تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبد اللطيف الحسيني]ــــــــ[12 - 02 - 08, 11:46 م]ـ

1380. مجلس الحديث:

أي حلقة التحديث؛ والمراد بالمجلس إما موضع جلوس الشيخ وتلامذته الذين يأخذون فيه عنه الأحاديث، أو زمان ذلك، أو الأحاديث المسموعة في مجلس واحد، أو أهل المجلس أنفسهم، فهذه أربعة معان متقاربة مترابطة.

وهذه بعض الكلمات التي وردت فيها كلمة (مجلس) ببعض المعاني المتقدمة، ولم أر بأساً بالإطالة بإيرادها لأنها لا تخلو من فائدة:

قال المعلمي في (التنكيل) (ص302): (أقول: تاريخ الخطيب قرئ عليه في حياته ورواه جماعة، ويظهر أنها أخذت منه عدة نسخ في حياة الخطيب على ما جرت به عادة المثرين من طلبة العلم والمجتهدين منهم أن يستنسخ كل منهم الكتاب قبل أن يسمعه على الشيخ ثم يسمع في كتاب نفسه ويصحح نسخته، وكثير منهم يستنسخ قبل كل مجلس القطعة التي يتوقع أن تقرأ في ذلك المجلس إلى أن يتم الكتاب).

وقال المعلمي في (التنكيل) أيضاً (ص438): (التلقينُ القادحُ في الملقِّن هو أن يُوْقِعَ الشيخَ في الكذب ولا يبين، فإن كان إنما فعل ذلك امتحاناً للشيخ وبين ذلك في المجلس لم يضره؛ وأما الشيخ فإن قبل التلقين وكثر منه ذلك فإنه يسقط ----).

وقال الخطيب في (تاريخ بغداد) (6/ 313) (3360): (إسماعيل بن أحمد بن عبد الله أبو عبد الرحمن الضرير الحيري من أهل نيسابور قدم علينا حاجاً في سنة ثلاث وعشرين وأربعمئة وحدث ببغداد----؛ كتبنا عنه، ونِعم الشيخ كان، فضلاً وعلماً ومعرفةً وفهماً وأمانةً وصدقاً وديانةً وخلقاً؛ سئل إسماعيل الحيري عن مولده فقال وأنا أسمع: ولدت في رجب من سنة إحدى وستين وثلاثمئة.

ولما ورد بغداد كان قد اصطحب معه كتبه عازماً على المجاورة بمكة، وكانت وقر بعير، وفي جملتها "صحيح البخاري"، وكان سمعه من أبي الهيثم الكُشْميهني عن الفربري فلم يُقْضَ لقافلة الحجيج النفوذ في تلك السنة لفساد الطريق، ورجع الناس، فعاد إسماعيل معهم إلى نيسابور، ولما كان قبل خروجه بأيام خاطبتُه في قراءة كتاب "الصحيح" فأجابني إلى ذلك، فقرأت جميعه عليه في ثلاثة مجالس، اثنان منها في ليلتين كنت ابتدأ بالقراءة وقت صلاة المغرب وأقطعها عند صلاة الفجر، وقبل أن أقرأ المجلس الثالث عبر الشيخ إلى الجانب الشرقي مع القافلة ونزل الجزيرة بسوق يحيى، فمضيت إليه مع طائفة من أصحابنا كانوا حضروا قراءتي عليه في الليلتين الماضيتين، وقرأت عليه في الجزيرة من ضحوة النهار إلى المغرب، ثم من المغرب إلى وقت طلوع الفجر، ففرغت من الكتاب ورحل الشيخ في صبيحة تلك الليلة مع القافلة).

وقال الذهبي في (تذكرة الحفاظ) (4/ 1316 - 1318) وهو يترجم أبا سعد السمعاني رحمه الله: (وقال ابن طاهر: كنت يوماً أقرأ على أبي إسحاق الحبال جزءاً فجاءني رجل من أهل بلدي وأسر إليَّ كلاماً قال فيه: إن أخاك قد وصل من الشام، وذلك بعد دخول الترك بيت المقدس وقتل الناس بها، فأخذت في القراءة فاختلطت علي السطور ولم يمكنني [أن] أقرأ؛ فقال أبو إسحاق: ما لَكَ؟ قلت: خير، قال: لا بد أن تخبرني، فأخبرته فقال: وكم لك لم تر أخاك؟ قلت: سنين؛ قال: ولمَ لا تذهب إليه؟ قلت: حتى أتم الجزء؛ قال: ما أعظم حرصكم يا أهل الحديث! قد تم المجلس؛ وصلى الله على محمد؛ وانصرف).

المصدر: لسان المحدثين/ الجزء الخامس

ـ[عبد اللطيف الحسيني]ــــــــ[12 - 02 - 08, 11:48 م]ـ

1394. محدِّث:

المحدث هو الراوي المكثر من الرواية والاعتناء بالمرويات، ويدخل فيه في اصطلاح كثير من الفقهاء وأهل هذه الأعصر علماءُ الحديث ولو كانوا لا يروون شيئاً من الحديث بإسناده؛ وربما توسع بعض العلماء أحياناً فأطلق كلمة (المحدث) في بعض سياق الكلام على كل من روى شيئاً من الحديث، فتكون هنا مرادفة لكلمة (الراوي).

قال السيوطي في (تدريب الراوي) (1/ 48): (وقال الشيخ فتح الدين بن سيد الناس: (وأما المحدث في عصرنا فهو من اشتغل بالحديث رواية ودراية وجمع رواة، واطلع على كثير من الرواة والروايات في عصره، وتميز في ذلك حتى عرف فيه خطه، واشتهر فيه ضبطه؛ فإن توسع في ذلك حتى عرف شيوخه وشيوخ شيوخه طبقة بعد طبقة، بحيث يكون ما يعرفه من كل طبقة أكثر مما يجهله منها، فهذا هو الحافظ، وأما ما يحكى عن بعض المتقدمين من قولهم "كنا لا نعد صاحب حديث من لم يكتب عشرين ألف حديث في الاملاء" فذلك بحسب أزمنتهم؛ انتهى).

وقال الزركشي في (النكت على مقدمة ابن الصلاح) (1/ 53): (وسئل الشيخ أبو الفتح بن سيد الناس عن حد المحدث والحافظ فأجاب بأن المحدث في عصرنا هو من اشتغل بالحديث رواية ودراية وكتابةً، واطلع على كثير من الرواة والروايات في عصره، وتبصر بذلك حتى حفظه واشتهر فيه ضبطه؛ فإن انبسط في ذلك وعرف أحوال من تقدم شيوخه وشيوخ شيوخهم طبقة طبقة بحيث تكون السلامة من الوهم في المشهورين غالبة ويكون ما يعلمه من أحوال الرواة كل طبقة أكثر مما يجهله فهذا حافظ؛ وأما ما نقل عن المتقدمين في ذلك من سعة الحفظ فيمن يسمى حافظاً والدأب في الطلب الذي لا يستحق الطالب أن يطلق عليه محدث إلا به، كما قال بعضهم: "كنا لا نعد صاحب حديث من لم يكتب عشرين ألف حديث إملاءً "، فذلك بحسب أزمنتهم.

المصدر: لسان المحدثين/ الجزء الخامس

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير