تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وأما الخبر إذا كان بمعنى الإنشاء، كما تقدم في آيتي المصابرة، فإنه يقبل النسخ لأن العبرة بمعناه لا مبناه، فهو يؤول في حقيقته إلى أمر يقبل النسخ بلا إشكال.

عذرا على الإطالة أيها الكرام الأفاضل نظرا لأهمية هذا المبحث.

والله أعلى وأعلم.

يتبع إن شاء الله.

ـ[سهى الجزائرية]ــــــــ[07 - 09 - 2008, 02:10 ص]ـ

مشكور وبارك الله فيك الاخ مهاجر. زادك الله قدرا وعلو همة

ـ[مهاجر]ــــــــ[07 - 09 - 2008, 07:22 ص]ـ

وجزاك خيرا وبارك فيك وزادك قدرا وأعلى همتك في طاعته.

ومع مسألة الكلمات الأعجمية في القرآن الكريم:

فالإجماع منعقد على:

أنه ليس في القرآن أسلوب أعجمي، فأساليب القرآن: عربية فصيحة.

وعلى أن في القرآن أعلاما أعجمية كـ:

أسماء الملائكة: جبريل وميكائيل.

وأسماء الأنبياء ما عدا: محمد وصالح وهود وشعيب عليهم الصلاة والسلام.

ولذلك تمنع هذه الأسماء من الصرف لعلتي: العلمية والعجمة.

وأما الخلاف فهو منحصر في: وجود ألفاظ أعجمية غير الأعلام:

فمن أثبت وجودها استدل بورود ألفاظ من قبيل: "اليم" و "قسورة" و "مشكاة" و "سرادقها" و "كفلين" و "تبرج" (فأصلها فارسي من برج الشيء إذا ظهر وارتفع لأن المرأة المتبرجة تظهر محاسنها)، ولا مانع من ورود هذه الألفاظ في القرآن الكريم، لأن العرب استعملتها في كلامها، فصارت من مفردات لغتها، فهي ألفاظ: عربية: "معربة" إن صح التعبير.

ومن نفى وجودها قال بأن هذه الألفاظ مما تواردت عليه الألسن، فتكون من مفردات أكثر من لغة، وهذا اختيار الطبري، رحمه الله، أو تكون عربية قد أخذها العجم من لغة العرب فصارت من مفردات لسانهم، فليست الدعوى الأولى أولى بالقبول من هذه الدعوة، وإلى طرف من ذلك أشار القرطبي، رحمه الله، بقوله: "ولا يبعد أن يكون غيرهم، (أي: غير العرب)، قد وافقهم على بعض كلماتهم، وقد قال ذلك الإمام أبو عبيدة".

ودخول مفردات لغة في لغة أخرى أمر مشاهد في اللغات المعاصرة، فاللغة الإسبانية على سبيل المثال تحوي عددا كبيرا من مفردات اللغة العربية، حتى قال بعض المتخصصين: إن كل اسم مبدوء بـ: "أل" التعريف في الإسبانية هو عربي من قبيل: "الوزير"، و "العريف"، ومنه قصر "جنة العريف" في غرناطة، و "البرقوق"، الفاكهة المعروفة، و "الزيتون"، مع بعض الاختلاف في النطق.

وتوارد اللغات على لفظ واحد أمر مشاهد أيضا، فلفظ "الدينار" على سبيل المثال يشترك فيه اللسان العربي واللسان الصربي مع بعد ما بينهما.

ونص كلام الطبري رحمه الله:

"القول في البَيَان عن الأحرف التي اتفقت فيها ألفاظ العرب وألفاظ غيرها من بعض أجناس الأمم:

قال أبو جعفر: إن سألنا سائل فقال: إنك ذكرت أنه غيرُ جائز أن يخاطب الله تعالى ذكرهُ أحدًا من خلقه إلا بما يفهمه، وأن يرسل إليه رسالة إلا باللسان الذي يفقهه.

1 - فما أنت قائل فيما حدثكم به محمد بُن حُميد الرازي، قال: حدثنا حَكّام بن سَلْم، قال: حدثنا عبْسة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص عن أبي موسى: {يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ} [سورة الحديد: 28]، قال: الكفلان: ضعفان من الأجر، بلسان الحبشة.

2 - وفيما حدثكم به ابن حُمَيْد، قال: حدثنا حكام، عن عَنبسة، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ} [سورة المزمل: 6] قال: بلسان الحبشة إذا قامَ الرجلُ من الليل قالوا: نَشأ.

3 - وفيما حدّثكم به ابن حميد قال: حدّثنا حكام، قال: حدثنا عنبسة، عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة: {يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ} قال: سبِّحي، بلسان الحبشة.

4 - وفيما حدّثكم به محمد بن خالد بن خِداش الأزديّ، قال: حدثنا سلم ابن قتيبة، قال: حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سأل عن قوله: {فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ} [سورة المدثر: 51] قال: هو بالعربية الأسد، وبالفارسية شار، وبالنبطية أريا، وبالحبشية قسورة، (وفسرها بعض أهل العلم بـ: الرامي الذي يصيد الحمر).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير