3 - الحَافِظ: هو الذي توسع اكثر من المحدث، حيث اشتغل بالحديث رواية ودراية، وجمع رواته واطلع على كثير من الرواة والروايات في عصره، وتميز في ذلك حتى عرف فيه خطه واشتهر بضبطه، وعرف شيوخه وشيوخ شيوخه طبقة بعد طبقة، بحيث يكون ما يعرفه من كل طبقة اكثر مما يجهله فهذا هو الحافظ 0
واعلم أن أدنى درجات الثلاثة هو المُسْنِد.
وكان السلف يطلقون لفظة المُحَدِث والحَافِظ بمعنى واحد.
وقال الرافعيّ (رحمه الله): إذا أوصى - شخص - للعلماء، لم يدخل الذين يسمعون الحديث ولا علم لهم بطرقه ولا بأسماء الرواة والمتون، لان السماع المجرد ليس بعلم.
4 - الحديث المُسْنَد: قال الحاكم: هو ما اتصل إسناده إلى رسول الله ((صلى الله عليه وسلم)).
وقال الخطيب: هو عند أهل الحديث ما اتصل سنده إلى منتهاه 0
والحكم بالصحة أو الحسن على الإسناد لا يلزم منه الحكم بذلك على المتن إذ قد يكون شاذاً أو معللاً.
5 - السَبْر: هو التتبع والاختبار والنظر في الراوي، حيث يتعرف بهذه الأمور أهل الحديث مرتبته ومدى أهليته للرواية وصحة أحاديثه.
6 - المَسَانيد: جمع مَسنَد، وهو ما جُمِع فيها مسنَد كل صحابيّ على حدة، صحيحاً أو ضعيفاً.
7 0 الفِهْرِس: بكسر أوله وثالثه وسكون الهاء، وهو الكتاب الذي يَجمع فيه الشيخ شيوخه وأسانيده – أي جملة مروياته – وما يتعلق بذلك وجمع فِهرس فهارس.
8 - الثَبَت: بفتح الباء ما يثبت فيه المحدِث مسموعه مع أسماء المشاركين له فيه، لأنه كالحجة عند الشخص لسماعه وسماع غيره.
وجمع ثَبَت: أثبات، والأثبَات: الثِّقات.
والثَبْت: بسكون الباء: المتثبت في أموره.
9 – البرنامج: هو بفتح الموحدة والميم، وقيل بكسر الميم، وقيل: بكسر هما، وصوب الفتح غير واحد من أهل اللغة: وهو من الألفاظ الفارسية (نامه) التي عربتها العرب: وهي الورقة الجامعة للحساب 0
10 - الزِمَام: هو ما يرسم فيه متاع التجار وسلعهم، ويستعمله كثيراً أهل الأندلس بمعنى الفِهرسة، وبه سمي الحافظ ابن مرزوق فهرسته. 11 - المَشِيْخة: بفتح الميم وكسر الشين المعجمة وإسكان الياء، جمع شيخ بالفتح: وهو لغة من استبانت فيه السنّ وظهر عليه الشيب، وهذا قول الجماهير دون تحديد بسنّ معينة، أو هو من خمسين أو إحدى وخمسين إلى آخر عمره.
ويطلق الشيخ مجازاً على المعلم والأستاذ لكبره وعظمته.
وجمعه شيوخ بضم المعجمة وكسرها مع ضم التحتية في كل حال، وكذا
أشياخ كبيت وأبيات، ثم استعملت المشيخة على الكراريس التي يجمع
الإنسان فيها شيوخه وهو اصطلاح قديم.
12 - المُعجَم: هو عبارة عن الكتاب الذي يترجم فيه الشيخ شيوخه مرتبين على حروف المعجم، ويذكر ما رواه عن كل واحد في ترجمته من حرفه.
وتوسع المتأخرون فسموا المعجم الكتاب الذي يخصه الشيخ بشيوخه وأقرانه، أو من أخذ عنه، أو يفرده أحد المحدثين بشيوخ حافظ أو تلاميذه.
والمشيخات في معنى المعاجم، إلا أن المعاجم يرتب المشايخ فيها على حروف المعجم بأسمائهم بخلاف المشيخات.
13 - المسلسل: هو ما تتابع رجال إسناده واحداً فواحداً على صفة واحدة، أو حالة واحدة للرواة تارة وللرواية تارة أخرى.
وصفات الرواة وأحوالهم أيضاً: إما أقوال وأفعال أو هما معاً.
وصفات الرواية أما أن تتعلق بصيغ الأداء أو بزمانها أو مكانها، وله أنواع كثيرة.
فالمسلسل بأحوال الرواة الفعلية:كالمسلسل بالتشبيك باليد، والمسلسل بالعدّ في اليد، والمسلسل بالمصافحة، والمسلسل بالأخذ باليد، والمسلسل بوضع اليد على الرأس.
والمسلسل بأحوال الرواة القولية: كالمسلسل بقول كل راوٍ: إني احبك فقل في دبر كل صلاة: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
والمسلسل بأحوال الرواة الفعلية والقولية معاً: كحديث سيّدنا أنس
(رضي الله عنه) قال: قال رسول الله ((صلى الله عليه وسلم)):
[لا يجد العبد حلاوة الإيمان حتى يؤمن بالقدر خيره وشرّه حلوه ومرّه] وقبض رسول الله ((صلى الله عليه وسلم)) على لحيته، وقال: [آمنت بالقدر خيره وشرّه حلوه ومرّه] وكذا كل راوٍ من رواته 0
والمسلسل بصفات الرواة القولية: كالمسلسل بقراءة سورة الصف.
والمسلسل بصفات الرواة الفعلية (كاتفاق أسماء الرواة، أو صفاتهم، أو نسبتهم):
فالأول: كالمسلسل بالمحمّدين.
والثاني: كالمسلسل بالفقهاء مطلقاً، أو الشافعيين، أو الحفاظ، أو النحاة أو الكتّاب، أو الشعراء، أو المعمّرين.
والثالث: كالمسلسل بالدمشقيين، أو المصريين، أو الكوفيين، أو العراقيين.
والمسلسل بصفات الرواية المتعلقة بصيغ الأداء: كالمسلسل بسمعتُ فلاناً أو أخبرنا فلان، أو اخبرنا فلان والله، أو أشهد بالله لسمعتُ فلاناً يقول ذلك، كل راوٍ منهم.
والمسلسل بصفات الرواية المتعلقة بالزمان: كالمسلسل بروايته يوم العيد وقص الأظفار يوم الخميس، نحو ذلك.
والمسلسل بصفات الرواية المتعلقة بالمكان: كالمسلسل بإجابة الدعاء في الملتزم.
وأفضل المسلسلات ما دل على الاتصال في السماع وعدم التدليس.
ومن فوائد الحديث المسلسل: اشتماله على زيادة الضبط من الرواة.
وقلما يسلم عن خلل في التسلسل، يعني في وصف التسلسل لا في أصل المتن، وقد ينقطع تسلسله في وسطه أو أوله أو آخره، كمسلسل أول حديث سمعته (حديث الرحمة المسلسل بالأولية) وهو حديث عبد الله بن عمرو: الراحمون يرحمهم الرحمن.
فإنه انتهى فيه التسلسل إلى سفيان بن عيينة، وانقطع في سماع سفيان من عمرو بن الدينار، وانقطع في سماع عمرو من أبي قابوس، وفي سماع أبي قابوس من عبد الله بن عمرو، وفي سماع عبد الله من النبيّ ((صلى الله عليه وسلم)).
وخير المسلسلات ما كان فيه دلالة على اتصال السماع وعدم التدليس.
وقد جرت عادة المحدثين أنهم إذا وجدوا التسلسل في غالب سند الحديث يدرجونه في باب المسلسلات ويطلقون عليه اسم التسلسل ترجيحاً لجانب الأكثر.
أنظر: الإرشاد إلى علم الإسناد / لشيخنا علم الدين ثامر فاضل المحمود الموصلي
¥