تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

"ولهذا تحرج جماعة من السلف عن تفسير ما لا علم لهم به، كما روى شعبة، عن سليمان، عن عبد اللّه بن مُرَّة، عن أبي مَعْمَر، قال: قال أبو بكر الصديق: أي أرض تُقلّني، وأي سماء تظلني، إذا قلت في كتاب اللّه ما لم أعلم؟!. وقال أبو عبيد القاسم ابن سلام: حدثنا محمود بن يزيد، عن العَوَّام بن حوشب، عن إبراهيم التيمي؛ أن أبا بكر الصديق سئل عن قوله: {وَفَاكِهَةً وَأَبًّا} [عبس: 31] فقال: أي سماء تظلني، وأي أرض تقلني، إن أنا قلت في كتاب اللّه ما لا أعلم؟. إسناده منقطع، (بين إبراهيم التيمي وأبي بكر الصديق، رضي الله عنه، كما أشار إلى ذلك الحافظ ابن كثير، رحمه الله، في تفسيره).

وقال أبو عبيد أيضًا: حدثنا يزيد، عن حميد، عن أنس؛ أن عمر بن الخطاب قرأ على المنبر: {وَفَاكِهَةً وَأَبًّا} فقال: هذه الفاكهة قد عرفناها فما الأبُّ؟ ثم رجع إلى نفسه فقال: إن هذا لهو التكلف يا عمر".

"شرح مقدمة أصول التفسير"، ص 87، 88.

وجدير بالذكر أن الغريب من جهة بعد القبيلة وغرابة لسانها: قليل في الكتاب المنزل، فأغلبه قد نزل بلغة قريش، كما أثر ذلك عن عثمان رضي الله عنه.

ومن أبرز الكتب المصنفة في هذا النوع:

غريب القرآن لابن قتيبة الدينوري، رحمه الله، المتوفى سنة 276 هـ، وهو إمام مدرسة بغداد النحوية.

وغريب القرآن لأبي بكر السجستاني، رحمه الله، المتوفى سنة 330 هـ.

وأجمعها: "المفردات في غريب القرآن"، للراغب الأصفهاني، رحمه الله، المتوفى سنة 502 هـ.

وقد عني الراغب الأصفهاني، رحمه الله، ببيان الفروق الدقيقة بين الألفاظ، ففرق، على سبيل المثال بين:

الحمد والمدح والشكر:

فالحمد يكون على الأمر الاختياري فتقول: حمدته على كرمه، ولا تقول حمدته على قسامة وجهه أو طول قامته لأنها أمور تسخيرية جبلية لا كسب له فيها.

بينما المدح يكون بالأمور الاختيارية والجبلية، فيمدح المرء بكرمه، كما يمدح بوسامته.

فيكون بينهما: عموم وخصوص مطلق، فكل حمد مدح، ولا عكس، فالمدح أعم من الحمد.

وأما الشكر فهو أعم من جهة آلته: فيكون بالقلب واللسان والجوارح، وفي التنزيل: (اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا)، أخص من جهة أحواله فيكون على النعمة فقط، فلا يحمد على المكروه إلا الله عز وجل.

بينما الحمد أعم من جهة أحواله فيكون على المحبوب والمكروه، وأخص من جهة آلته فلا يكون إلا بالقلب.

فيكون بين الحمد والشكر: عموم وخصوص وجهي.

وهذا باب جدير بالتتبع في لغة العرب فمن ذلك:

"الرُوع" و: "الرَوْع": فـ: "الرُوع" بالضم هو: القلب، وفي "لسان العرب": "والرُّوع موضع الرَّوْع"، و "الرَوْع" بالفتح: الخوف والفزع، وفي اللسان أيضا: "الرَّوْعُ والرُّواع والتَّرَوُّع: الفَزَعُ".

و: "الرُوح" و: "الرَوْح":

فـ: "الرُوح": التي تسكن البدن، و "الرَوْح": الراحة والنعيم، ومنه قوله تعالى: (فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ)، وقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (الرِّيحُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ قَالَ سَلَمَةُ فَرَوْحُ اللَّهِ تَأْتِي بِالرَّحْمَةِ وَتَأْتِي بِالْعَذَابِ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا فَلَا تَسُبُّوهَا وَسَلُوا اللَّهَ خَيْرَهَا وَاسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا)

يقول صاحب عون المعبود رحمه الله: " (الرِّيح مِنْ رَوْح اللَّه): بِفَتْحِ الرَّاء بِمَعْنَى الرَّحْمَة كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى {وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْح اللَّه إِنَّهُ لَا يَيْأَس مِنْ رَوْح اللَّه إِلَّا الْقَوْم الْكَافِرُونَ} ". اهـ

و: "الفصم" و: "القصم":

فالفصم: انقطاع تعقبه عودة، وفي "اللسان": "الفَصْم الكسر من غير بينونة فَصَمه يَفْصِمُه فَصْماً فانْفَصَم كسره من غير أن يبين". اهـ

ومنه حديث صفة الوحي: (فَيُفْصَمُ عَنِّي وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْهُ)، فهو ينقطع ليعود مرة أخرى إذا شاء الله، عز وجل، إنزال نجم قرآني آخر.

والقصم: انقطاع لا تعقبه عودة، وفي اللسان: "القَصْمُ كسر الشيء الشديد حتى يَبين".

و: "الخضم" و: "القضم":

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير