تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبد اللطيف الحسيني]ــــــــ[11 - 02 - 08, 12:31 ص]ـ

1107. كتب الرواية:

هي الكتب التي تذكر الأحاديث بأسانيدها مثل الكتب الستة والمستخرجات عليها والمسانيد والأجزاء الحديثية المسندة ومعاجم الشيوخ والمسلسلات، وأنواعٍ كثيرة أخرى.

وقد يدخل في جملة كتبِ الرواية ولو تجوزاً كتبُ المتونِ التي حذفتْ أسانيدُها.

ثم الظاهر أن مما يلتحق بكتب الرواية من كتب المحدثين كتب ضبط الألفاظ والأسماء وكتب التصحيف والتحريف؛ فإن هذه الكتب ونحوها إنما غايتها الاعتناء بما روي وصيانته من التغيير والخطأ.

وما في هذه الكتب وتلك من علمٍ، هو الذي أسماه بعض المتأخرين (علم الحديث روايةً)، وأطلقوا على ما سوى ذلك من علم الحديث (علم الحديث درايةً).

تنبيه: ما تقدم من جواز لإلحاق المذكور لا ينافيه أن بعض هذه الكتب تلتحق – أي من حيثية أخرى – بكتب الرجال أيضاً؛ فالكتاب الواحد قد يصلح للدخول في أكثر من نوع من أنواع العلم.

وأفضل وأهم وأشهر كتب الرواية: الكتب الخمسة، وهي صحيحا البخاري ومسلم، والسنن الثلاثة: سنن أبي داود والترمذي والنسائي؛ فهذه هي الكتب الخمسة؛ وسادسها عند جماعة من المتأخرين سنن ابن ماجه؛ ولكن جماعة من المحققين يرون أن بعض الأمات غير سنن ابن ماجه أحقُّ بأن يكون سادس الكتب الخمسة، منه؛ فمنهم من فضل عليه (سنن الدارمي)؛ ومنهم من فضل عليه (موطأ مالك).

ولا شك أن (موطأ مالك) أصح وأجود من (سنن ابن ماجه)؛ ولكن الذين أرادوا إضافة كتاب سادس إلى الخمسة إنما أرادوا زيادة أحاديث كثيرة مرفوعة، من كتاب من كتب السنن، لا من المسانيد ولا من غيرها من الكتب التي تجمع مع المرفوعات آثاراً موقوفة.

ومعلوم أن الزيادات المرفوعة المسندة في (الموطأ) على الكتب الخمسة قليلة، وأنَّ فيه كثيراً من الآثار الموقوفة على الصحابة أو على التابعين.

وأخيراً هذا بيان مجمل لأقسام كتب الرواية بأكثر من اعتبار:

تنقسم كتبُ الروايةِ أقساماً كثيرةً، باعتباراتٍ متعددة.

فيمكن تقسيمُها من حيثُ مراتبُ القوةِ والضَّعفِ، في الجملة، مثل أن تقسم إلى الصحاح، والسنن،وكتب الواهيات، وكتب الموضوعات.

ويمكن تقسيمها من حيث طبقات مؤلفيها وصفات أسانيدها من حيث العلو والنزول؛ كأن نقسمها إلى ما ألف في المئة الثانية للهجرة، وما ألف في المئة الثالثة، وما ألف في المئة الرابعة، وهلم جراً.

ويمكن تقسيمها من حيث مواضيعها إلى مرويات في العقيدة والسنة، ومرويات في التفسير، ومرويات في الفقه، أي الأحكام العملية، ومرويات في الأذكار والأدعية، ومرويات في التزكية والرقاق، ومرويات في الأدب؛ وغير ذلك.

وكذلك يمكن تقسيمها بحسب ترتيبها إلى قسمين:

كتب أبواب – أو موضوعات - علمية؛ والمنظور إليه في هذا القسم هو المتن، من حيث معناه.

ومسانيد؛ والمنظور إليه في هذا القسم هو السند من حيث منتهاه، أعني الصحابي.

ومعلومٌ أن التقسيمَ أمرٌ اصطلاحيٌّ مرادُه تقريبُ العلمِ إلى المتعلم بتجزئته، وتسهيلُه على المتحفظ بضبط أنواعه؛ فيمكن للناظر في كتب الرواية أن يَخطرَ ببالِه أنواعٌ أخرى من التقسيم كثيرةٌ جداً، سواء كانت صالحة للتطبيق أوْ لا.

المصدر: لسان المحدثين/ الجزء الرابع

ـ[عبد اللطيف الحسيني]ــــــــ[11 - 02 - 08, 12:33 ص]ـ

1133. كَتَبَ إليَّ:

قال ابن الصلاح في (علوم الحديث) (ص154) بعد أن ذكر أن المكاتبة نوعان نوع مجرد عن الإجازة ونوع مقترن بها، وأن العلماء اختلفوا في جواز الرواية بالنوع الأول:

(والمذهب الأول [يعني مذهب المجيزين للرواية] هو الصحيح المشهور بين أهل الحديث؛ وكثيراً ما يوجد في مسانيدهم ومصنفاتهم قولهم "كتب إلي فلان قال: حدثنا فلان"، والمراد به هذا.

وذلك معول به عندهم، معدود في المسند الموصول، وفيها إشعار قوي بمعنى الإجازة، فهي وإن لم تقترن بالإجازة لفظاً فقد تضمنت الإجازة معنى.

ثم يكفي في ذلك أن يعرف المكتوب إليه خط الكاتب، وإن لم تقم البينه عليه.

ومن الناس قال: الخط يشبه الخط فلا يجوز الاعتماد على ذلك؛ وهذا غير مرضي، لأن ذلك نادر، والظاهر أن خط الإنسان لا يشتبه بغيره، ولا يقع فيه إلْباس).

وانظر (صيغ الأداء).

المصدر: لسان المحدثين/ الجزء الرابع

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير