المقصود القوي في استعانته ليس المقصود القوى الجسمية لو المقصد القوى الجسمية ماذا نفسر لو ابتلي العبد بمرض تذكري أن القوة والصحة والمرض بلاءات حتى يظهر المؤمن القوي في إيمانه والضعيف وهذا يطابق حديث (من يرد الله به خيرا يفقه في الدين) الخيرية أن تكون قوي في أيمانك وأيمانك مبني على علم العلم يزيدك إيمانا وتصورا لرحلتك السريعة في الحياة ولقاء الله
قال تعالى (هل أتى على الإنسان حينا من الدهر لم يكن شيئا مذكورا ................................ إلى قوله فجعلناه سميعا بصيرا)
فمن أين لك قوة ذاتية وأنت لم تكن شيئا مذكورا بل ما تملك من سمع وبصر إنما وهبك الله إياه
وانظري لآية 78النحل يقرر نفس المعنى هذه الأجهزة من سمع وبصر وعقل وأجهزة لا يوجد لديها قدرة ذاتية للقيام بوظائفها (إنا هديناه السبيل)
يقول الشوكاني:عن الضحاك والسدي: السبيل خروجه من الرحم
لا تتصور نفسك جوال مشحون أنت لحظة بلحظه تعطى القدرة الله عز وجل قائم على كل نفس بما كسبت
بل خلقك وابتلاك في قوة استعانتك
قال السعدي في تفسير ة لآية الإنسان:
ذكره الله في هذه السورة الكريمة أول حالة الإنسان ومبتداها ومتوسطها ومنتهاها
فذكر انه مر عليه دهر طويل وهو الذي قبل وجوده وهو معدوم بل ليس مذكورا
ثم لما أراد الله تعالى خلقه خلق أباه من طين ثم جعل نسله متسلسلا (من نطفة أمشاج) أي:ماء مهين مستقذر (نبتليه) بذلك لنعلم هل يرى حاله الأولى ويتفطن لها أم ينساها وتغره نفسه؟
تعليق:
من الذي ينسى؟
أهل الدنيا وفيهم قال (ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل)
(وألهاكم التكاثر)
طيب أهل الدين لما يقوم بالطاعة لا تنسى أنت من وأنت مقدم على الطاعة تصلي تقرءا لا تنسي عجزك وفقرك أن نسيت أصبحت مثل أهل الدنيا إذن لابد أن تتيقن (إياك نعبد وإياك نستعين)
لماذا انفردت بالتوحيد دلالة على إنها أهم العبادات بل بها تصل اياك نعبد
قال شيخ الإسلام:
تأملت انفع الدعاء فإذا هو سؤال العون على مرضاته ثم رايته في الفاتحة في إياك نعبد وإياك نستعين
وفي حديث حب نبي الله صلى الله عليه وسيلم (اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك فأفضل الدعاء سؤال العون على مرضاته وأفضل المواهب إسعافه بهذا المطلوب
تمسكنا ب (لا حول ولا قوة إلا بالله) دليل على إننا لم نمتحن في قوانا الذاتية
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا عبد الله بن قيس! ألا أدلُّك على كنز من كنوز الجنّة؟) فقلت: بلى يا رسول الله! قال: (قل: لا حول ولا قوّة إلاّ بالله) متفق عليه.
عن حازم بن حرملة الأسلمي رضي الله عنه قال: مررت بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال لي: (يا حازم! أكْثر منْ قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنّها من كنوز الجنّة) صحيح ابن ماجه.
عن قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أدلك على باب من أبواب الجنّة؟) قلت: بلى، قال: (لا حول ولا قوة إلا بالله) صحيح الترمذي.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ألا أعلّمك – أو قال – ألا أدُلُّك على كلمة من تحت العرش من كنز الجنّة؟ تقول: لا حول ولا قوّة إلاّ بالله، فيقول الله عزّ وجلّ: أسلم عبدي واسْتسلم) رواه الحاكم (1/ 21) بسند صحيح.
قال النووي رحمه الله: ((قال العلماء: سبب ذلك أنّها كلمة اسْتسلام وتفويض إلى الله تعالى، واعْتراف بالإذعان له، وأنّه لا صانع غيره، ولا رادّ لأمره، وأنّ العبد لا يملك شيئاً من الأمر، ومعنى الكنز هنا: أنّه ثواب مدّخر في الجنّة، وهو ثواب نفيس، كما أنّ الكنز أنفس أموالكم)).
وقال ابن رجب رحمه الله: ((فإنّ المعنى: لا تحوّل للعبد من حال إلى حال، ولا قوة له على ذلك إلاّ بالله، وهذه كلمة عظيمة وهي كنز من كنوز الجنّة)).
وقال ابن القيّم رحمه الله: ((لمّا كان الكنز هو المال النفيس المجتمع الذي يخفى على أكثر النّاس، وكان هذا شأن هذه الكلمة، كانت كنزاً من كنوز الجنة، فأوتيها النبي صلى الله عليه وسلم من كنز تحت العرش، وكان قائلها أسلم واستسلم لمن أزمّة الأمور بيديه، وفوّض أمره إليه))
¥