حيث كان يأم الناس في المسجد في المدينة ويأتي حفيديه الحسن والحسين ويلعبان فوق ظهره الشريف ولا يرفع بابي هو وأمي من السجود إلا بعد أن ينتهيا من اللعب والمرح!!
وفي هذا الموقف دروس وعير كبيرة للمربي الأول والقدوة الفيصل والذي لا ينطق عن الهوى عليه أتم الصلوات والتسليم
لقد أدار الموقف عليه الصلاة والسلام بالحب ولا شئ غير الحب وجعل أبناء على وفاطمة رضوان الله عليهم يلعبان بلا تشويش ويمرحان بلا إزعاج ويقضيان أجمل أوقاتهما ويعيشان طفولتهما البريئة بكل تجليتها بلا نقص وتشويه ..
واجزم من هنا أن هذا النمط من التربية والتعامل والإدارة بالمشاعر لهو فردوسنا المفقود في هذا الزمان سواء في علاقاتنا مع الآباء أو الأبناء أو الرئيس بالمرؤوسين والأزواج بالزوجات وحتى على مستوى العلاقات الأخرى مع الأصدقاء أو الجيران في بيئية العمل والانجاز ..
إن استبدال الغلظة باللين وشحوب الوجه بالابتسامة والكلام الحاد أو الجاف بالعبارة المهذبة والمنمقة لهو جواز سفر بلا أوراق إلي قلوب الآخرين صغيرهم كبيرهم
جاهلهم وعالمهم وهذا مشاهد ومحسوس.
وهذا هو النجاح الذي يرجوه المسلم في داره الدنيا والتي سوف تأهله إلي دار القرار والبقاء حيث لا تعب ولا عناء إنما متعة وانس بإذن الله في دار فيها ما لا عين رأت لااذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
قال علي أبي طالب (القلوب وحشية فمن تألفها أقبلت عليه)
واذكر في نفس السياق قول الشاعر.
أحسن إلي الناس تستعبد قلبوهم لطالما استعبد الإنسان إحسان.
وهذا هو الواقع المعاش في كل مكان وأي زمان وهو منهج رباني وخلقا محمدي ومن اقتفى أثره ومشى على هداه.
فلنبدأ من الآن وصاعد بنبذ العنف في تعاملنا وإبداله بالرقة والبشاشة والتسامح وننبذ التسلط والظلم ونبدله بالإدارة بالمشاركة وروح الفريق وان أحب لأخي ما أحب لنفسي. عندها فقط سوف نرى التغير الايجابي الكبير في كل مكان وتأثيره الساحر واضح للعيان.
ولا أنسى أن اذكر أن عالمنا العربي يسجل نسب عالية من الطلاق على مستوى العالم سواء الطلاق بمعناه الكامل أو الطلاق العاطفي بالإضافة إلي نسب كبيرة من المرضى النفسيين والمعقدين وهم في الغالب من ضحايا العنف والقسوة.
وإنحرفا كبيرة في السلوكيات تبدأ من البيت وتترعرع في المدرسة والحي وكل هذه الأرقام الخطيرة ناتجة لتفشي ثقافة العنف والإدارة بالإكراه.
والتي جلبت ويلات كبيرة جدا على الناس والذين أوصانا الرحمن الرحيم بهم لرحمة في مواقف كثيرة جدا.
قال تعالى (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)
ومن هذا المنطلق عزز حبيبنا محمد عليه السلام هذه الصورة الوردية والمثالية للتعامل الراقي والحضاري فيما بيننا فيما ثبت عنه في الصحيح «ما كان الرفق في شئ؛ إلا زانه, ولا نزع من شئ إلا شانه». ...
إن قدر من الإإدراة بالحب في البيت أو العمل أو في العلاقات كفيل بنزع فتيل الكثير من المشاكل والفتن
والنزعات والتي تؤدي حروب طاحنة وأزمات عائلية ونفسية لها عواقب وخيمة على الفرد والمجتمع
فلنجرب هذه الوصفة وسوف نكتشف كيف تغير طعم الحياة وتزيل اللون الأسود من أمام أعيننا وتبدأ الإشراقة تعلو محيانا ونبدأ من جديد نكتشف حلاوة الحياة ونتذوق السعادة ونحلق كما الطيور الجميلة والتي تعبر الأفق الرحب من أمامنا يوميا مع إشراقة الفجر وهي تغرد مستفتحتا يومها بالأمل ومستعينة به على العمل.
فلنكون من أهل الحب والعطاء من اليوم ..
بل من الآن.
بقلم/ سلطان بن عبدالرحمن العثيم
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[23 - 08 - 2008, 02:06 م]ـ
بارك الله فيك أختي الثلوج الدافئة.
اختيار رائع يدل على عقل كبير.
وبودي لو وضعت لنا الرابط، ولم تتعبي في النقل.
فقد نبهتنا إدارة المنتدى إلى ذلك
بوركت مبدعة في منتدى المعلمين.
ـ[أم أسامة]ــــــــ[23 - 08 - 2008, 02:10 م]ـ
جزيت خير لم أقم سوى بعملية نسخ/ لصق.
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[23 - 08 - 2008, 02:13 م]ـ
إدارة المنتدى ترفض النسخ واللصق.
فانتبهي؛ فأنت من المتميزات في منتدى المعلمين.
ـ[أم أسامة]ــــــــ[23 - 08 - 2008, 05:25 م]ـ
( ops...
ليست عادتي ولكن ما أنسخه أدون تحته منقول أو اسم الكاتب .. واعالج الأخطاء الأملائية فية ..
لأول مرة أسمع بأن ذلك ممنوع ..
وما يدفعني لذلك شعوري بأن من أقل حقكم علي أن لا أبخل بما ينال إعجابي عليكم فبمجرد ما أجد ما يعجبني أنقله إليكم مع التنبيه على ذلك ..
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[23 - 08 - 2008, 07:14 م]ـ
كثر الله من أمثالك أختي المستقيمة (الثلوج الدافئة).
¥