"فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ عَارَضَهُ بِهِ مَرَّتَيْنِ والعرضة الْآخِرَةُ هِيَ قِرَاءَةُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَغَيْرِهِ} وَهِيَ الَّتِي أَمَرَ الْخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ بِكِتَابَتِهَا فِي الْمَصَاحِفِ وَكَتَبَهَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ فِي صُحُفٍ أُمِرَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ بِكِتَابَتِهَا ثُمَّ أَمَرَ عُثْمَانُ فِي خِلَافَتِهِ بِكِتَابَتِهَا فِي الْمَصَاحِفِ وَإِرْسَالِهَا إلَى الْأَمْصَارِ وَجَمْعِ النَّاسِ عَلَيْهَا بِاتِّفَاقِ مِنْ الصَّحَابَةِ عَلِيٍّ وَغَيْرِهِ". اهـ
ومن مهمات هذا المبحث بيان: ثناء علي، رضي لله عنه، على هذا العمل المبارك، وإنما خص بالذكر، ردا على السفهاء الذين يرمونه بالقدح في الخلفاء الثلاثة، رضي الله عنهم، وهو ما ينسحب على جمعهم الكتاب المنزل، لأن القدح فيهم قدح في نقلهم، وهم نقلة هذا الكتاب، بل نقلة هذا الدين أصولا وفروعا، فالقدح فيهم ليس مسألة خلافية في الفروع كما يصور أصحاب العقائد المائعة، بل هو قدح في أصل الملة:
فمن ذلك:
ما أخرجه ابن أبي داود بسند صحيح عن سويد بن غفلة قال: قال عليّ: لا تقولوا في عثمان إلا خيراً، فوالله ما فعل الذي فعل في المصاحف إلا عن ملأ منا، قال: ما تقولون في هذه القراءة، فقد بلغني أن بعضهم يقول إن قراءتي خير من قراءتك، وهذه يكاد يكون كفراً، قلنا: فما ترى؟ قال: أرى أن يجمع الناس على مصحف واحد فلا تكون فرقة ولا اختلاف، قلنا: فنعم ما رأيت.
نقلا عن "الإتقان".
ومن البداية والنهاية:
"وقد رواه البيهقي وغيره من حديث محمد بن أبان - زوج أخت حسين - عن علقمة بن مرثد قال: سمعت العيزار بن جرول سمعت سويد بن غفلة قال: قال علي: أيها الناس! إياكم والغلو في عثمان تقولون حرق المصاحف، والله ما حرقها إلا عن ملأ من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، ولو وليت مثل ما ولي لفعلت مثل الذي فعل". اهـ
وروى الطبري، رحمه الله، في "تاريخه"، عن علي رضي الله عنه:
"لا تسموا عثمان: شقاق المصاحف فوالله ما شققها إلا عن ملأ منا أصحاب محمد ولو وليتها لعملت فيها مثل الذي عمل". اهـ
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله.
ـ[مهاجر]ــــــــ[22 - 09 - 2008, 06:40 ص]ـ
ومع: مسألة: الأحرف السبعة:وممن تكلم في هذه المسألة، فوفاها، الشيخ مناع القطان، في كتابه "مباحث في علوم القرآن"، حيث بدأ بالتأكيد على تواتر نصوص السنة بأحاديث نزول القرآن الكريم على سبعة أحرف، وذكر منها:
حديث ابن عباس، رضي الله عنهما، مرفوعا: "أقرأني جبريل على حرف فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف".
حديث أبي بن كعب رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عند أضاة بني غفار، قال فأتاه جبريل فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرف، فقال: أسأل الله معافاته ومغفرته، وأن أمتي لا تطيق ذلك، ثم أتاه الثانية فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرفين، فقال: أسأل الله معافاته ومغفرته، وأن أمتي لا تطيق ذلك، ثم جاء الثالثة، فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف، فقال: أسأل الله معافاته ومغفرته، وأن أمتي لا تطيق ذلك، ثم جاء الرابعة، فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف، فأيما حرف قرءوا عليه فقد أصابوا.
حديث عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، وفيه ملاحاته لهشام بن حكيم، رضي الله عنه، لما أنكر قراءته لسورة الفرقان، وذهب به إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وفي آخره، قال الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم: إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرءوا ما تيسر منها.
¥