وما فتئ القوم يدعون المحبة والتسامح، ويرموننا بالكراهية والتعصب وصدق من قال: رمتني بدائها وانسلت!!!!
وأما رقيق الأرض: فلم يكن عبداً بمعنى الكلمة، لكن حاله لا يختلف عن العبد في شيء، والفارق بينهما أن العبد - في الأصل - إما أسير مغلوب وإما مخالف للسيد في الدين أو الجنس أو المذهب، بعكس الرقيق الذي هو أصيل في الإقطاعية، وينتمي إلى الدين والجنس اللذين ينتمي إليهما سيده.
والأصل في رقيق الأرض أنه رجل يفلح مساحة من الأرض يمتلكها سيد أو بارون، وكان في وسع المالك أن يطرده متى شاء، وكان من حقه في فرنسا أن يبيع الرقيق مستقلاً عن الأرض ... أما في إنجلترا فقد حرم من مغادرة الأرض، وكان الذين يفرون من أرقاء الأرض يعاد القبض عليهم بنفس الصرامة التي يعاد بها القبض على العبيد، وهذا الصنف هو الصنف الغالب في الإقطاعيات، بل هو في الحقيقة يمثل مجموع سكان أوروبا تقريباً باستثناء النبلاء ورجال الدين , والمدهش – حقاً - هو تلك القائمة الطويلة من الواجبات التي يؤديها الرقيق للمالك، عدا خضوعه المطلق لسلطته وارتباطه المحكم بإقطاعيته:
1 - ثلاث ضرائب نقدية في العام.
2 - جزء من محصوله وماشيته.
3 - العمل سخرة كثيراً من أيام السنة.
4 - أجر على استعمال أدوات المالك في طعامه وشرابه.
5 - أجر للسماح بصيد السمك أو الحيوان البري.
6 - رسم إذا رفع قضية أمام محاكم المالك.
7 - ينضم إلى فيلق المالك إذا نشبت حرب.
8 - يفتدي سيده إذا أسر.
9 - يقدم الهدايا لابن المالك إذا رقي لمرتبة الفرسان.
10 - ضريبة على كل سلعة يبيعها في السوق.
11 - لا يبيع سلعة إلا بعد بيع سلعة المالك نفسها بأسبوعين.
12 - يشتري بعض بضائع سيده وجوباً.
13 - غرامة إذا أرسل ابنه ليتعلم أو وهبه للكنيسة، (فلا بد أن يبقى جاهلا لكي يسهل على سيده التحكم فيه كيف شاء).
14 - ضريبة مع إذن المالك إذا تزوج هو أو أحد أبنائه من خارج الضيعة.
15 - حق الليلة الأولى! وهي أن يقضي السيد مع عروس رقيقه الليلة الأولى، وكان يسمح له أحياناً أن يفتديها بأجر، وقد بقي بصورته هذه في بافاريا إلى القرن الثامن عشر.
16 - وراثة تركته بعد موته.
17 - ضريبة سنوية للكنيسة، وضريبة تركات للقائد الذي يدافع عن المقاطعة". اهـ
بتصرف من رسالة "العلمانية"، ص 265 _ 267.
وكل هذا باسم الدين!!!!، ومرة أخرى: هذا رقنا وهذا رقهم.
ولما أراد الشعب الأمريكي أن يكفر عن خطيئة استرقاق العبيد السود الذين اخْتُطِفُوا من غرب إفريقية، جاء رد الفعل عاطفيا غير مدروس، فأطلق الرئيس الأمريكي "أبراهام لينكولن": حملة تحرير العبيد، فاشتهر بـ: "محرر العبيد"، فسبب ذلك أزمة في المجتمع الأمريكي الذي فوجئ بجيش من العاطلين: تضخمت أداة الطاعة عنده، في مقابل تقلص أداة اتخاذ القرار وتحمل المسئولية، فنادى أحرار اليوم بالعودة إلى رق الأمس، فأين هذا التخبط من سياسة الإسلام الحكيمة في علاج الرق؟!!!!.
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله.
ـ[مهاجر]ــــــــ[09 - 11 - 2008, 08:36 ص]ـ
قوله تعالى: (وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ):
يقول ابن كثير رحمه الله:
"وقوله: {وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} الآية: كان أهل الجاهلية إذا كان لأحدهم أمة، أرسلها تزني، وجعل عليها ضريبة يأخذها منها كلّ وقت. فلما جاء الإسلام، نهى الله المسلمين عن ذلك.
وكان سبب نزول هذه الآية الكريمة - فيما ذكره غير واحد من المفسرين، من السلف والخلف - في شأن عبد الله بن أبي بن سلول المنافق فإنه كان له إماء، فكان يكرههن على البِغاء طلبا لخَراجهن، ورغبة في أولادهن، ورئاسة منه فيما يزعم قبحه الله ولعنه". اهـ
¥