لبَّيْكَ اللَّهُمَّ وَنَحْنُ مُنْشَغِلُونَ بِهُمُومِنا نَشْكُو إِلَيْكَ ضَعْفَ قُوَّتِنا وَما نَزَلَ بِنا مِنْ مَآسٍ وَنَكَباتٍ.
لبَّيْكَ اللَّهُمَّ وَحالُنا لَمْ يَخْتَلِفْ عَنِ الْعامِ الْماضِيْ بَلِ ازْدادَ ذُلاًّ وَهَواناً.
لبَّيْكَ اللَّهُمَّ وَلا زالَتْ فِلَسْطِينُ وَالْعِراقُ مُحْتَلَّيْنِ مِنْ قِبَلِ مَنْ لا يَرْقُبُ فِيْ اللهِ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً.
لبَّيْكَ اللَّهُمَّ وَلازالَ الرُّوَيْبِضاتُ يَعْتَبِرُونَ مُشْكِلَةَ الشِّيشانِ بَلْ وُكَلَّ الْمَشاكِلِ الَّتِيْ تُواجِهُها الأُمَّةُ عَلَىْ أَنَّها شَأْنٌ داخِلِيٌّ.
لبَّيْكَ اللَّهُمَّ وَقَدْ غُزِيْنا فِيْ عُقْرِ دارِنا وَقَدِ اغْتُصِبَتْ نِساؤُنا وَقُتِلَتْ رِجالُنا وَيُتِّمَتْ أَطْفالُنا وَانْتُهِكَتْ حُرُماتُنا عَلَىْ مَرْأَىْ وَمَسْمَعِ حُكّامِنا.
لبَّيْكَ اللَّهُمَّ وَقُلُوبُنا كَسِيرَة, ٌ وَأَيْدِينا قَصِيرَة, ٌ وَدُمُوعُنا غَزيرة, نَسْأَلُكَ أَنْ تَكْشِفَ ما بِنا مِنْ عَذابٍ وَظُلْمٍ وَهَوانٍ.
لبَّيْكَ اللَّهُمَّ وَلَمْ نَعُدْ أُمَّةً واحِدَةً تُطِيعُ إِماماً واحِداً فِيْ ظِلِّ إِمامٍ واحِدٍ بَلْ شِرْذِمَةٌ وَغُثاءٌ كَغُثاءِ السَّيْلِ.
لبَّيْكَ اللَّهُمَّ مارِّينَ بِمَدِينَةِ حَبِيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُواةِ الدَّوْلَةِ الإِسْلامِيَّةِ الأُولَىْ بَلَدِ أَنْصارِ رَسُولِ اللهِ أَبْناءِ النُّقَباءِ الَّذِينَ عاهَدُواْ اللهَ وَرَسُولَهُ عَلَىْ الطّاعَةِ وَأَداءِ الأَمانَةِ.
لبَّيْكَ اللَّهُمَّ وَأُمَّةُ حَبِيبِكَ مُحَمَّدٍ بِأَمَسِّ الْْحاجَةِ لِمَنْ يَنْصُرُها وَيُبايِعُها عَلَىْ الصَّبْرِ وَالثَّباتِ لِيُزِيحُواْ طاغُوتَ أَمْرِيكا وَأَعْوانِها لِيَتَوَلَّىْ أُمُورَ الأُمَّةِ خِيارُها مَنْ لا يَخافُ فِيْ اللهِ لَوْمَةَ لائِمٍ.
لبَّيْكَ اللَّهُمَّ وَنَحْنُ مَحْكُومُونَ بِحُكّامٍ غَيْرِ شَرْعِيِّينَ يَقْضُونَ لأَنْفُسِهِمْ ما لا يَقْضُونَ لَنا نَصَّبُواْ أَنْفُسَهُمْ عَلَيْنا وَجَرَّعُونا غُصَصَ الذُّلِّ وَجَعَلُونا أَدْنَىْ الأُمَمِ.
لبَّيْكَ اللَّهُمَّ وَنَحْنُ مَحْرُومُونَ مِنْ خَلِيفَةٍ يَسُوسُنا بِالْحَقِّ وَيَحْكُمُ بِالْعَدْلِ وَيُبَلِّغُنا مَبالِغَ الْعِزِّ بِالْجِهادِ.
لبَّيْكَ اللَّهُمَّ مُصَلِّينَ مُسَلِّمِينَ عَلَىْ خَيْرِ الأَنامِ واقِفِينَ أَمامَ قَبْرِهِ وَالدَّمْعُ يَسِيلُ خَجَلاً وَهَيْبَةً وَإِكْباراً.
لبَّيْكَ اللَّهُمَّ وَقَدْ تُرِكَ الأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ لا بَلْ أُمِرَ بِالْمُنْكَرِ وَنُهِيَ عَنِ الْمَعْرُوفِ.
لبَّيْكَ اللَّهُمَّ وَكانَ ما أَخْبَرَ بِهِ حَبِيبِيْ وَمُهْجَةُ قَلْبِيْ مُحَمَّدٌ صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَدْ وُلِّيَ عَلَيْنا شِرارُنا حَمَلُواْ لَنا سِياطاً كَأَذْنابِ الْبَقَرِ قَذَفُواْ فِيْ النّارِ مَنْ أَطاعَهُمْ وَجَلَدُواْ وَقَتَلُواْ وَشَرَّدُواْ مَنْ خالَفَهُمْ.
لبَّيْكَ اللَّهُمَّ وَقَدْ تَداعَتْ عَلَيْنا الأُمَمُ تَداعِيَ الأَكَلَةِ إِلَىْ قَصْعَتِها ذلِكَ أَنّا أَيْتامٌ دُعِينا عَلَىْ مَوائِدِ اللِّئامِ.
لبَّيْكَ اللَّهُمَّ وَمَلايِينٌ تَنْتَظِرُ تَلْبِيَةَ النِّداءِ وَلَمْ يَمْنَعْها مِنَ التَّلْبِيَةِ الْمالُ وَالْوَلَدُ بَلْ مَنَعَهُمْ حُدُودٌ وَحَواجِزٌ وَصَدُّ طُغاةٍ جَبابِرَةٍ تَحَكَّمُواْ بِالرِّقابِ وَالْعِبادِ.
لبَّيْكَ اللَّهُمَّ وَقَدْ شُتِمَ نَبِيُّنا وَلَمْ نُحَرِّكْ ساكِناً بَلِ اسْتَقْبَلْنا مَنْ شَتَمَهُ فِيْ آخِرِ مَعْقِلٍ لِلدَّوْلَةِ الإِسْلامِيَّةِ دُونَ خَجَلٍ مِنَ اللهِ أَوِ الْعِبادِ لا بَلْ وَدَعَوْناهُ لِلصَّلاةِ فِيْ جَوامِعِنا.
لبَّيْكَ اللَّهُمَّ وَلا يَزالُ فِينا فِئَةٌ لِلْحَقِّ عامِلِينَ لِرَبِّهِمْ عابِدِينَ يَصِلُونَ اللَّيْلَ بِالنَّهارِ لإِعْزازِ دِينِكَ وَالتَّضْحِيَةِ فِيْ سَبِيلِكَ وَإِعادَةِ الْحُكْمِ بِما أَنْزَلْتَ وَأَمَرْتَ.
لبَّيْكَ اللَّهُمَّ ساعِينَ فِيْ رِضاكَ مُتَوَكِّلِينَ عَلَيْكَ واثِقِينَ بِجَمِيلِ وَعْدِكَ وَقُرْبِ نَصْرِكَ.
لبَّيْكَ اللَّهُمَّ واقِفِينَ أَمامَ بابِكَ مُحْتَمِينَ بِجَنابِكَ مُوْقِنِينَ أَنَّكَ لا تَرُدُّ دَعْوَةَ عَبْدٍ دَعاكَ سائِلِينَكَ اللَّهُمَّ أَنْ تَفُكَّ عَنّا هذا الْعِقالَ وَتُرِيحَنا مِنْ حُكّامِنا.
لبَّيْكَ اللَّهُمَّ وَنَحْنُ عَلَىْ يَقِينٍ أَنَّ وَعْدَكَ حَقٌّ وَبُشْرَى نَبِيِّكَ حَقٌّ وَالْخِلافَةُ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَأَنَّ النَّصْرَ بِيَدِكَ تُؤْتِيهِ مَتَىْ تَشاءُ لِمَنْ تَشاءُ.
لبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لا شَرِيكَ لَكَ.
بقلم: الأخت أم سدين – بيت المقدس
¥