تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هناك كتب قام بها العلماء في ضبط هذه المتشابهات، ما معنى في ضبطها يعنى أنهم جاءوا لك بالآية و شبيهها في موضع واحد، ونبهوا أن الفرق بين هذه و هذه هو هذا الحرف أو هذه الكلمة أو هذا التقديم أو هذا التأخير، إذا في كونها جُمعت بين مكان واحد فهذا يساعدك على أن تستوعبها و أن تجعل هناك فرقا بينها، إضافة إلى أن العلماء صنف بعضهم في هذه المتشابهات معلقا على الاختلاف بينها في المعاني، فإذا عرفت المعنى لا شك أنه سيثبت لك الفرق بين هذه الآيات و هذه الآية، على سبيل المثال قد ذكرت ذلك بالمناسبة في درس " جولة في المصادر القرآنية" عندما تكلمنا على الكتب التي فيها بيان لاختلاف المعاني بالنسبة للآيات المتشابهة منها " فتح الرحمن في كشف ما يلتبس من القرآن" و منها " درة و التأويل و غرة التنزيل" إلى غير ذلك مما سأذكر منه الآن، أقول هذه الكتب عندما تعرف هذه الكلمة و أن هناك مشابها لها ولكن في اختلاف، وهذا الاختلاف جيء به لغرض هذا المعنى كذا و كذا، هذا يثبت في ذهنك الفرق بين هذا و هذا، و هو أمر مهم جدا. أضرب مثال، في قصة زكريا عليه السلام وقصة مريم في سورة آل عمران، في الأولى قال ? قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ? آل عمران 40 - و في قصة مريم قال ? قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ? آل عمران 47 - لم قال هناك يفعل و لم قال هنا يخلق، هناك زكريا الزوج موجود و المر أه موجودة اللهم كبر السن فلأمر ليس مثل قصة مريم امرأة بلا زوج قال ? يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ? فهنا تستطيع أن تفرق بالمعنى بين هذه القصة و تلك القصة فيثبت في ذهنك أن قصة زكريا فيها ? كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ ? و في قصة مريم (? كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ ? وهكذا.

هناك كتب كما قلت منها " درة التنزيل و غرة التأويل في بيان الآيات المتشابهات من كتاب الله العزيز " للخطيب الكافي، منها " أسرار التكرار في القرآن " للإمام محمود بن حمزة الكرماني، و منها " متشابه القرآن" لأبي حسين ابن المنادى، و منها " منظومة هداية المرتاب وغاية الحفاظ و الطلاب " للإمام الشيخ أبى بطر فيها بعض هذه المتشابهات.

و لنأخذ أمثلة مما قد تضبطه بنفسك و تضع له قاعدة وحدك دون غيرك، المسألة واسعة.

مثلا في آل عمران في الآية 176 و 177، و 178 فيها ? وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ?،? وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ?،? وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ? اجمعها في كلمة عام، العين عظيم، و الألف أليم، و الميم مهين، تنضبط معك، فإذا جئت إلى هذه الصفحة انطلقت و أنت مطمئن لا خوف عليك أن تخلط بين هذه و تلك.

مثال أيضا آخر، في المائدة، ? لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ -62 ? بعده مباشرة ? لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ -63? بعدها في الصفحة التي بعدها ? لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ -79?، اجمعها في كلمة عصف، الأولى عين يعملون و الثانية طاء يصنعون و الثالثة فاء يفعلون، أيضا تنضبط معك و تبقى في ذهنك ولا إشكال فيها بإذن الله عز وجل.

ومثلا ? فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ ? الصافات 98 - و ? وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ ? الأنبياء 70 - ميز بينها الصافات فيها الفاء، نفس كلمة الصافات فيها حرف الفاء فاجعل فيها "فأرادوا"، و أيضا فيها فاء في "الأسفلين" فإذا الفاء في الصافات في هذا المعنى، و تبقى الأنبياء بالواو و بالأخسرين بدل الأسفلين.

وهكذا قس على هذا أمورا كثيرا تستطيع أن تجعلها على هذا النسق، و مثل أيضا ? وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ ? الإسراء 89 - و قوله عز وجل ? وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ ? الكهف54. الأولى في الإسراء فيها حرف السين فقدم ما فيه السين " الناس" و قل ? وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ ?، و الثانية في الكهف فيها فاء فقدم ما فيه الفاء و قل ? وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ ?.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير