تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

رابعا: إقامة الحجة على العرب البلغاء حيث نزل القرآن بلغتهم، ومع ذلك فقد عجزوا عن الوقوف على معنى بعض الآيات، فدل ذلك على أنه منزل من عند الله تبارك وتعالى.

والله أعلى وأعلم.

يتبع إن شاء الله.

ـ[مهاجر]ــــــــ[12 - 11 - 2008, 07:43 ص]ـ

مسألة الإعجاز القرآني:

بداية مع تعريف المعجزة:

فقد عرف كثير من أهل العلم المعجزة بأنها:

"أمر خارق للعادة، مقرون بالتحدي، سالم من المعارضة".

وانتقد بعض المحققين، كشيخ الإسلام، رحمه الله، هذا التعريف من جهة أنه: غير جامع مانع.

فوجه كونه غير جامع: أنه لا يشمل معجزات لم تقع للتحدي، وإنما وقعت لأغراض أخرى، كحاجة المسلمين كما وقع من نبع الماء من أصابعه الشريفة، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وتكثير الطعام حتى كفى جيشا بأكمله.

ووجه كونه غير مانع: أنه لا يمنع دخول كرامات أظهرها أصحابها للتحدي، ومع ذلك لم تخرج عن حد الكرامة إلى حد المعجزة، كاحتساء خالد، رضي الله عنه، السم، فإن عدم تأثير السم في جسده: أمر خارق للعادة، وقد اقترن بتحدي الكفار، وسلم من المعارضة، فلو شربه خصمه لقضى عليه، ومع ذلك لا يقال بأن ما وقع لخالد، رضي الله عنه، معجزٌ، بالمعنى الاصطلاحي، وإن كان معجزا بالمعنى اللغوي.

وكذلك: خوارق السحرة: فقد يظهر الساحر خارقة أمام من لا يحسن هذا الجنس من الأعمال، ويتحدى بها، فيسلم من المعارضة لعجز كل من حوله عن الإتيان بمثلها!!!!، ومع ذلك لا يطلق عليها بأنها معجزة لأن الله، عز وجل، لا يؤيد كذابا بمعجزة، وإن أجرى على يده خارقة ابتلاء، فمصيره إلى افتضاح، كما وقع لمسيلمة الكذاب وكانت له خوارق شيطانية فكانت الشياطين تخبره بما يقع في بيوت أتباعه فيخبرهم بها على جهة التحدي، فصار المحك: النظر في فحوى الدعوى وحال المدعي، فدعوى النبوة: محالة لذاتها بعد وفاة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وحال مسيلمة وإن اشتبه على بعض من اتبعه ابتداء لما أظهره من خوارق إلا أنه انكشف بعد ذلك بما لا يدع مجالا للشك في كذبه، فبطلت حجة كل من اتبعه، فإن الله، عز وجل، بعدله وحكمته، لا يؤيد الكذاب بما يستمر به أمره، وإلا صحت حجة من اتبعه فاعتذروا بخفاء أمره، بل لا بد أن يظهر، جل وعلا، كذبه، فينقطع أمره، وهذا من أظهر الأدلة على صدق رسالة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإن أمره إلى الآن في استمرار بل في ازدياد، وكلما راجع أتباعه تعاليم رسالته الخالدة: مكنوا في الأرض ونصروا على عدوهم، ولا يمكن أن يكون ذلك مع بطلان هذه الرسالة في نفس الأمر، وإلا لزم وصف الله، عز وجل، بأنه يريد ضلال عباده شرعا، فترك من ادعى هذه الدعوى العظيمة دون أن يظهر كذبه، بل ونصره وأيده بالمعجزات والدلائل البينات والحجج القاطعات على صحة دعواه، فلا يملك أحد إبطالها، وإن قهر المسلمون بحد السيف، ثم نصر أتباعه فقهروا أعتى قوى العالم القديم: الروم والفرس، ونشروا هذه الرسالة في مشارق الأرض ومغاربها، كل هذا والدعوى في نفسها: باطلة!!!، ذلك بلا شك من أمحل المحال.

يقول ابن تيمية، رحمه الله، في معرض بيان: اتصال أمر النبي الصادق وانقطاع أمر المتنبئ الكاذب: "ولهذا أخبرت الأنبياء المتقدمون أن المتنبىء الكذاب لا يدوم إلا مدة يسيرة وهذه من بعض حجج ملوك النصارى الذين يقال إنهم من ولد قيصر هذا أو غيرهم حيث رأى رجلا يسب النبي صلى الله عليه وسلم من رؤوس النصارى ويرميه بالكذب فجمع علماء النصارى وسألهم عن المتنبىء الكذاب كم تبقى نبوته؟ فأخبروه بما عندهم من النقل عن الأنبياء: إن الكذاب المفتري لا يبقى إلا كذا وكذا سنة لمدة قريبة إما ثلاثين سنة أو نحوها.

فقال لهم: هذا دين محمد له أكثر من خمسمائة سنة أو ستمائة سنة وهو ظاهر مقبول متبوع فكيف يكون هذا كذابا ثم ضرب عنق ذلك الرجل". اهـ

"شرح الأصفهانية"، ص246.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير