وقال سبحانه وتعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ [الممتحنة:1] وقال تعالى: هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ [آل عمران:119].
وقال تعالى: لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ [المجادلة:22].
فالواجب على المؤمن أن يوالي ويحب أولياء الله ويعادي أعداء الله. هذا هو الحب في الله والبغض في الله وهو أوثق عرى الإيمان. وهذا من أصول الدين وأصول العقيدة، الحب في الله والبغض في الله ومن مقتضى لا إله إلا الله، وهو سنة الخليل عليه السلام: قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ [الممتحنة:4].
وقال تعالى: وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ [التوبة:114].
فكما أنه يجب على المسلم أن يتبرأ من الشرك، يجب عليه أن يتبرأ من المشركين والكفار والملحدين، وأن يوالي أهل الإيمان وأهل الطاعة ولو كانو من أبعد الناس عنه نسباً أو داراً. وأن يعادي أهل الكفر ولو كانوا من أقرب الناس إليه نسباً أو داراً. هكذا الولاء والبراء في الإسلام. ا. هـ
وبعد أن اتضح للأخت المسلمة الداء ومكمن الخطر، نقدم جواباً شافياً لمن أرادت أن تتخلص من هذا الداء وتتلمس الدواء فقد سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين السؤال التالي:
انتشرت عندنا عادة قبيحة بين النساء ويأسف كل غيور على نساء المسلمين لذلك، وهي فتنة الطالبات بعضهن ببعض، وقد تسمى في بعض المناطق بالصحبة، وخلاصة هذه العادة: أن تعجب الفتاة بفتاة أخرى لا لدينها بل لجمالها فقط، فتعقد عليها أو تجعلها مِلكاً لها فلا تجالس إلا هذه الفتاة، ولا تتكلم إلا معها، وتقلدها في جميع شؤونها، بل يصل الأمر إلى أن تنام عندها في بعض الليالي، بل تقبلها في وجهها وصدرها، وتكتب اسمها أو الحرف الذي يشير إلى اسمها على حقيبتها وثيابها المدرسية، وقد يصل الأمر يا فضيلة الشيخ إلى تعاملها كما تعامل زوجها ولها من الحقوق مثل الزوج إن لم يكن أكثر. فما رأي الشرع في هذا الأمر وهل من نصيحة توصون بها من ابتليت بهذا الداء؟
فأجاب فضيلة الشيخ:
هذا الداء يسمى بداء العشق، ولا يكون إلا من قلب فارغ من محبة الله عز وجل، إما فراغاً كلياً وإما فراغاً كبيراً، والواجب على من ابتليت بهذا الشيء أن تبتعد عمن فتنت بها، فلا تجالسها، ولا تكلمها، ولا تتودد إليها حتى يذهب ما في قلبها، فإن لم تستطع، فالواجب على ولي المرأة الأخرى أن يفرق بينها وبين تلك المرأة وأن يمنعها من الاتصال بها، ومتى كان الإنسان مقبلاً على الله عز وجل معلقاً قلبه به فإنه لا يدخل في قلبه مثل هذا الشيء الذي يبتلى به كثير من الناس وربما أهلكه، نسأل الله العافية والسلامة. ا.هـ
وبعد .. أختي المسلمة .. نربأ بفتاة الإسلام أن تكون خاوية الفكر، ضعيفة الشخصية .. تنساق وراء العواطف غير المتزنة .. بل هي كما عهدناها التوَّابة الأوَّابة صاحبة التوبة والعودة مَنْ ترفع الأمة بها رأساً .. جعلك الله هادية مهدية وأقَرَّ عينك بنصرة الإسلام والمسلمين .. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[ناجى أحمد اسكندر]ــــــــ[25 - 11 - 2008, 07:54 م]ـ
أختنا الكريمة أستطيع مساعدتك بصنع أحدى الوسائل التعليمية وهو عرض بوربوينت للموضوع إن شئتِ ذلك ولو تطرأ لكِ أى تساؤل فسئلى ما شئتِ ونحن بجانبك وأعانكِ الله ووفقكِ لما يحبه ويرضاه.