الْبُخَارِيِّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.
ثُمَّ يُعَقِّبُ قَائِلاً: فَبَيْنَنَا وَبَيْنَ الْبُخَارِيِّ ثَمَانِيَةٌ، وَأَعْلَى أَسَانِيدِ السُّيُوطِيِّ أَنْ يَكُونَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبُخَارِيِّ ثَمَانِيَةٌ، فَسَاوَيْتُ فِيهِ السُّيُوطِيُّ وَللهِ الْحَمْدُ.
قُلْتُ: وَاللاهُورِيُّ الْمُعَمِّرُ شَيْخُ الْكُورَانِيِّ لا رِوَايَةَ لَهُ عَنِ الْقُطْبِ النَّهْرَوَالِيِّ بِالسَّمَاعِ وَلا بِالإِجَازَةِ الْخَاصَّةِ، وَإِنَّمَا بِإِجَازَتِهِ الْعَامَّةِ لأَهْلِ عَصْرِهِ، وَقَدْ شَمَلَتُهُ لإِدْرَاكِهِ إِيَّاهُ، وَلِكَوْنِهِ مِنْ أَهْلِ مِصْرِهِ، كَمَا صَرَّحَ بِذَلِكَ الْكُورَانِيُّ نَفْسَهُ فِي «لَوَامِعِ اللآلِي»، وَإِنَّمَا اسْتَجَازَهُ الْكُورَانِيُّ لِيَتَعَزَّزَ بِعُلُوِّ إِسْنَادِهِ، وَبَزْهُوَ عَلَى أَقْرَانِهِ وَأَنْدَادِهِ!.
هَذَا مَعَ تَهَافُتِ هَذَا السَّنَدِ بِالطَّعْنِ فِي دَعْوَى تَعْمِيْرِ هَذِهِ الثَّلاثِيَّةِ الْفَارِسِيَّةِ الصُّوفِيَّةِ: الْهَرَوِيِّ وَالْفَرْغَانِيِّ وَالْخَتَلانِيِّ!!.
وَعَنِ الْكُورَانِيِّ شَاعَ السَّنَدُ وَانْتَشَرَ، وَاحْتَلَّ مَكَانَاً سَامِقَاً فِي الأَثْبَاتِ وَاشْتَهَرَ، حَتَّى جَاءَ الْمُرْتَضَى الزَّبِيدِيُّ، وَكَانَ مِنْ أَكْثَرِهِمْ بِهَذِهِ السِّلْسِلَةِ الصُّوفِيَّةِ الْفَارِسِيَّةِ اهِتْزَازَا، فَأَنْشَدَ افْتِخَارَاً وَاعْتِزَازَا:
وَبِالْعُلَوِّ قَدْ رُوِىْ الْبُخَارِيْ ... عَنْ ابْرَاهِيمَ بِالْكِتَابِ السَّارِيْ
أعْنِي فَتَى كُورَانَ الشَّهْرَزُورِيْ ... عَنْ شَيْخِهِ الْمُعَمِّرِ اللاهُورِيْ
وَهُوْ عَنِ الْقُطْبِ مُحَمَّدٍ عَنْ ... وَالِدِهِ الْمُحِّدِثِ الْمُفَنِّنْ
عَنْ أَحْمَدَ الْمَعْرُوفِ بِالطَّاوُسِي ... عَنْ يُوسُفَ الْمُعَمِّرِ الْمَنُوسِ
عَنِ ابْنِ شَاذْبَخْتٍ الْفَرْغَانِي ... عَنِ ابْنِ شَاهَانَ هُوَ الْخَتَلانِ
عَنِ الْفِرَبْرِي عَنِ الْمُصَنَّفِ ... وَذَا الْعُلُوُّ بُغْيَةٌ لِلْمُنْصِفِ
كَأَنَّنِي بِذَا السِّيَاقِ الْحَاوِي ... مُصَافِحٌ لِلْحَافِظِ السَّخَاويِّ
وَنَحْنُ نَرْوِي عَنْ شُيُوخِنَا أَمْثَالَ هَذِهِ الْعَوَالِي الْكَاسِدَةِ، وَلا نَفْخَرُ بِهَا وَلَوْ بِكَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ، وَلا نَتَحَاشَى أَنْ نَضْرِبَ عَنْهَا وَعَنْ عَشَرَاتٍ أَمْثَالِهَا صَفْحَاً، وَلَرُبَّمَا زَبَرْنَاهَا ثُمَّ كَسَوْنَاهَا مِنْ سَوَادِ الْمِدَادِ مَسْحَاً.
ـ[ابوعبد الله الشاذلي]ــــــــ[24 - 05 - 08, 10:39 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا الفاضل
وجزاك الله خيرا على ما علمتنا إياه أن لاعلى الأسانيد نتكل ولا بالإجازات نبتهل بل الحفظ والتحقيق والبحث والتدقيق
ـ[أزماراي]ــــــــ[24 - 05 - 08, 11:20 م]ـ
جزاكم الله عنا خير الجزاء شيخنا الفاضل ونفعنا الله بعلمكم
ونعوذ بالله من هذه الخرق النتنة
ـ[أبو عبد الرحمن الطاهر]ــــــــ[28 - 05 - 08, 04:11 ص]ـ
بارك الله فيكم ونفعنا الله بعلمكم
ـ[أبوعبدالله وابنه]ــــــــ[29 - 05 - 08, 04:16 م]ـ
قال شيخ الإسلام أبوالعباس أحمد بن عبدالحليم ابن تيمية ? في ((منهاج السنة النبوية)) (8: 43):
((قال الرافضي وأما علم الطريقة فإليه (يعني أمير المؤمنين علياً ?) منسوب فإن الصوفية كلهم يسندون الخرقة إليه.
والجواب: أن يقال أولاً: أما أهل المعرفة وحقائق الإيمان المشهورين في الأمة بلسان الصدق فَكُلُّهم مُتَّفِقُون على تقديم أبي بكر وأنه أعظم الأمة في الحقائق الإيمانية والأحوال العرفانية، وأين من يقدمونه في الحقائق التي هي أفضل الأمور عندهم إلى من يَنْسُبُ إليه الناسُ لباسَ الخرقة.
وفي الصحيحين عن النبي ج أنه قال:" إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم" فأين حقائق القلوب من لباس الأبدان؟.
ويقال ثانياً: الخِرَقُ مُتَعَدِّدَةٌ، أشهرُها خرقتان؛ خِرْقَةٌ إلى عُمَرَ وخِرْقَةٌ إلى علي.
فخرقة عمر لها إسنادان: إسناد إلى أويس القرني، وإسناد إلى أبي مسلم الخولاني.
وأما الخرقة المنسوبة إلى علي فإسنادها إلى الحسن البصري.
والمتأخرون يصلونها بمعروف الكرخي، فإن الجنيد صحب السري السقطي، والسريَّ صحبَ معروفاً الكرخيَّ بلا ريب.
¥