تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وتطرق كذلك الى التحقيق قبل الاسلام وفي الاسلام، وكذلك في أوروبا وقام المؤلف بتعريف التحقيق لغة واصطلاحاً.

وبعد أن وضّح المؤلف أهمية علم التحقيق أورد علاقة هذا العلم بالعلوم الأخرى والعلوم التي تفرعت منه مثل: النقد النسخي والنقد النصي وعلم كشف التزوير والأختام في المخطوطات.

ومن المفاهيم المهمة التي تهم المحقق والتحقيق أورد المؤلف ستين بنداً منها: الاخراج الفني للكتاب والخط وأنواعه وحجم المخطوط أو مقاسه وصفحة العنوان وغير ذلك، ثم تحدث عن مراحل تطور التحقيق وخصائص ومميزات كل مرحلة وأيضاً نماذج لما نشر خلال كل مرحلة، وأيضاً نماذج لما أسهم به طلبة الدراسات العليا في تحقيق كتب التراث، ثم تحدث بعد ذلك عن العوامل التي ساعدت في تطور علم التحقيق ومنها عوامل فكرية ومنهجية ودينية وعلمية وحضارية.

التحقيق في اليمن

فيما خصص المؤلف جزءاً لا بأس به من كتابه «الوافي» لنشأة علم التحقيق وتطوره في اليمن قائلاً: إن علماء اليمن ساهموا عبر التاريخ في إثراء وتطور هذا العلم، وكانت لهم بصمات واضحة في تطوير مفاهيم وأسس هذا العلم من خلال ما قاموا به من تحقيق بعض مصادر التراث الفكري الاسلامي في اليمن ..

فقديماً منذ عصر التدوين والتأليف الاسلامي وحتى القرن الثامن عشر الميلادي قام علماء أجلاء من اليمن بتصنيف العديد من المؤلفات سواءً تأليفاً بحتاً أو تعليقاً وتحشية وكذلك اختصاراً وإكمالاً لكتب ورسائل عدة، وذلك في علوم القرآن والحديث والسيرة والفقه وعلم الكلام والأدب والتصوف والتاريخ وقد ذكر المؤلف عدة علماء ومؤلفين وما قاموا به من تأليف وتحقيق، وقد استشهد المؤلف أيضاً بما تزخر به المكتبات اليمنية من مخطوطات في شتى العلوم كدليل على الدور البارز لعلماء اليمن في إثراء الحركة العلمية والأدبية والاهتمام بتحقيق التراث الفكري الانساني.

وعن تطور علم التحقيق في اليمن خلال القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين جاء المؤلف بلمحة تاريخية عن الطباعة في اليمن والكتب التي طبعت- محققة وغير محققة- وكذلك خلال النصف الأخير من القرن العشرين وبداية القرن الحالي.

وعن مساهمة علماء اليمن في الحراك الفكري والعلمي الذي ساد لعدة قرون أرجع المؤلف الدور البارز لعلماء اليمن في ذلك لخصائص ومميزات انفرد بها التراث الاسلامي في اليمن وكذلك لتعدد المدارس الكلامية والفقهية وظهور العديد من هجر العلم التي كانت مناراً للعلم والعلماء عبر التاريخ.

ثم تطرق الى دور الآباء في علم التحقيق وأورد على ذلك نماذج من اسهاماتهم ثم دور الأبناء في ذلك- قديماً وحديثاً- ونماذج أيضاً لما قدموه في هذا الجانب من أسماء برزت مثل: الباحث والمؤرخ عبدالله بن محمد الحبشي والقاضي محمد بن علي الأكوع الحوالي، وأشخاص آخرين.

ولم يفت المؤلف الاشارة الى بعض دور النشر والمكتبات وبعض الجهات والمراكز الرسمية والأهلية التي ساهمت في تطور علم التحقيق مثل: دار الحكمة اليمانية ومكتبة اليمن الكبرى بصنعاء، ووزارة الاعلام والثقافة- سابقاً قبل قيام الوحدة المباركة- والتي لا زالت - بتسميتها الجديدة وزارة الثقافة والسياحة- مهتمة بطبع كتب التراث خصوصاً المحقق منها، وكذلك مركز الدراسات والبحوث اليمني- صنعاء.

وعن العوامل التي ساهمت في تطور علم التحقيق في اليمن وضح المؤلف منها عوامل شرعية وفكرية ومنهجية وحضارية وثقافية وسياسية ..

وقد أكد المؤلف أن حرية الرأي والفكر في بلادنا اليمن تشكل عاملاً أساسياً وهاماً في تطور علم التحقيق بل وفي تطور كثير من العلوم الأخرى.

وقد ناقش المؤلف خصائص التحقيق في اليمن من خلال تقسيمها الى خصائص سلبية وخصائص ايجابية، فمن الخصائص السلبية عشوائية الاختيار وعدم وجود تنسيق بين المحققين وإعادة تحقيق ماتم تحقيقه وقصور في المنهجية عند البعض، ومن الخصائص الايجابية قبول فكرة تحقيق كتاب أو رسالة لتقديمها كرسالة علمية في الدراسات العليا تحت اشراف أكاديميين، وقد تناول المؤلف ذلك بالتفصيل والشرح الموفي بالغرض والشامل لكافة الجوانب.

وبالنسبة للمعوقات التي تواجه التحقيق في اليمن فقد أثرى المؤلف هذا الجانب وتناوله بشكل دقيق من خلال المعوقات الادارية والتوعوية والروتينية وكذلك المعوقات المنهجية والفنية والاقتصادية والعلمية.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير