الشيخ: نعم هذا أيضاً من البدع فلم يرد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه كان يختم قراءته بالفاتحة بل كان يبتدئ قراءته بالفاتحة في الصلاة فأول ما يقرأ في الصلاة بعد الاستفتاح الفاتحة وكما قال السائل إن بعض الناس يختتم القراءة بالفاتحة وأقول إن بعض الناس أيضاً يختتم كل شيءٍ بالفاتحة حتى في الدعاء إذا دعا قرأ الفاتحة حتى في كل مناسبة يقول الفاتحة وهذا من البدع قد يقول قائل أكثرت علينا من البدع كل شيء بدعة فأقول لا ليس كل شيء بدعة البدعة هي التعبد لله عز وجل بغير ما شرع وعلى هذا فالبدع لا تدخل في غير العبادات بل ما أحدث من أمور الدنيا ينظر فيه هل هو حلال أم حرام ولا يقال إنه بدعة فالبدعة الشرعية هي أن يتعبد الإنسان لله تعالى بغير ما شرع يعني الذي يسمى بدعة شرعاً وأما البدعة في الدنيا فإنها وإن سميت بدعةً حسب اللغة العربية فإنها ليست بدعةً دينية بمعنى أنه لا يحكم عليها بالتحريم ولا بالتحليل ولا بالوجوب ولا بالاستحباب إلا إذا اقتضت الأدلة الشرعية ذلك وعلى هذا فما أحدثه الناس اليوم من الأشياء المقربة إلى تحقيق العبادة لا نقول إنها بدعة وإن كانت ليست موجودة من ذلك، مكبر الصوت مكبر الصوت ليس موجوداً في عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لكنه حدث أخيراً إلا أن فيه مصلحة دينية يبلغ للناس صلاة الإمام وقراءة الإمام والخطبة وكذلك في اجتماعات المحاضرات فهو من هذه الناحية خير ومصلحة للعباد فيكون خيراً ويكون شراؤه للمسجد لهذا الغرض من الأمور المشروعة التي يثاب عليها فاعلها ومن ذلك ما حدث أخيراً في مساجدنا من الفرش التي فيها خطوط من أجل إقامة الصفوف وتسويتها فإن هذا وإن كان حادثاً ولكنه وسيلةٌ لأمرٍ مشروع فيكون جائزاً أو مشروعاً لغيره ولا يخفى على الناس ما كان الأئمة الحريصون على تسوية الصفوف يعانونه قبل هذه الخطوط فكانوا يعانون مشاكل إذا تقدم أحد ثم قالوا له تأخر. تأخر أكثر ثم قالوا له تقدم. تقدم أكثر يحصل تعب الآن والحمد لله يقول الإمام سووا صفوفكم على الخطوط توسطوا منها فيحصل انضباطٌ تام في إقامة الصف هذا بدعة من حيث العمل والإيجاد لكنه ليس بدعة من حيث الشرع لأنه وسيلة لأمرٍ مطلوبٍ شرعاً فالمهم أنه لا ينبغي لأحد أن يعترض علينا أو لغيرنا عندما نقول إن هذا بدعة وهو حقيقةٌ بدعة ولنرجع إلى الضابط الذي ذكرنا وهو أن البدعة شرعاً والتي عليها الذم هي التعبد لله تعالى بما لم يشرعه سواءً في العقيدة أو في القول أو في العمل)) انتهى.
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_7138.shtml (http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_7138.shtml)
وبعدما تطرقنا لذكر البدعة وما هي، وما حيثياتها، فإني أقول:
(لك أن تدعي ربك بأي دعاء يخطر على بالك، وأن تردديه متى ما شئت، ولا شيء عليك بإذن الله تعالى، بشرط أنك لا تقيديه بأي حيثية من الحيثيات التي ذكرتها فيما سلف، ما دام أنه ليس به إثم ولا قطيعة رحم).
أما الموضوع الذي يدور عليه الكلام هو بأن نخترع أدعية وأذكارا من عند أنفسنا ونتفنن بانتقاء العبارات المؤثرة والألفاظ المنمّقة وننشرها بين الناس والأشد من ذلك وأمرّ بأن نعتقد أن لها فضلا، فهذه هي البدعة بعينها، وهذه هي الذي حذرنا منها نبينا الذي ما أرسل إلا رحمة للعالمين الذين نحن منهم، فأبينا تحذيره ولهثنا وراء بدع ما أنزل الله بها من سلطان وتعبدنا بها إياه باعتقادنا أنها هي الأفضل!!!
لا ورب الكعبة ليست بالذي نظن، لذلك ترى الصوفية هم من أجهل الناس وأبعدهم عن السنة؛ لأنهم اتخذوا دينهم لعبا ولهوا واتبعوا أهواءهم حتى ضلوا السبيل، فتراهم يتلفظون بألفاظ خاصة غريبة مثل: (هو، هو) (الله، الله) وغيرها من الألفاظ البدعية.
قال القاضي عياض - رحمه الله -: ((أذِن الله في دعائه وعلّم الدعاء في كتابه لخليقته وعلّم النبيُ صلى الله عليه وسلم ; الدعاء لأمته، واجتمعت فيه ثلاثة أشياء: العلم بالتوحيد، والعلم باللغة، والنصيحة للأمة، فلا ينبغي لأحد من أن يعدل عن دعائه صلى الله عليه وسلم، وقد احتال الشيطان للناس في هذا المقام فقيّض لهم قوم سوءٍ يخترعون لهم أدعية يشتغلون بها عن الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم)) (الفتوحات الربانية 1/ 17).
وقال القرطبي - رحمه الله -: ((فعلى الإنسان أن يستعمل ما في كتاب الله وصحيح السنة من الدعاء ويدع ما سواه، ولا يقول أختار كذا، فإن الله تعالى قد اختار لنبيه وأوليائه وعلمهم كيف يدعون)) (التفسير 4/ 231).
وليُعلم علم اليقين أنه من التزم السنة الغرّاء فإنها كسفينة نوح - عليه السلام - من ركبها نجا، ومن حاد عنها غرق وهلك. نسأل الله السلامة والعافية.
أرجو أن يكون الإشكال قد زال عنك الآن ..
هذا، والله تعالى أعلم وأجل وأحكم وصلى الله على نبينا محمد وسلم.
أختك المحبة لك الخير: السلفية النجدية ..
¥