تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فرق الإسلام هو الذي قدم طبقة الموالي: تلك الطبقة العلمية التي أثرت الحياة الفكرية الإسلامية، فصار الموالي من أمثال: نافع وعكرمة وابن سيرين، رحمهم الله، أئمة هدى، بينما قدم رق الفرس والرومان مآسي تقشعر لها الأبدان.

ورق الإسلام هو رق: (إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ جَعَلَهُمْ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ وَلَا تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ)

ورق الإسلام هو رق: حديث أبي مسعود رضي الله عنه: (كُنْتُ أَضْرِبُ غُلَامًا لِي بِالسَّوْطِ فَسَمِعْتُ صَوْتًا مِنْ خَلْفِي اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ فَلَمْ أَفْهَمْ الصَّوْتَ مِنْ الْغَضَبِ قَالَ فَلَمَّا دَنَا مِنِّي إِذَا هُوَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا هُوَ يَقُولُ اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ قَالَ فَأَلْقَيْتُ السَّوْطَ مِنْ يَدِي فَقَالَ اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ أَنَّ اللَّهَ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَى هَذَا الْغُلَامِ قَالَ فَقُلْتُ لَا أَضْرِبُ مَمْلُوكًا بَعْدَهُ أَبَدًا)

ورق الإسلام هو رق: (إِذَا أَتَى أَحَدَكُمْ خَادِمُهُ بِطَعَامِهِ فَإِنْ لَمْ يُجْلِسْهُ مَعَهُ فَليُنَاوِلْهُ لُقْمَةً أَوْ لُقْمَتَيْنِ أَوْ أُكْلَةً أَوْ أُكْلَتَيْنِ فَإِنَّهُ وَلِيَ عِلَاجَهُ)

ورق الإسلام هو رق: حديث مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ، رضي الله عنه، وفيه: (وَكَانَتْ لِي جَارِيَةٌ تَرْعَى غَنَمًا لِي قِبَلَ أُحُدٍ وَالْجَوَّانِيَّةِ فَاطَّلَعْتُ ذَاتَ يَوْمٍ فَإِذَا الذِّيبُ قَدْ ذَهَبَ بِشَاةٍ مِنْ غَنَمِهَا وَأَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي آدَمَ آسَفُ كَمَا يَأْسَفُونَ لَكِنِّي صَكَكْتُهَا صَكَّةً فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَظَّمَ ذَلِكَ عَلَيَّ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا أُعْتِقُهَا قَالَ ائْتِنِي بِهَا فَأَتَيْتُهُ بِهَا فَقَالَ لَهَا أَيْنَ اللَّهُ قَالَتْ فِي السَّمَاءِ قَالَ مَنْ أَنَا قَالَتْ أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ).

ورق الإسلام هو رق: عبد الله بن عمر، رضي الله عنهما، إذ يقول عن مولاه نافع رحمه الله: لقد من الله علينا بنافع، فكان نافع، رحمه الله، أوثق الناس في ابن عمر، رضي الله عنهما، بل قدمه بعض النقاد على سالم بن عبد الله، رحمه الله، الذي قال فيه ابن عمر:

يلومونني في سالم وألومهم ******* وجلدة بين العين والأنف سالم

وما ظنك بسيد يقدم فتاه على ابنه!!!!.

ومالك عن نافع عن ابن عمر: سلسلة الذهب!!!.

ورق الإسلام هو رق: عكرمة مولى ابن عباس، رضي الله عنهما، الذي قيل لعلي بن عبد الله بن عباس، رضي الله عنهما، لما باعه: تبيع علم أبيك؟ فاسترده، كما ذكر الحافظ الذهبي، رحمه الله، في ترجمة "عكرمة" من "السير" من طريق يحيى بن معين رحمه الله.

ورق الإسلام هو الذي نشأ في كنفه أمثال نصير، أبو موسى بن نصير، رحمه الله، القائد الشهير، وكان من سبي عين التمر، فخرج من نسله ذلك القائد العظيم الذي بعث طارق بن زياد، رحمه الله، إلى الأندلس فاتحا مجيدا، لتعرف أوروبا النور بعد قرون من الظلمات.

وأما رقهم فعنه يقول صاحب رسالة "العلمانية" حفظه الله وأتم شفاءه:

"أباحت الكنيسة استرقاق المسلمين والأوروبيين الذين لم يعتنقوا الدين المسيحي، وكان آلاف من الأسرى الصقالبة أو المسلمين يوزعون عبيداً على الأديرة ... وكان القانون الكنسي يقدر ثروة أراضي الكنيسة في بعض الأحيان بعدد من فيها من العبيد لا بقدر ما تساوي من المال، فقد كان العبد يعد سلعة من السلع كما يعده القانون الزمني سواء بسواء، وحرم على عبيد الكنائس أن يوصوا لأحد بأملاكهم ... وحرم البابا جريجوري الأول على العبيد أن يكونوا قساوسة، أو أن يتزوجوا من المسيحيات الحرائر ... وكان القديس توماس أكويناس يفسر الاسترقاق بأنه نتيجة لخطيئة آدم، وإذا كان هذا هو نظر الكنيسة التي تنادي بالمحبة والرحمة فما بالك بمعاملة السيد رجل الدنيا لعبيد إقطاعيته ... ؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير