تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الثاني: أنَّ هناك سؤالاً يرد على عملنا هذا وهو لماذا بدأنا من آخر الكتاب و لَمْ نبدأ من الموضع الذي وقف عنده الدكتور: محفوظ؟.

والجواب: أنَّه وقع في النفس أنَّ الأخوة الذين شرعوا في تحقيق الكتاب سوف يبدأون من الموضع الذي وقف عنده الدكتور: محفوظ، فعليه لا نريد أن يكون عملنا تكرار لعمل من يقوم بتحقيق الكتاب بل نريد أن يكون مكملاً لعملهم. هذا أمرٌ.

الأمر الآخر أنَّ طبيعة الكتاب لا تمنع من هذا التصرف فالكتاب مكون من سؤالات متفرقة عن علل أحاديث مختلفة في موضوعات شتى لا يربطها إلاَّ أنها من مسند فلان، وقد روعي هذا الرابط في التحقيق، فلن يطبع من المسانيد إلاَّ ما كمل لنا تحقيقه.

ومع ما تقدم استشرنا أهل العلم فأيدوا هذا الرأي، وعلى كل حال هذا جهدنا وهو «جهدُ المقل والقدر الذي واتاه {وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ} [الطلاق: 7]، وإليه سبحانه وتعالى السؤال أن يجعل ذلك خالصاً لوجهه الكريم، مقتضيا لرضاه» (3)

الثالث: أنّ البابَ مفتوحٌ لمن أراد المشاركة في تحقيق وإخراج هذا الكتاب العظيم، خدمةً للدين، وإفادةً للباحثين، وإحياءً لعلم سلفنا الأولين، وكذلك نحن على استعداد تام للتعاون مع أي جهة تعمل على تحقيق الكتاب ونشره، ولا نريد من ذلك جزاءً ولا شكوراً.

بين يدي الكتاب:

1 - الكتاب المحقق ومؤلفه:

أمَّا المؤلفُ فهو أبو الحسن علي بن عُمَر الدارقطنيّ (306 - 385) وهو ممن يقال عنه «شهرته تغني عن ترجمته» (4)

وأمَّا الكتاب المُحقق:

فهو من أبرز المؤلفات في هذا العلم –علم علل الحديث- حتى قال الحافظ أبوعبد الله الحميديُّ (ت488): «ثلاثُ كتبٍ من علوم الحديث يجبُ الاهتمامُ بها: كتابُ العلل، وأحسنُ ما وضع فيه كتاب الدّارقُطنيّ، والثاني: كتابُ المؤتلف والمختلف، وأحسنُ ما وضع فيه الإكمال للأمير ابنِ ما كولا، وكتابُ وفيات المشايخ، وليس فيه كتابٌ (5)» (6).

وقال ابن الصلاح (ت643) -عند ذكر كتب علل الحديث-: «ومن أجودها كتاب: العلل عن أحمد بن حنبل، وكتاب: العلل عن الدارقطني» (7).

وقال الذهبي (ت748): «هنا يخضع للدارقطني، ولسعة حفظه الجامع لقوة الحافظة، ولقوة الفهم، والمعرفة، وإذا شئت أن تبين براعة هذا الإمام الفَرد، فطالع: العلل له، فإنك تندهش، ويطول تعجبك» (8).

وقال ابن كثير (ت774): «وقد جمع أزمة ما ذكرناه كلّه الحافظ الكبير أبو الحسن الدارقطني في كتاب ذلك، وهو أجلّ كتاب بل أجلّ ما رأيناه وضع في هذا الفنّ، لم يسبق إليه مثله، وقد أعجز من يريد أن يأتي بعده، فرحمه الله، واكرم مثواه» (9).

2 - منهج الدارقطني في «كتابه العلل» وفوائد من هذا الجزء المحقق:

للدكتور محفوظـ السلفي - رحمه الله -، و الدكتور عبدالله دمفو جهودٌ مباركةٌ في بيان منهج الدارقطني في «كتابه العلل»، ومع ذلك لا زال الكتاب بحاجة إلى دراسة علمية مفردة تعتمد على الاستقراء التام للكتاب مع الاستفادة من جميع الدراسات التي تناولت الكتاب تحقيقاً وتخريجاً ودراسة، ولعل الله أن ييسر من يقوم بذلك.

ومن خلال قراءتي لهذا الجزء المحقق أرصد بعض الملحوظات والفوائد التي مرت عليّ، فمن ذلك:

- نقله عن بعض أئمة العلل ومنهم: يحيى القطان-كما في السؤال رقم3 (10) -، وكذلك نقله عن شيخه الحافظ أبي بكر النيسابوري-كما في السؤال رقم3 (11) -.

- سوقه أكثر من ستين حديثاً بأسانيده مع ذكر متونها وذلك في سؤال واحد-رقم 2 - حديث العقيقة، وكذلك ساق عدداً من الأحاديث بأسانيد في غير موضع من هذا الجزء المحقق.

- حكمه على عدد من الرواة وقد وُضع في آخر الكتاب فهرس لبيان الرواة الذين تكلم عليهم الدارقطني في هذا الجزء.

- ذكر في السؤال رقم3 أصحاب ابن جريج الحفاظ.

- مع أحكام كثيرة على الطرق والأوجه والأسانيد.

- وقد حوى هذا الجزء ستة وعشرين مسنداً من مسانيد النساء، وغالب هذه المسانيد تحوي سؤالاً واحداً فقط، عدا ثلاثة مسانيد ففيها سؤالان، وبيان هذا في فهرس الموضوعات.

3 - جهدٌ يذكرُ فيشكر:

لقد بذل الطلاب والطالبات في التحقيق والدراسة جهداً كبيراً، وكنتُ ألمس هذا الجهد من خلال الحركة الدؤوبة والعمل المتواصل، فجزاهم الله خيراً، ورزقهم العلم النافع والعمل الصالح.

4 - أسماء الطلاب والطالبات المشاركين في التحقيق:

الطلاب هم:

- خالد بن جاسم الجاسم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير