تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

120 - حدثنا حفص بن عمرو قال: أخبرنا الحكم بن نافع الحمصي قال: حدثنا صفوان بن عمرو السككي، عن يزيد بن حمير الرجي، عن عبد الله بن بشر المازني قال: قيل يا رسول الله كيف تعرف أمتك يومئذٍ؟ قال: ((أرأيت لو كان/29أ/ لأحدكم خيل بهم وفيها أغر محجل أما كان يعرفه، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: فإن أمتي يومئذٍ غر من السجود محجلون من آثار الوضوء جعلهم الله أهل حمية ونصرة فسماهم مهاجرين وأنصارًا هاجروا في ذاته الأهل والمال والولد والوطن ونصروا الله ثم من سار على منهاجهم بعدهم سماهم تابعين بإحسان ثم جمعهم في استحقاق الفيء الذي خصهم به من بين الأمم وقال:] فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالاً طَيِّباً [[لأنفال: 69] ولم تحل لأمة قبلهم فقال في ذكر القيء:] لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ [[الحشر: 8] ثم قال:] وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ [[الحشر: 9] وهم الأنصار ثم قال:] وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ [[الحشر: 10] وهم التابعون فجعلهم في هذه اللقمة الهنية الطيبة المباركة التي صيرت طعمة لهذه الأمة خصوصًا شركاء فلم يخرج التابعين من ذلك ثم جمعهم في الرضا عنهم فقال:] وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ [[التوبة: 100] من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضى الله عنهم ورضوا عنه، وقد شرحت هذه القصة في نوادر المسائل فنشر الله كرامة هذه الأمة وسعادة جدهم عنده وما منحهم من الأخلاق وما منَّ به عليهم من بين الأمم في الكتب من التوراة والإنجيل والفرقان لعظم أقدارهم عنده (وما منحهم من الأخلاق) () فإنما صارت هذه الأمة حكماء علماء وأبرارًا وأتقياء وفقهاء وعلى الكفار أشداء، وفيما بينهم رحماء وغيظًا للكفار وممن يعجب الزراع بهم بخطة واحدة بها نالوا هذه الأشياء وهو هداهم لسبيله وهو الذي تولى هدايتهم فبالهداية نالوا ذلك، والأولون لم ينالوا ذلك إلا الواحد بعد الواحد وهو قول رسول الله r: (( أعطيت أمتي من اليقين ما لم تعط أمة)) وهو قوله] فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَه [[الزمر: 17، 18]. ثم قال] أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ [[الزمر: 18].

وما يحقق ما قلنا ما روى عن رسول الله r أنه قال: ((ما من نبي إلا وقد أعطى من الآيات ما على مثله آمن البشر (وإني لم أبعث بأية) () وإنما أوحيَّ إلىَّ وحيًا ثم أنا أكثر الأمم تبعًا)).

121 - حدثنا بذلك أبي رحمة الله عليه قال: حدثنا الحماني قال: حدثني ابن أبي (الزياد) () /29ب/، عن أبيه، عن موسى بن أبي عثمان، عن أبيه، عن أبي هريرة رضى الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله r يقول: ((إنِّي أطمعُ أنْ أكون أعظم الأنبياء أجرًا عند الله يوم القيامة، كلهم أوتي من الآيات ما الذي أوتيته بمثله اعتبر البشر وإنِّما كان الذي أوتيته وحيًا أوحاه الله إلىَّ، ثم أنا أكثرهم تابعه)).

قال له قائل: وما تلك الهداية؟ قال: ((إنَّ الله تبارك اسمهُ يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيم فمن هداه هدى التوحيد فإنَّما أعطاه نورًا هداه لمعرفته بأنَّه واحدٌ ثم تركه مع مجاهدة نفسه في أمره ونهيه حتَّى يقطع عمره بذلك فيلقاه مُجاهدًا لنفسه على سبيل الاستقامة فيثيبه الجنة على ذلك وإنما صار هكذا لأنه أعطاهُ من النور ما عرفه ربًا واحدًا لا شريك له ثم جاءت الشهوات فأحاطت بقلبه فلم تتركه على سبيل أهل الوفاء حتَّى يكون لهُ عبدًا بجميع جوارحه في جميع منقلبه كما عرفه ربًا فيكون واقفًا عند أمره ونهيه مراقبًا لحدوده فهذه هداية العامة فلن تنال بهذا تلك الصفة التي ذُكرت في التوراة والإنجيل والفرقان؛ لأن النفس بما فيها من الهوى غلبت على القلب فلا تتركه على سبيل الاستقامة حتَّى تميل به يمينًا وشمالاً.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير