ولتطوير وارتفاع مستوى التحقيق في اليمن أورد المؤلف مقترحات وحلول لكل المعوقات التي ذكرها، ثم وجّه مقترحات وحلولاً للأشخاص المهتمين بالتحقيق وكذلك للمؤسسات والمراكز الرسمية المهتمة وكذلك الخاصة، ومن تلك المقترحات ماهو معروف أو عام، ومنها ماهو من وجهة نظر المؤلف كنتاج لخبرته الطويلة وإلمامه الواسع بهذا الجانب.
الأسباب الموجبة لتحقيق كتب التراث
انتقل المؤلف بعد ذلك لذكر الأسباب الموجبة لتحقيق كتب التراث ومنها أسباب شرعية وحضارية .. وأسباب ناتجة عن التلوث الجوي في ما يخص المخطوطات التي تتعرض للتلف بفعل تلوث الجو، وكذلك ما ينتج عن التغيرات المناخية وما يحدث من أضرار على المخطوطات نتيجة التأثيرات البيولوجية، وكذلك بعض سلوكيات الإنسان في التعامل مع المخطوطات وكتب التراث.
وعن الجهود الشخصية في تحقيق كتب التراث، من قبل أبنائه، أورد المؤلف كثيراً من الاسهامات على مستوى العرب والمسلمين وأيضاً جهود بعض المؤسسات والمراكز الرسمية والخاصة.
أما بالنسبة للمستشرقين وجهودهم في تحقيق كتب التراث العربي والاسلامي فقد وضح المؤلف ذلك من خلال تعريف ودور وخصائص الاستشراق ثم أصنافهم .. حيث صنفهم الى: فضوليين ومنصفين ومتعصبين .. وطرح أمثلة على كل صنف منهم.
أما دوافعهم فقد جاءت على شكل دوافع دينية ودوافع تجارية وسياسية ودوافع تبشيرية وكذلك دوافع وأهداف استعمارية.
ومنذ القرن السادس عشر وحتى القرن العشرين وضح المؤلف ما قام به هؤلاء المستشرقون من جهود في تحقيق كتب التراث خلال كل قرن مع إيراد نماذج على ذلك، وأيضاً خصائص ومميزات الطبع والنشر خلال كل قرن من تلك القرون.
ولكي يتجه المهتمون والباحثون ومن لهم صلة بعلم التحقيق الى منهج وتعامل صحيح مع كتب التراث وضح المؤلف، بلمحة تعريفية بالمنهج أو المناهج، المنهج لغة واصطلاحاً، وكذلك أهمية المنهج والمناهج، ثم قسم وصنف المناهج الى خمسة أقسام هي: المنهج الوثائقي- التجريبي- المسح- دراسة الحالة الاحصائي .. ووضح هذا التقسيم بنقاط مفصلة كلٌ على حدة.
وتطرق الى المناهج بين اليوم والأمس والمناهج عند علماء المسلمين وفي الوقت الراهن.
وأشار الى مستويات التعامل مع كتب التراث الفكري الاسلامي والتي تهدف جميعها الى الحفاظ عليه وإبراز أهميته وجعله متداولاً بين أكبر عدد ممكن من الناس لتتم الاستفادة منه في حياتنا العلمية لاستنهاض الفكر العربي المسلم ومواصلة مشوار الحضارة الذي بدأه السابقون بدلاً عن التغني بما قدموه وحسب.
وفي نهاية المجلد الأول من كتاب الوافي ختم المؤلف هذا المجلد بذكر الأسس والقواعد التي يتبعها في التحقيق، ومنها أسس وقواعد أساسية وفرعية لمنهجه هو بشكل عام، ثم قواعد وأسس خاصة بمنهجه، مع نماذج تطبيقية لما قام بتحقيقه في علوم ومجالات شتى.
مقدمات قبل التحقيق
في البابين اللذين احتواهما المجلد الثاني من كتاب «الوافي» تطرق المؤلف الى شروط التحقيق من خلال: صفات وعدة المحقق وحاجياته، ومنها شروط وصفات شرعية وسلوكية، وشروط وصفات علمية ومنهجية، وكذلك المتعلقة بالحاجيات الضرورية التي يجب توفرها لأي محقق سواءً مادية أو معنوية.
أما بالنسبة للمقدمات والخطوات الموضوعية الأولية المتعلقة بتحديد واختيار الموضوع أو الكتاب المراد تحقيقه فقد كانت أولاها: الوظائف الأساسية التي يتعين على المحقق الإلمام بها ومعرفتها قبل أن يقوم بعملية التحقيق وهي التثبت من صحة العنوان واسم المؤلف، ثم التثبت من نسبة الكتاب لمؤلفه ثم ضبط وتوثيق النص وكذا عمل مقدمة التحقيق.
ولمساعدة المحقق في اختيار ما سيحققه أورد المؤلف بعض المراجع المساعدة في تحديد واختيار الموضوع.
وفي ما يخص تحديد أماكن النُسخ للمخطوط أو الكتاب المراد تحقيقه وجمعها فقد حدد المؤلف وسائل لتحديد أماكن هذه النُسخ ومميزات كل وسيلة وحول دراسة وفحص واعتماد النُسخ يؤكد المؤلف أن لها أسسا ومرتكزات، مثل فحص الورق ودراسة الخط وكذلك الحبر، وبالنسبة لاعتماد وترتيب النُسخ فمن خلال مراتب النصوص والاحتمالات والبدائل ...
ويشير المؤلف الى أنه يجب على المحقق بعد تلك الخطوات دراسة عصر المؤلف من الناحية السياسية والعلمية وغير ذلك من النواحي الاقتصاية والاجتماعية ..
¥