تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال السخاوي في (الضوء اللامع) (1/ 234): (أحمد بن حسين بن حسن بن علي بن يوسف بن علي بن أرسلان - بالهمزة كما بخطه - ابن أبي بكر الدمشقي الخطيب. ولد سنة تسع وتسعين وسبعمئة، وكتب بخطه في سنة ثلاث وسبعين ببعض الاستدعاءات وما علمت أمره).

وقال في (الضوء اللامع) أيضاً (1/ 256): (أحمد بن سليمان بن عبد الرحمن بن العز محمد بن التقي سليمان بن حمزة بن أحمد بن عمر بن أبي عمر المقدسي ثم الصالحي الحنبلي أخو عبد الرحمن الآتي. ذكره شيخنا في (معجمه) وقال إنه أجاز له في استدعاء الصرخدي سنة اثنتين وبيض له).

فهاتان ترجمتان من جملة التراجم التي ذكرها في كتابه هذا من غير أن يزيد فيها شيئاً على ما علمه من الاستدعاءات.

وقال الفاسي في (ذيل التقييد) (ص335) في ترجمة أبي زرعة ابن العراقي: (وما ذكرناه من مصنفاته ألفيته بخطه في استدعاء مؤرخ سنة خمس وثمان مئة، وفيه أنه انتهى في تحرير الفتاوى إلى الصيام، ولم يذكر شرح البهجة).

12

أمثلة من إجابات الاستدعاءات

قال القلقشندي في (صبح الأعشى في صناعة الإنشا) (14/ 332 - 335): (وأما الإجازة بالمرويات على الاستدعاءات، فمن ذلك ما كتب به الشيخ صلاح الدين الصفدي رحمه الله على استدعاء كتب له به القاضي شهاب الدين أحمد الحنبلي خطيب بيت الآلهة وكاتب الدَّسْت بالشأم يطلب منه فيه الإجازة لنفسه وهو:

(الحمد لله الذي إذا دعي أجاب، وإذا أنعم على الأديب بذوق أتى في نظمه ونثره بالعجاب، وإذا وهب البليغ فطرة سليمة لم يكن على حجاه حجاب؛ نحمده على نعمه التي منها البلاغة وإتقان ما لصناعة الإنشاء من حسن الصياغة، وصيد أوابد المعاني التي من أعمل فكره في اقتناصها أو روّى أمِن رواغَه؛ ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً فُطر الضمير على إخلاصها، وجُبل الفكر على اقتناء أدلتها القاطعة واقتناصها، وجعلت وقاية لقائلها يوم يضيق على الخلائق فسيح عراصها؛ ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله أفصح من نطق بهذا اللسان وجاء من هذه اللغة العربية بالنكت الحسان، وحث على الخير وحض على الإحسان، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الذين رووا أقواله وبلغوا لمن لم يره سننه وأفعاله، وعلموا أن هذه الشرعة المطهرة أَذْخَرها الله تعالى له، فلم تكن تصلح إلا له، صلاةً هاميَةَ الغفران ناميةَ الرضوان ما أجاب مجيب لمن استدعى وعملتْ إنَّ في المبتدإ نصبا، ولم تغير على الخبر رفعا، وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

وبعد فإن علم الرواية من محاسن الإسلام وخصائص الفضلاء الذين تخفق لهم ذوائب الطروس وتنتصب رماح الأقلام، ولم تزل رغبة السلف تتوفر عليه وتشير أنامل إرشادهم للأنام بالحث إليه؛ قيل للإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه: ما تشتهي؟ فقال: سندٌ عالٍ وبيتٌ خالٍ [هذا السؤال وجوابه ليحيى بن معين، لا لأحمد]؛ وما برح الأئمة الكبار يرتحلون إلى أقاصي الأقاليم في طلبه ويتحملون المشاق والمتاعب فيه ويتجمَّلون بسببه؛ فقد ارتحل الإمام الشافعي رضي الله عنه وغيره إلى عبد الرزاق باليمن، وكان فيمن أخَذَ عنه ممن هو أحق بالتفضيل عليه قمن، ولكنه فن يحتاج إلى ذوق يعاضد من لا يعانده، وأمر لا يصبر عنه من ألِفه، وما يعلم الشوق إلا من يكابده، فما عند مَنْ طلب الروايةَ أجلُّ من أبناء جنسه، ولا عند المفيدِ المفيدَ أحلى من قوله: حدثنا فلان أو انشدنا فلان لنفسه؛ ولكن:

ما كلُّ من طلب المعالي نافذاً ... فيها ولا كلُّ الرجال فحولا

ولما كان الشيخ الإمام شهاب الدين أبو العباس أحمد ابن الشيخ ... ممن نظم فودَّت الدرر في أفلاكه لو اتسقتْ، وكتب فرقَمَ الطُّروس ووشاها، وغشاها من زهرات الرياض ما غشاها [!!!]، وحلَّ المترجَم فسحر عقل كل لبيب وخلب لبَّه، ووقع على القصد فيه فكأنه شيء من الغيب خص الله به قلبه [!!!]، وأتى فيه ببدائع ما تَساوى ابنُ الصيرفي ... (3) عندها بحَبَّة، وخطب فصدع القلوب وأجرى ذنوب المدامع من أهل الذنوب، وحذر فكانت أسجاعه كألحان إسحاق، وسامعه يبكي بأجفان يعقوب، كأنما هو في حلة الخطابة بدر في غمامة، أو منبره غصن وهو فوقه حمامة، أو بحر وفضائله مثل أمواجه ودره يحكي كلامه، لو رآه ابن نباتة ما أورقت بالفصاحة أعواده، أو ابن المنيِّر ما رقمتْ بالبلاغة أبراده

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير