تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبد اللطيف الحسيني]ــــــــ[09 - 02 - 08, 01:55 ص]ـ

259. البرنامج:

هذه الكلمة مستعملة في العرف العصري بمعنى كيفية تقسيم الوقت والأعمال قبل الدخول فيها، وترتيب أقسام العمل، وتحديد معالم المنهج المتبع في ذلك وأصوله الإجمالية.

وكثير من المعاصرين يعبرون عن هذا المعنى وشبههِ بكلمة (جدول) مثل (جدول الدروس) و (جدول الأعمال) ونحو ذلك؛ وهو استعمال عرفي غير موافق للمعنى اللغوي لكلمة جدول.

وأما عند أهل العلم فقد استعمل المتأخرون، ولا سيما الأندلسيون منهم، لفظة (برنامج) على معنيين:

أحدهما: الكتاب الحاوي لأسماء الكتب والتقاييد والرسائل المقروءة، أو خلاصات المسائل ورؤوس النقاط.

قال ابن خلدون في (المقدمة) عقب شيء ذكره في بيان الكتب المعتمدة عند المالكية: (إلى أن جاء كتاب أبي عمرو بن الحاجب لخص فيه طرق أهل المذهب في كل باب وتعديد أقوالهم في كل مسئلة فجاء كالبرنامج للمذهب).

وقال أيضاً: (ذهب كثير من المتأخرين إلى اختصار الطرق والأنحاء في العلوم يولعون بها ويدونون منها برنامجاً مختصراً في كل علم يشتمل على حصر مسائله وأدلتها باختصار في الألفاظ وحشو القليل منها بالمعاني الكثيرة من ذلك الفن؛ وصار ذلك مخلاً بالبلاغة وعسراً على الفهم).

وثانيهما: كتاب يضم أسماء المشايخ، وأسماء التلاميذ المستفاد منهم أيضاً.

فلفظة البرنامج إذن مرادفة عند المحدثين للفهرس، قال الهوريني: (يرادف الفهرسة [كذا] البرنامج).

وهذه الكلمة ليست عربية، بل هي معرَّبة عن (نامه) الفارسية، التي من معانيها عندهم الورقةُ الجامعة للحساب، وفيها بعض معنى الفهرسة.

وأما ضبطُ لفظة (برنامج)، فهو بفتح الباء والميم، صرح به القاضي عياض في (مشارق الأنوار على صحيح الآثار)؛ وقيل بكسرهما، كما في بعض شروح (الموطأ)؛ وقيل بفتح الباء وكسر الميم.

المصدر: لسان المحدثين/ الجزء الثاني

ـ[عبد اللطيف الحسيني]ــــــــ[09 - 02 - 08, 02:00 ص]ـ

305. التحمل:

تحمُّلُ الحديث أو الكتاب: هو أخذه عن راويه، بطريقة من طريق الأخذ المعلومة، وطرق التحمل أصولها أربعة:

الشيخ يُسمعُ الطالب.

الشيخ يَسمع الطالب ويُقرّه.

الشيخ يُري الطالب شيئاً مكتوباً.

الطالبُ يُري الشيخ شيئاً مكتوباً.

وكل واحد من هذه الأقسام قد يكون بواسطة وقد يكون بلا واسطة؛ وقد يقع فيه تساهل قليل أو كثير وقد لا يقع.

فمن الواسطة في الأصل الأول أن يكون المسمع هو المستملي.

ومن الواسطة في الثاني أن يكون القارئ على الشيخ هو طالباً أخر.

ومن الواسطة في الثالث أن يكون الكتاب ليس هو أصل الشيخ ولكنه فرع منه، أو يرسل الشيخ الكتاب إلى الطالب إرسالاً مع إنسان آخر.

ومن الواسطة في الرابع أن يعرض الكتاب على الشيخ طالب آخر.

وأما التساهل فأنواع كثيرة لا نطيل بذكرها في هذا المقام.

والحقيقة أن أصول التحمل راجعة إلى أصلين فقط:

الأول: نقل أشياء ملفوظة يأخذها التلميذ عن الشيخ.

والثاني:: نقل أشياء مكتوبة يأخذها التلميذ عن الشيخ.

وفي الحالتين قد يكون الأخذ إجمالياً كالإجازة، وقد يكون تفصيلياً كالقراءة على الشيخ.

وكل ذلك قد يكون بواسطة، كالمكاتبة، أو بلا واسطة، وإسقاط الواسطة قد يكون جائزاً وقد يكون ممنوعاً، على تفصيل يذكر في موضعه من كتب علوم الحديث.

وكل ذلك قد يكون مشوباً بتساهل أو لا.

هذا تلخيص طرق التحمل وأصوله.

وأما المصنفون في علوم الحديث فأكثرهم قد جعلوا أقسام التحمل ثمانية:

قال ابن الصلاح (ص118 وما بعدها): (بيان أقسام طرق نقل الحديث وتحمله، ومجامعها ثمانية أقسام:

القسم الأول: السماع من لفظ الشبيخ؛ وهو ينقسم إلى إملاء وتحديث من غير إملاء، وسواء كان من حفظه، أو من كتابه؛ وهذا القسم أرفع الأقسام عند الجماهير----.

القسم الثاني من أقسام الأخذ والتحمل: القراءة على الشيخ؛ وأكثر المحدثين يسمونها عرْضاً، من حيث أن القارئ يَعرض على الشيخ ما يقرؤه، كما يعرض القرآن على المقرئ؛ وسواء كنت أن القارىء، أو قرأ غيرك وأنت تسمع، أو قرأت من كتاب أو من حفظك، أو كان الشيخ يحفظ ما يُقرأ عليه، أو لا يحفظه لكن يمسك أصله، هو أو ثقة غيره.

ولا خلاف أنها رواية صحيحة، إلا ما حكى عن بعض من لا يعتد بخلافه، والله أعلم----.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير