وسمع عليه " الموطأ " و " الصحيحين " و " سنن أبي داود "، ودواوين الشعراء الستة، وبعد أن جاوز سن العشرين بقليلالتقى في أحد أسفاره في تلك البلاد بالشيخ محمد بن عبدالله المدني، إمام المسجد النبوي سابقاً الذي أفاد منه كثيراً في العقيدة السلفية، وحثه على الهجرة إلى بلادالحرمين، ونصحه بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم والشيخ محمد بن عبدالوهاب، وأوصاه بالبحث عنها، واقتنائها، والعناية بعلم الحديث، وكتبه.
فتوجه إلى المملكة العربية السعودية في عام 1365هـ، مروراً بالسودان الذي أقام فيه سنة، حتى وصل إلى المملكة في عام 1367هـ، وهناك استفاد من مشايخالحرمين والرياض وحمل عنهم علماً جماً، فمن مشايخه:
سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، والشيخ محمد عبدالرزاق حمزة، والشيخ عبد الحق الهاشمي، والشيخ أبو بكر بن محمد أحمد الشريف، والشيخ حسن مشاط.
والشيخ حماد الأنصاري يروي عن جماعة من المسندين ومنهم: المنتصر بالله بن الزمزمي بن محمد بن جعفر الكتاني، وراغب بن محمود الطباخ، وأبي بكر بن أحمد السوقي المدني، وعبدالغفار بن عبدالستار حسن، وقاسم بن عبدالجبار الفرغاني الإندجاني، وعبدالحق بن عبدالواحد الهاشمي، وعبدالشكور الهندي، وعبيدالله الرحماني بن عبدالسلام المباركفوري، وياسين الفاداني، وغيرهم، وأسانيد من ذكرت معلومة مشهورة في أثباتهم وإجازاتهم.
وأما أعماله الوظيفية فقد بدأ بالتدريس في المدرسة الصولتية بمكة من سنة 1371هـ، إلى نهاية سنة1374هـ، ثم انتقل في سنة 1375هـ إلى معهد إمام الدعوة بالرياض، ودرس فيه إلى سنة 1381هـ، ثم نقل إلى التدريس في المعاهد والكليات التي سميت فيما بعد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ودرس فيها إلى عام 1383هـ،ثم انتقل إلى معهد مكة العلمي ودرس فيه سنتين، وفي سنة 1385هـ انتقل إلى الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية مدرساً في كلياتها المختلفة، وفي سنة 1396هـ، انتقل إلى التدريس في الدراسات العليابالجامعة الإسلامية، ومكث فيها إلى أن تقاعد عن العمل الرسمي سنة 1410هـ، وأشرف وناقش عدداً كبيراً من الرسائل العلمية، في الجامعة الإسلامية، وغيرها من الجامعات.
وللشيخ القدح المعلى في ميدان التصنيف، وجمع النوادر من الكتب والمخطوطات، فمكتبته من كبرى المكتبات الشخصية، ومؤلفاته مليئة بالتحقيق والجودة، ومنها كتاب: " فتح الوهاب فيمن اشتهر من المحدثين بالألقاب " و " بلغة القاصي والداني في ترجمة شيوخ الطبراني " و " إعلام الزمرة بأحكام الهجرة " و غير ذلك من المؤلفات.
توفي رحمه الله تعالى يوم الأربعاء 21 جمادى الآخرة سنة 1418هـ، وصلي عليه بالمسجد النبوي، ودفن في مقابر البقيع، وكانت جنازته مشهودة مشهورة.
وقد ترجم له بترجمة واسعة ضمنت بعض محاسن أخلاقه، وفتاويه في كتاب ضخم.
[وهذه الترجمة مأخوذة من مجلة الجامعة الإسلامية، بقلم: الشريف حسن بن حمزة عبدالحميد آل حسين].
********
الرابع
الشيخ المحدث الزاهد يحي بن عثمان المدرس العظيم آبادي، المدرس بالمسجد الحرام، ومعهد الحرم المكي
[1354هـ - حفظه الله]
واظب شيخنا عبدالعزيز الزهراني على حضور حلقاته بالمسجد الحرام إبان إقامته بمكة، ثم منحه الشيخ يحي الرواية بالإجازة الحديثية عن مشايخه.
والشيخ يحي ولد في الخامس والعشرين من شهر شعبان سنة أربع وخمسين وثلاثمائة وألف للهجرة، بمحلة أجياد بمكة المكرمة.
وتلقى العلم على يد والده الشيخ المحدث عثمان المدرس العظيم آبادي أحد خواص محدث الديار الهندية الإمام نذير حسين.
كما أخذ عن أبي السمح عبدالمهيمن محمد نور الفقيه المصري، ومحمد عبدالرزاق حمزة وجماعة.
وأخذ بالتلقي والإجازة عن الشيخ عبدالحق الهاشمي، والشيخ سليمان بن عبدالرحمن الحمدان، والشيخ عبيدالله الرحماني صاحب " مرقاة المفاتيح "، والشيخ أبي سعيد محمد عبدالله نور إلهي بن شهرت إلهي الهندي اللكنوي.
ولا يزال الشيخ المترجم له يتمتع بالصحة والعافية، ويدرس في المسجد الحرام بمكة المكرمة بباب العمرة، ويجيز طلاب الحديث بثبته " النجم البادي" الذي صنعه له الشيخ الفاضل: أحمد بن عمر بازمول، وفقه الله.
¥