إثبات الشهور القمرية إلى علم النجوم في بدء العبادات، والخروج منها دون الرؤية من البدع التي لا خير فيها،
ولا مستند لها من الشريعة والخير كل الخير في اتباع من سلف في الشئون الدينية، والشر كل الشر في البدع التي أحدثت في الدين, حفظنا الله وإياكم وجميع المسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن. [فتاوى اللجنة الدائمة 10/ 106]
ـ[ضاد]ــــــــ[30 - 08 - 2008, 11:47 ص]ـ
السؤال: هناك خلاف كبير بين علماء المسلمين في تحديد بدء صوم رمضان وعيد الفطر المبارك, فمنهم من يعمل بالرؤية بناء على حديث: ”صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته“، ومنهم من يعتمد على آراء الفلكيين حيث يقولون: إن علماء الفلك قد وصلوا إلى القمة في علم الفلك بحيث يمكنهم معرفة بداية الشهور القمرية، فما هو الصواب في هذه المسألة؟
الجواب: الحمد لله, أولاً: القول الصحيح الذي يجب العمل به هو ما دل عليه قوله صلى الله عليه وسلم: ”صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا العدة.“ من أن العبرة في بدء شهر رمضان وانتهائه برؤية الهلال (بالعين)، فإن شريعة الإسلام التي بعث الله بها نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم عامة خالدة مستمرة إلى يوم القيامة، وهي صالحة لكل زمان ومكان, سواء كانت العلوم الدنيوية متقدّمة أو غير متقدّمة, وسواء وُجدت الآلات أو لم توجد, وسواء كان في أهل البلد من يُجيد الحسابات الفلكية أو لم يكن فيهم من يُجيد ذلك، والعمل بالرؤية يُطيقه الناس في كل عصر ومصر, بخلاف الحسابات التي قد يوجد من يعرفها وقد لا يوجد، وكذلك الآلات التي قد تتوفر وقد لا تتوفّر. ثانياً: إن الله تعالى علم ما كان وما سيكون من تقدم علم الفلك وغيره من العلوم, ومع ذلك قال: ? فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ? (البقرة:185) , وبيّنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: ”صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته“ الحديث، فعلّق صوم شهر رمضان والإفطار منه برؤية الهلال, ولم يعلّقه بعلم الشهر بحساب النجوم مع علمه تعالى بأن علماء الفلك سيتقدمون في علمهم بحساب النجوم وتقدير سيرها، فوجب على المسلمين المصير إلى ما شرعه الله لهم على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من التعويل في الصوم والإفطار على رؤية الهلال, وهو كالإجماع من أهل العلم ومن خالف في ذلك وعوّل على حساب النجوم, فقوله شاذ لا يعوّل عليه. والله أعلم. [فتاوى اللجنة الدائمة 10/ 106]
ـ[ضاد]ــــــــ[30 - 08 - 2008, 11:48 ص]ـ
شبهات القائلين بالحساب الفلكي مثل المجلس الأوربي للإفتاء الذى يرأسه الشيخ القرضاوى
وعدم الأخذ بالرؤية الشرعية التي أجمعت عليها الأمة؛ وقد حكى الإجماع عليها بن المنذر في ”الإشراف“ وقال الإمام مالك رحمة الله: ”إن من يصوم بالحساب لا يقتدى به.“ وقال شيخ الإسلام بن تيمية: ”ولم يعرف خلاف بين الصحابة رضوان الله عليهم في ذلك, بل حكى إجماعهم عليه.“
الشبهة الأولى: إن الفلك اضبط فنسبة الخطأ فيه 1/ 100000: وقد رد عليها العلامة المستشار عبد المقصود شلتوت حفظه الله فقال: ”إنّ في الاعتماد على الحساب الفلكي لإثبات دخول الشهر القمري خطأين جسيمين: أولهما: إسقاط العلة الشرعية الموجبة للصوم والإفطار, وهى الرؤية البصرية - المقصود ربط أمور الشريعة بشيء يختلف عن الذي ربطها به الشرع مع وجود الرابط الشرعي وهذا يدخل في باب الابتداع؛ والثاني: إحداث علة للصوم والفطر لم يشرعها الله, وهو الحساب الفلكي, وإضفاء الحجية عليها - وهذا يدخل في باب الابتداع أيضا, فمن البدع ما يكون بإضافة شيء إلى الدين أو حذف شيء من الدين.
أما الأول: فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ”صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غُم عليكم فأقدروا له ثلاثين.“ وقال صلى الله عليه وسلم: ”لا تقدموا الشهر حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة, ثم صوموا حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة.“ وقال صلى الله عليه وسلم: ”إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فصوموا ثلاثين يوماً.“ والأحاديث في هذا كثيرة، وهى تدل على أن المعتبر في ذلك هو رؤية الهلال أو كمال العدة. وليس المقصود من هذه الأحاديث أن يرى كل واحد الهلال بنفسه، وإنما المراد بذلك شهادة البينة العادلة، فقد صح عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ”تراءى الناس الهلال، فأخبرت النبي صلى الله
¥