ولما كان هذا فيه نوع تزكية للنفس، دفع هذا بقوله: {وَمَا تَوْفِيقِي إِلا بِاللَّهِ} أي: وما يحصل لي من التوفيق لفعل الخير، والانفكاك عن الشر إلا بالله تعالى، لا بحولي ولا بقوتي.
{عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ} أي: اعتمدت في أموري، ووثقت في كفايته، {وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} في أداء ما أمرني به من أنواع العبادات، وفي [هذا] التقرب إليه بسائر أفعال الخيرات.
وبهذين الأمرين تستقيم أحوال العبد، وهما الاستعانة بربه، والإنابة إليه، كما قال تعالى: {فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ} وقال: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}.
القاعدة الثالثة:
درب نفسك على الاستعانة في صغير الأمور قبل كبيرها واعلم أن من تعرف على الله في الرخاء عرفه في الشدة
الشرح:
تتعرف يعينك إلا في الشدة يعطيك على قدر الاستطاعة
القاعدة الرابعة:
ترجم أفعال الله بما يوافق الخبر عنه لترى كيف يتعرف عليك في الشدة
الشرح: اللطيف يسوق لعباده الخير من حيث لا يحتسب يقدر عليهم المكارة ليحملهم إلى الخير تأملي قصة يوسف
لا تفرض صورة على ربك في تعرفه إليك ولا تترجم معرفة الرب لك كما تريد لا تكن من أكثر الناس الذين لا يعلمون ومن ثم لا يؤمنون ومن ثم ولا يشكرون
القاعدة الخامسة:
عالج نقاط ضعفك في الاستعانة
الشرح:
انظري لنفسك ما الشي الذي يغيب عنك الاستعانة فيه قوي نفسك إلى أن ينتشر في كل حياتك
مثلا ما لواجب علي اتجاه القيم التربية تأتي بالاستعانة ذهبت الأمة للوراء بسبب أمرين مخالفة أمر النبي صلى الله عليه وسلم –الاغترار
القاعدة السادسة:
اعرف عدوك وادفع عدوك بالاستعانة
الشرح:
لك عدوان الشيطان ونفسك الأمارة بالسوء قال تعالى (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (53) يوسف
يقول السعدي:
{إِنَّ النَّفْسَ لأمَّارَةٌ بِالسُّوءِ} أي: لكثيرة الأمر لصاحبها بالسوء، أي: الفاحشة، وسائر الذنوب، فإنها مركب الشيطان، ومنها يدخل على الإنسان {إِلا مَا رَحِمَ رَبِّي} فنجاه من نفسه الأمارة، حتى صارت نفسه مطمئنة إلى ربها، منقادة لداعي الهدى، متعاصية عن داعي الردى، فذلك ليس من النفس، بل من فضل الله ورحمته بعبده.
قال تعالى (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا (53) الإسراء
يقول السعدي: وقوله: {إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزغُ بَيْنَهُمْ} أي: يسعى بين العباد بما يفسد عليهم دينهم ودنياهم.
فدواء هذا أن لا يطيعوه في الأقوال غير الحسنة التي يدعوهم إليها، وأن يلينوا فيما بينهم لينقمع الشيطان الذي ينزغ بينهم فإنه عدوهم الحقيقي الذي ينبغي لهم أن يحاربوه فإنه يدعوهم {ليكونوا من أصحاب السعير}
وأما إخوانهم فإنهم وإن نزغ الشيطان فيما بينهم وسعى في العداوة فإن الحزم كل الحزم السعي في ضد عدوهم وأن يقمعوا أنفسهم الأمارة بالسوء التي يدخل الشيطان من قبلها فبذلك يطيعون ربهم ويستقيم أمرهم يهدون لرشدهم. {رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ} من أنفسكم فلذلك لا يريد لكم إلا ما هو الخير ولا يأمركم إلا بما فيه مصلحة لكم وقد تريدون شيئا والخير في عكسه
{إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ} فيوفق من شاء لأسباب الرحمة ويخذل من شاء فيضل عنها فيستحق العذاب.
{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلا} تدبر أمرهم وتقوم بمجازاتهم وإنما الله هو الوكيل وأنت مبلغ هاد إلى صراط مستقيم.
وللشيطان مركب آخر إلا وهي الصحبة صحبة السوء هي أيضا من الأعداء
ختاما يقول ابن القيم: ومقت النفس في ذات الله من صفات الصديقين ويدنوا العبد من الله سبحانه وتعالى في لحظة واحدة أضعاف ما يدنوا به من العمل
ويقول ابن الاجري: النفس أهل أن تمقت في الله لأنها تدعوني لسلوك سبيل الضلال وتحرمني مما يرضي الله وتوقعني فيما يبغضه
انتهى الدرس
وهذا رابط الموضوع
http://www.alrekab.com/vb/showthread.php?t=1618
http://alrekab.com/vb/images/smilies/wafqkm.gif
ـ[أم عبد الرحمن الجزائرية]ــــــــ[23 - 03 - 09, 02:23 ص]ـ
بارك الله فيك و نفع بك بهذا المنتدى المبارك
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[23 - 03 - 09, 09:39 م]ـ
جزاكِ الله خيراً