تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

محبة الله في قلب إبراهيم عليه السلام أعظم من محبة الولد، فكان إبراهيم خليل الله عزّ وجل، أعطاه الله الخلة.

والخلّة: هي أعظم أنواع المحبة، والمحبة أنواعها عشرٌ، وقيل سبع، لكن أعلاها الخلّة، وفي هذا يقول الشاعر لمعشوقته:

وبذا سُمِّيَ الخليلُ خَليلا قدْ تخلَّلتِ مسلك الرّوحِ منّي

لأن محبته تخللت مسلك الروح، العروق والعظام والمخ وكل شيء.

ففي قوله: (وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً) /النساء: من الآية125 ..

دليل على أن إبراهيم بالنسبة لله عزّ وجل، أعلى مايكون من المحبوب، ففيه إثبات المحبة.

وقال المحرّفون الذين يقولون: إن الله لايحب: إن قوله تعالى: (وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً) مأخوذ من الخِلّة بالكسر، يعني الافتقار ومعنى (وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً) أي فقيراً إليه.

وهذا من التّحريف، فكل إنسان على قولهم يكون خليلاً لله، لأن كل إنسان مفتقر إلى الله عزّ وجل.

ولكن نقول: الخليل هو الذي بلغ غاية المحبة، قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللهَ اِتَّخَذَنِيْ خَلِيْلاً كَمَا اِتَّخَذَ إِبْرَاهِيْمَ خَلِيْلا، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذَاً مِنْ أُمَّتِيْ خَلِيْلاً لاَتَّخّذْتُ أَبَا بَكْر خليلاً (1)

وهناك كلمة شائعة عند الناس: يقولون: إبراهيم خليل الله، ومحمد حبيب الله وموسى كليم الله، ولاشك أن محمداً حبيب الله فهو حابّ الله ومحبوب لله ولكن هناك وصف أعلى من ذلك وهو خليل الله،

فالرسول صلى الله عليه وسلم خليل الله.

والذين يقولون محمد حبيب الله قد هضموا حق الرسول صلى الله عليه وسلم،

لأن المحبة أقل من الخلة، ولذلك نقول لا نعلم من البشر خليلاً لله إلا اثنان:

إبراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام،

لكن المحبة كثيرٌ

كما قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) /البقرة: من الآية195 ..

و: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً) / الصف: من الآية4 ..

وغير ذلك من الآيات.

ـ[طويلبة علم حنبلية]ــــــــ[31 - 01 - 10, 01:23 م]ـ

وقوله: " واليوم الآخِرِ

اليوم الآخر، هو يوم القيامة، وسمي آخراً لأنه آخر مراحل بني آدم وغيرهم أيضاً،

فائدة: فالإنسان له أربع دور:

- في بطن أمه،

-وفي الدنيا،

-وفي البرزخ،

- ويوم القيامة وهو آخرها.

- الإيمان باليوم الآخر يتضمّن:

أولاً: الإيمان بوقوعه، وأن الله يبعث من في القبور، وهو إحياؤهم حين ينفخ في الصور، ويقوم الناس لرب العالمين، قال تعالى: (ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ) / المؤمنون:16 .. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ القِيَامَةِ حُفَاةً غُرْلاً (2)،

وأنه واقع لا محالة، لأن الله تعالى أخبر به في كتابه وكذلك في السنة، وكثيراً ما يقرن الله تعالى بين الإيمان به وبين الإيمان باليوم الآخر، لأن من لم يؤمن باليوم الآخر لا يعمل، إذ إنه يرى أن لا حساب.

ثانياً: الإيمان بكل ما ذكره الله في كتابه وما صح عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مما يكون في ذلك اليوم الآخر، من كون الناس يحشرون يوم القيامة حفاة عراة غرلاً بهماً، أي ليس معهم مال، وهذا كقوله تعالى: (كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ) / الانبياء: من الآية104. .

ثالثاً: الإيمان بما ذكر في اليوم الآخر من الحوض والشفاعة والصراط والجنة والنار.

فالجنة دار النعيم، والنار دار العذاب الشديد.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله- في العقيدة الواسطيّة: ومن الإيمان باليوم الآخر: الإيمان بكل ماأخبر به النبيُّ صلى الله عليه وسلم يكون بعد الموت مثل الفتنة في القبر فإن الناس يفتنون في قبورهم ويسألون عن ثلاثة أشياء:

من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيّك؟

رابعاً: الإيمان بنعيم القبر وعذابه، لأن ذلك ثابت بالقرآن والسنة وإجماع السلف.

وهنا ننبّه

على ما نسمعه من قول بعض الناس، أو نقرأه في بعض الصحف، إذا مات إنسان قالوا:

" انتقلَ إلى مثواهُ الأخير".

وهذا غلط عظيم، ولولا أننا نعلم مراد قائله لقلنا: إنه ينكر البعث، لأنه إذا كان القبر مثواه الأخير، فهذا يتضمن إنكار البعث، فالمسألة خطيرة لكن بعض الناس إمّعة، إذا قال الناس قولاً أخذ به وهو لا يتأمل في معناه.

وقوله: وَتُؤْمِنُ بِالقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرّه ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير