن الأيامَ كفيلة ٌ بإزاحته، ولكن ظل الشعور بالحزن يصاحبني، ويزداد - خاصة - عند ملاقاتهم، ولطالما كانت أمي تشجعني على التحلي بالشجاعة للتعبير عن رأيي ومشاعري سواء في الفرح أو الحزن إلى أن قررتُ في إحدى المرات الاستدارة مباشرة إلى زميلي في الفصل - كان يجيد إطلاق التعليقات الساخرة الجارحة للجميع - وقد دأبت على ذلك بشكل يومي، وبدون تردد مني (وجهًا لوجه) عبَّرتُ له بكل ما أوتيت من قوة عن مدى تأثير سخافته واستخفافه بالجميع،وعن مدى قسوة الألم أو الإحراج الذي يسببه لنا. وعند انتهاء حديثي إليه، وهو في كامل صمته وذهوله؛ لازمني شعور رائع لأني جعلته يتوقف. وقتها خُيل لي أني أرى علامة النصر على كل ما تقع عليه عيني، وفعلاً توقف عن إصدار تلك التعليقات مع تقديمه الأعذارَ التامة للجميع. ومن وقتها لم أترك ْ للألم ِ مساحة ً بداخلي بقدر ما أتخلص منه حالاً. ولم يتطلب مني هذا الموقفُ إلا التحليَ بالقليل منَ الشجاعة، وقد كان كفيلاً بتغير أشياء كثيرة بداخلي إلى هذا اليوم.فالصراحة والوضوح في التعبير عن المشاعر يتطلبان منك القدرة على لفت انتباهه، أو إثارة تأنيب الضمير لديه ليشعر بالندم، ثم الأسف لك فربما كانت أحاسيسك مبهمة له.أو ربما كان يجهل تمامًا مدى الضغط الذي يمارسه عليك! دع لغة الحوار تتخذ مساحتها بينك وبين الآخرين سواء إن كان محيطك الأسري أو الاجتماعي، حتى يتوقف نمو العواطف السلبية لديك تُجاهه، وتأخذ منحنًى يوصلها إلى العواطف الإيجابية، أو تتوصل إلى ألا تندم عليه مطلقًا. هذا في حالة إحساسك بالألم أو الضغط أيا كان نوعه.

ـ[ثلجية اللبانة]ــــــــ[23 - 08 - 2008, 02:55 م]ـ

موقف جميل والأجمل نتيجته .. :)

تقبل مروري أستاذي ..

ـ[أم أسامة]ــــــــ[23 - 08 - 2008, 05:18 م]ـ

قصة أكثر من رائعة ..

تحمل معنى عظيم ..

جزيت خيراً ..

ـ[المدرس اللغوي]ــــــــ[24 - 08 - 2008, 12:59 م]ـ

قصة جميلة تدعونا إلى التعامل مع المواقف بكل قوة وحكمة. شكرا لك.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير