تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبد اللطيف الحسيني]ــــــــ[13 - 02 - 08, 03:04 ص]ـ

1510. المكاتبة:

يُقصد بالمكاتبة أن يكتب الشيخ بعض حديثه لمن حضر عنده أو لمن غاب عنه ويرسله إليه، وسواء كتبه بنفسه أم أمر غيره أن يكتبه؛ ويكفي في الوثوق بالمكتوب أن يعرف المكتوب له خط الشيخ أو خط الكاتب عن الشيخ، ويشترط في هذا أن يعلم بأن الكاتب ثقة.

المصدر: لسان المحدثين/ الجزء الخامس

ـ[عبد اللطيف الحسيني]ــــــــ[13 - 02 - 08, 03:06 ص]ـ

1532. المناولة:

انظر (التحمل)، وأزيد هنا هذا المبحث:

نُقل عن الإمام أحمد ما يُشبه أن يكون في ظاهره متناقضاً، في موقفه من استعمال أبي اليمان الحكم بن نافع صيغةَ (أخبرنا) فيما رواه عن شعيب بن أبي حمزة، مع أن أكثره كان إجازة أو مناولة وشبههما.

فقد روى الخطيب في (الكفاية) (2/ 302 - 303) عن أبي بكر الأثرم قال: (سمعت أبا عبد الله - يعني أحمد بن حنبل - يُسأل عن أبي اليمان، وكان الذي سأله عنه قد سمع منه، فقال له: أي شيء تنبش على نفسك؟!؛ ثم قال أبو عبدالله: هو يقول: أنا شعيب، واستحلَّ ذلك بشيء عجيب؛ قال أبو عبد الله: كان أمر شعيب في الحديث عسراً جداً، وكان علي بن عياش سمع منه، وذكر قصة لأهل حمص أراها أنهم سألوه أن يأذن لهم أن يرووا عنه، فقال لهم: لا ترووا هذه الأحاديث عني؛ قال أبو عبد الله: ثم كلموه وحضر ذلك أبو اليمان، فقال لهم: ارووا تلك الأحاديث عني؛ قلت لأبي عبد الله: مناولة؟ فقال: لو كان مناولة كان لم يعطهم كتباً ولا شيئاً، إنما سمع هذا فقط؛ فكان ابن شعيب يقول: إن أبا اليمان جاءني فأخذ كتب شعيب مني بعد وهو يقول: أخبرنا، فكأنه استحل ذلك بأن سمع شعيباً يقول لهم: ارووه عني).

يؤخذ من ظاهر كلام الإمام أحمد في هذا الأثر أنه غير قانع بما كان يفعله أبو اليمان من رواية أحاديث شعيب من كتبه بصيغة (أخبرنا)، ألا ترى أنه قال: واستحلَّ ذلك بشيء عجيب؟!

ولكن رُوي عن أبي اليمان أنه قال: (قال لي أحمد بن حنبل: كيف سمعت الكتب من شعيب بن أبي حمزة؟ قلت: قرأت عليه بعضَه، وبعضُه قرأه عليّ، وبعضُه أجاز لي، وبعضُه مناولة، فقال: قل في كله: أخبرنا شعيب).

فظاهر الأثرين الاختلاف والتضاد، فهو في أحدهما يستغرب استحلال أبي اليمان أن يقول في عامة ما يرويه من كتب شعيب: (أخبرنا)، وفي الثاني يُرشد أبا اليمان إلى أن يقول في كل ما يرويه من كتب شعيب: (أخبرنا)؟!، وإسناداهما صحيحان، فهل من سبيلٍ إلى الجمع بينهما؟

إن قائل قائل:

لعلَّ الإمام أحمد علِم - بعد أن كان قبلُ يستغرب صنيع أبي اليمان: كيف استحل أن يقول في أحاديثه عن شعيب: (أخبرنا) - علِمَ أن الأحاديث التي كان أبو اليمان يروي منها عن شعيب هي من كتب شعيب نفسه، وكتب شعيب كانت متقنة صحيحة، فقد قال الذهبي في (السير) (10/ 321): (وروى أبو زرعة النصري عن أبي اليمان قال: كان شعيب عسراً في الحديث فدخلنا عليه حين حضرته الوفاة فقال: هذه كتبي وقد صححتها، فمن أراد أن يأخذها فليأخذها، ومن أراد أن يعرض فليعرض، ومن أراد أن يسمعها من ابني فليسمعها، فإنه قد سمعها مني).

وقال الذهبي في (تذكرة الحفاظ) (1/ 221) (207) في ترجمة شعيب: (الإمام الحجة المتقن أبو بشر الأموي مولاهم الحمصي الكاتب ----، وكان مليح الضبط أنيق الخط فكتب للخليفة هشام شيئاً كثيراً بإملاء الزهري عليه.

أبو زرعة الدمشقي: سمعت أحمد بن حنبل يقول: رأيت كتب شعيب بن أبي حمزة، فرأيت كتباً مضبوطة مقيدة، ورفع من ذكره----.

قال أحمد بن حنبل: هو فوق عقيل ويونس، هو مثل الزبيدي، وكان قليل السقط وقال علي بن عياش الحمصي كان شعيب عندنا من كبار الناس، وكان ضنيناً بالحديث، وكان مِن صنف آخر في العبادة----).

والإمام أحمد يظهر أنه يشترط في صحة الرواية بالمناولة أو الإجازة: أن يكون الكتاب المناوَل أو المجاز به: من كتب الشيخ التي أتقنها وقابلها وصححها، فقد تقدم قول المروذي: قال أبو عبد الله: (إذا أعطيتك كتابي فقلت لك: أروه عني وهو من حديثي فما تبالي أسمعته أم لم تسمعه)، وأي كتاب يكون أضبط وأصح من كتب الإمام أحمد؟ وأي إذن بالرواية يكون أعلى من إذنه.

فلعله استثنى رواية أبي اليمان عن شعيب، لهذا المعنى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير