ومن الخطوات العملية والعلمية التي تتوجب على المحقق: الإلمام بالرموز والعلامات والاختصارات ..
ومما تميز به هذا الكتاب أن المؤلف أورد أهم الرموز والعلامات والمختصرات في التراث اليمني من خلال رموز وعلامات خاصة بالكتب، ورموز وعلامات خاصة بالأعلام والمذاهب.
ونوه المؤلف بأن كتب تراثنا الاسلامي لم يستخدم مؤلفوها أي علامة من علامات الترقيم المتعارف عليها اليوم، ووضح بعض العلامات التي كانوا يستخدمونها، وكذلك قام بتوضيح بعض النماذج لكلمات يقع فيها تحريف وذلك لضرورة معرفة المحقق بمثل ذلك تحاشياً لوقوعه في الأخطاء.
وأكد المؤلف أيضاً على ضرورة نسخ مسودة التحقيق، لأنها تعينه - أي المحقق- في المراحل اللاحقة من التحقيق.
كما أشار الى الصعوبات التي تواجه المحقق وكيفية التغلب على بعض تلك الصعوبات.
وخلال عملية التحقيق يذكر المؤلف أن أول خطوة يجب القيام بها هي المقابلة بين النسخ الخطية المعتمدة في التحقيق ثم توثيق وضبط العنوان، والأساليب المتعبة في ذلك، ولمساعدة المحقق على توثيق العنوان أورد المؤلف العديد من المصادر والمراجع التي تعينه على ذلك.
وكذلك أساليب وخطوات توثيق وضبط اسم المؤلف والتثبت من نسبة الكتاب لمؤلفه.
وبالنسبة لتحقيق وضبط النص والتعليق عليه فقد وضح المؤلف أسس وخطوات تحقيق النصوص ثم التخريج والتوثيق على أسس ومرتكزات محددة، وجاء المؤلف بقائمة من المصادر التي تعين المحقق على التخريج والتوثيق ثم التعليق والتهميش على النصوص، وقد عرّف المؤلف التعليق وأنواعه وشروطه وأسسه ومرتكزاته، وكذلك التهميش ومواضعه وأساليبه ..
وقد أفرد المؤلف فصلاً كاملاً أوضح فيه كيفية عمل وإعداد مقدمة التحقيق والخطوات التكميلية الهامة، مع نماذج توضيحية لمقدمة التحقيق، وبعدها تناول المؤلف الخطوات التكميلية لعملية التحقيق ومنها الفهرسة وإثبات وتدوين المصادر والمراجع وأهميتها ونظام ترتيبها ونماذج على طريقة اثبات المراجع.
وعن «ما بعد تحقيق النصوص» تحدث المؤلف عن عملية الطبع والنشر وإعداد الكتاب للطبع والعلاقة بين المحقق ودار النشر.
وفي خاتمة المجلد الثاني سجل المؤلف بعض الملاحظات المهمة على شكل نقاط رئيسية لأهم ما احتواه الكتاب.
بعد هذه الخاتمة أورد المؤلف أربعة وعشرين ملحقاً توضيحياً وإرشادياً يحتاجها المحقق أو الباحث، هذه الملاحق تتضمن مصادر متخصصة ومساعدة وكذلك لبعض المكتبات العربية والاسلامية والأجنبية المقتنية لمخطوطات عربية وأيضاً المعنية بشئون المخطوطات والتراث الاسلامي.
وقبل فهرس المحتويات هناك قائمة بأسماء الكتب والمراجع التي اعتمد عليها المؤلف في تأليف هذا الكتاب الجليل.
وبحق فهذا الكتاب يعد مرجعاً قيماً يعين أي باحث متخصص في هذا المجال وقد بذل فيه المؤلف جهداً يستحق الاشادة ويبعث على الإعجاب والتقدير.