تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[زينب محمد]ــــــــ[19 - 07 - 2007, 03:46 ص]ـ

أستاذي الكريم أبا سارة ..

جزاك الله خيرًا على مرورك وملاحظاتك، ويعلم الله أنها نزلت مني منزلًا عظيمًا ..

بداية:

أنا لست أستاذة، وإنما طالبة تطمح لأن تتعلم ..

لذا اسمح لي بسؤال:

قلتَ:

يبدو لي أن أكثر المعلومات التاريخية في موضوع اللغة إنما هو في عداد الميتافيزيقيا

أنا لا أعرف الميتافيزيقيا فهلَّا شرحتها لي ..

**

بالنسبة لما ذكرت حفظك الله:

كيف نوفق بين هذه النتائج وبين المشهور من كلام العلماء على أن إسماعيل تعلم العربية من قبيلة جرهم بحكم مجاورته لهم منذ الصغر حتى زواجه منهم.

نعم، ذكر الحافظ ابن عبد البر رحمه الله بسنده عن أبي جعفر أنه قال: ألهم الله إسماعيل العربية وترك إسحاق على لسان أبيه السرياني، إلا أنها أسانيد وروايات بحاجة إلى تثبت من جهة تصحيح متونها وأسانيدها عند المحدثين

فقد أثارني كلامك للبحث، فوجدت كلامًا للشيخ محمد المنجد ذكر فيه حديثًا يخص ما نحن بصدده، وسأورده بنصه، يقول:

فقد جاء في الحديث الصحيح في قصة إسماعيل لمّا ضرب جبريل الأرض، فنبع ماء زمزم، وجاءت قبيلة جرهم، ونزلوا عند أم إسماعيل، قال عليه الصلاة والسلام: (وشب الغلام) وفي رواية: (ونشأ إسماعيل بين ولدانهم، وتعلم العربية منهم) تعلم العربية من جرهم، ثم حدثت النقلة، فجاء في الحديث: (أول من فتق لسانه بالعربية المبينة إسماعيل عليه السلام) وجاء في حديث ابن عباس: (أول من نطق بالعربية إسماعيل عليه السلام) قال ابن حجر رحمه الله تعالى: وروى الزبير بن بكار في النسب من حديث علي بإسناد حسن: (أول من فتق الله لسانه بالعربية المبينة إسماعيل) وبهذا القيد يجمع بين الخبرين، فيكون بعد تعلمه أصل اللغة من جرهم ألهمه الله العربية الفصحى فنطق بها، ومن هنا قال بعض العلماء: إن اللغة العربية وحي. فإذاًَ تعلم إسماعيل أصل اللغة من جرهم، ثم ألهمه الله النطق بالعربية الفصحى، قال أهل السير: إن عربية إسماعيل أفصح من عربية يعرب وقحطان وجرهم، فصارت العربية على لسان إسماعيل العربية الفصحى بإلهام من الله تعالى.

أتمنى أن أكون قد أفدتك ..

وأسعد كثيرًا بعودتك ..

ـ[زينب محمد]ــــــــ[19 - 07 - 2007, 03:59 ص]ـ

الباب الثالث:

•دور القرآن في حفظ العربية.

أدركنا مما سبق:

أن القرآن معجزة التاريخ العربي خاصة، ثم هو بآثاره الممتدة معجزة العلم الخالدة على وجه هذه البسيطة، من بداية ظهور الإسلام إلى ما شاء الله.

وليس يرتاب عاقل من أنه لولا القرآن لما رأينا العالم اليوم وقد بلغ شأوًا عظيمًا، في تقدمه وتمدنه وارتفاع عمرانه. فإنما كان القرآن أصل النهضة الإسلامية، وذلك حين استبقى علوم الأولين وهذبها وصقلها، وأطلق للعقل العنان للبحث والتقصي والنظر والاستدلال. بل إن الإسلام حث على طلب العلم وعلى النظر والاعتبار، وجعل شعار دعوته، مثل قوله تعالى:" قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة". فكان ذلك النور الذي ساد به المسلمون العالم، ومنه اقتبس علماء أوربا، إذ كانوا يتخبطون في ظلام سحيق، فالقرآن هو الباب الذي انطلق منه العقل الإنساني.

وليس يخفى عليك – حفظك الله- أن أسباب انقداح هذه النشأة العلمية، بدأت حين اختلف المسلمون في قراءة القرآن في عهد عثمان بن عفان – رضي الله عنه- بسبب اختلاف وجوه القراءة، وتباين اللهجات، حتى بدأت ألسنة الحضريين والمولدين من ضعاف الفطرة العربية، تجنح إلى اللحن، وتزيغ عن الإعراب. وجعل ذلك يفشوا بين المسلمين، وانتهز أهل الفتن والأهواء ذلك فجعلوا يتأولون في القرآن، ويحرفون الكلم عن مواضعه، ويدخلون فيه ما ليس منه. فخاف علماء وفقهاء المسلمين على كتاب الله وسنة رسوله إذ هي الأصل الثاني بعد القرآن، ثم فشا الجهل في أمور الدين، وتقاعس الناس عن طلب العلم، فكان غاية جهدهم أن يفزعوا إلى العلماء بالمسألة، ثم تباينت آراء العلماء، واختلفت أفهامهم فيما يستنبطونه من الأحكام، واختلط أمر الناس ...

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير