تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وفي اللسان: "والخَضْم الأكل بجميع الفم وقيل هو أَكل الشيء الرَّطْب والقَضْمُ دون ذلك".

و: "القبض" و: "القبص":قالقبض بالكف كلها، والقبص بأطراف الأصابع.

وفي اللسان: القَبْصُ التناوُلُ بالأَصابع بأَطْرافِها قَبَصَ يَقْبِصُ قَبْصاً تناوَلَ بأَطراف الأَصابع وهو دون القَبْصِ وقرأَ الحسن فقَبَصْت قُبْصةً من أَثَر الرسول وقيل هو اسم الفعل وقراءَة العامة فقَبَضْت قَبْضةً الفراء القَبْضةُ بالكفِّ كلها.

وقد يورد الراغب، رحمه الله، أحيانا، الاشتقاق الكبير كما في مادة: "فكر":

يقول الراغب رحمه الله: "قال بعض الأدباء: الفكر مقلوب عن الفرك لكن يستعمل الفكر في المعاني وهو فرك الأمور وبحثها طلبا للوصول إلى حقيقتها". اهـ

ومثله مادة "فسر": فـ: "فسر": كشف المعاني، و "سفر": كشف الذوات.

يقول الراغب، رحمه الله، في "المفردات": "سفر: السفر كشف الغطاء ويختص ذلك بالأعيان نحو سفر العمامة عن الرأس والخمار عن الوجه". اهـ

ومصنفات اهتمت بقضايا النحو والإعراب:

وعلى رأسها: "البحر المحيط" لأبي حيان الغرناطي، رحمه الله، وهو كلف بعرض قضايا النحو الخلافية، مع ميله إلى فقه الشافعية، رحمهم الله، في الفروع.

وقد تتبع أبو حيان، رحمه الله، كثيرا من اعتزاليات الزمخشري، رحمه الله، مع التسليم بإمامته في البلاغة، فمن ذلك:

قوله في تفسير قوله تعالى: (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ):

يقول أبو حيان رحمه الله:

"وقال الزمخشري: الجنة اسم لدار الثواب كلها، وهي مشتملة على جنان كثيرة مرتبة مراتب على حسب استحقاق العاملين، لكل طبقة منهم جنة من تلك الجنان، انتهى كلامه.

وقد دس فيه مذهبه الاعتزالي بقوله: على حسب استحقاق العاملين. وقد جاء في القرآن ذكر الجنة مفردة ومجموعة، فإذا كانت مفردة فالمراد الجنس، واللام في لهم للاختصاص، وتقديم الخبر هنا آكد من تقديم المخبر عنه لقرب عود الضمير على الذين آمنوا، فهو أسر للسامع، والشائع أنه إذا كان الاسم نكرة تعين تقديمه: {أئن لنا لأجراً} ولم يذكر في الآية الموافاة على الإيمان فإن الردة تحبطه، وذلك مفهوم من غير هذه الآية. وأما الزمخشري فجرى على مذهبه الاعتزالي من أنه يشترط في استحقاق الثواب بالإيمان والعمل، أن لا يحبطهما المكلف بالكفر والإقدام على الكبائر، وأن لا يندم على ما أوجده من فعل الطاعة وترك المعصية، وزعم أن اشتراط ذلك كالداخل تحت الذكر.

وقد علم من مذهب أهل السنة أن من وافى على الإيمان فهو من أهل الجنة، سواء كان مرتكباً كبيرة أم غير مرتكب، تائباً أو غير تائب". اهـ

فمذهب أهل السنة أن مرتكب الكبيرة، إن مات مصرا عليها غير تائب، فهو تحت المشيئة، إن شاء الله، عز وجل، عفا عنه بفضله، وإن شاء عذبه بعدله عذابا غير مؤبد، فمصيره الجنة بعد تطهيره من جنس الذنب، إذ لا يدخل الجنة إلا طاهر، فحكمه في الدنيا: أنه مؤمن ناقص الإيمان، فقد خرج من دائرة الإيمان المطلق إلى دائرة مطلق الإيمان، أو انتفى عنه كمال الإيمان الواجب دون أصله، أو خرج من دائرة الإيمان إلى دائرة الإسلام كما أثر عن أبي جعفر محمد الباقر، رحمه الله، فيما رواه عبد الله بن أحمد، رحمه الله، في كتاب "السنة"، من طريق:

أبيه أحمد بن حنبل رحمه الله، نا سليمان بن حرب، نا جرير بن حازم، عن الفضيل بن يسار، قال: قال محمد بن علي: «هذا الإسلام ودور دائرة في وسطها دائرة أخرى، وهذا الإيمان التي في وسطها مقصور في الإسلام، قال: فقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن"، "يخرج من الإيمان إلى الإسلام ولا يخرج من الإسلام، فإذا تاب تاب الله عليه قال: رجع إلى الإيمان"

"السنة"، (1/ 87).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير