تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

5 - وفيما حدثكم به ابن حميد قال: حدّثنا يعقوب القمّي، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جُبَير قال: قالت قريش: لولا أنزل هذا القرآن أعجميٌّا وعربيًّا؟ فأنزل الله تعالى ذكره: {لَقَالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ} [سورة فصلت: 44] فأنزل الله بعد هذه الآية في القرآن بكل لسان فيه. {حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ} [سورة هود: 82، وسورة الحجر: 74] قال: فارسية أعربت "سنك وكل".

6 - وفيما حدثكم به محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهديّ، قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة، قال: في القرآن من كل لسان.

وفيما أشبه ذلك من الأخبار التي يطولُ بذكرها الكتاب، مما يدل على أن فيه من غير لسان العرب؟

قيل له: إنّ الذي قالوه من ذلك غير خارج من معنى ما قلنا - من أجل أنهم لم يقولوا: هذه الأحرف وما أشبهها لم تكن للعرب كلامًا، ولا كان ذاك لها منطقًا قبل نزول القرآن، ولا كانت بها العرب عارفةً قبل مجيء الفرقان - فيكون ذلك قولا لقولنا خِلافًا. وإنما قال بعضهم: حرف كذا بلسان الحبشة معناهُ كذا، وحرفُ كذا بلسان العجم معناه كذا. ولم نستنكر أن يكون من الكلام ما يتفق فيه ألفاظ جميع أجناس الأمم المختلفة الألسن بمعنى واحد، فكيف بجنسين منها؟ كما وجدنا اتفاق كثير منه فيما قد علمناه من الألسن المختلفة، وذلك كالدرهم والدينار والدواة والقلم والقرْطاس، وغير ذلك - مما يتعب إحصاؤه وُيمِلّ تعداده، كرهنا إطالة الكتاب بذكره - مما اتفقت فيه الفارسية والعربية باللفظ والمعنى. ولعلّ ذلك كذلك في سائر الألسن التي نجهل منطقها ولا نعرف كلامها". اهـ

فما المانع أن تكون اللفظة أعجمية قد تكلم بها العرب فصارت من مفردات لسانهم، كما عُرِبت بعض الكلمات الأعجمية في العصر الحديث ككلمة: "تليفزيون فترجمتها الحرفية في اللغة الإنجليزية: الرؤية السريعة، ثم صارت علما على الجهاز المعروف، ثم عُرِبت، فتقول: هذا تليفزيونٌ، و: رأيت تليفزيوناً، و: وضعت يدي على تليفزيونٍ.

وقد حكى ابن عطية، رحمه الله، فيما نقله عنه القرطبي، رحمه الله، في "الجامع لأحكام القرآن" القولين ورجح كونها أعجمية عُرِبَت، واستبعد كونها مما تواردت عليه اللغات ونص كلامه:

"فحقيقة العبارة عن هذه الألفاظ أنها في الأصل أعجمية لكن استعملتها العرب وعربتها فهي عربية بهذا الوجه.

وقد كان للعرب العاربة التي نزل القرآن بلسانها بعض مخالطة لسائر الألسنة بتجارات، وبرحلتي قريش، وكسفر مسافر بن أبي عمرو إلى الشام، وكسفر عمر بن الخطاب وكسفر عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد إلى أرض الحبشة، وكسفر الأعشى إلى الحيرة وصحبته لنصاراها مع كونه حجة في اللغة فعلقت العرب بهذا كله ألفاظا أعجمية غيرت بعضها بالنقص من حروفها، وجرت إلى تخفيف ثقل العجمة، واستعملتها في أشعارها ومحاوراتها، حتى جرت مجرى العربي الصحيح، ووقع بها البيان، وعلى هذا الحد نزل بها القرآن.

فإن جهلها عربي ما فكجهله الصريح بما في لغة غيره، كما لم يعرف ابن عباس معنى "فاطر" إلى غير ذلك ........... وما ذهب إليه الطبري رحمه الله من أن اللغتين اتفقتا في لفظة فذلك بعيد، بل إحداهما أصل والأخرى فرع في الأكثر، لأنا لا ندفع أيضا جواز الاتفاق قليلا شاذا". اهـ

بتصرف يسير من "الجامع لأحكام القرآن(1/ 81، 82).

فالاتفاق جائز، وليس كل جائز واقعا، فضلا عن أن يكون هو القاعدة المطردة، فإن قول أبي جعفر الطبري، رحمه الله، باطراد توارد اللغات على اللفظ الواحد دعوى لا يكفي لإثباتها مجرد تجويز وقوعها، بل لابد من نص في محل النزاع.

والله أعلى وأعلم.

ـ[مهاجر]ــــــــ[11 - 09 - 2008, 12:00 ص]ـ

ومع:

مسألة أسباب النزول:

فأسباب النزول من علوم القرآن التوقيفية، فلا مجال للرأي فيها، وإنما النقل المحض عمن شهدوا التنزيل.

وذهب السيوطي، رحمه الله، إلى أن مرسل التابعي في هذا الباب يقبل بشروط ثلاثة:

الأول: إذا صح الإسناد إلى التابعي.

والثاني: أن يكون التابعي من أئمة التفسير كمجاهد وعكرمة رحمهما الله.

والثالث: أن يعتضد بمرسل آخر.

ونص كلامه في "الإتقان":

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير