تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[احذر الجدل البيزنطي ياطالب العلم ...]

ـ[ابن المبارك]ــــــــ[29 - 08 - 06, 09:34 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

ذكر الشيخ العلامة بكر أبو زيد شفاه الله وعافاه في كتابه القيم (حلية طالب العلم) في الفصل السابع تحت عنوان (المحاذير) التي على طالب العلم أن يحذرها ويجتنبها عدت محاذير وذكر منها: (احذر الجدل البيزنطي):

أي الجدل العقيم،أو الضئيل،فقد كان البيزنطيون يتحاورون في جنس الملائكة والعدو على أبواب

بلدتهم حتى داهمهم.

وهكذا الجدل الضئيل يصد عن السبيل ..

وهدي السلف: الكف عن كثرة الخصام والجدال، وأن التوسع فيه من قلة الورع كما قال الحسن إذ سمع قوم يتجادلون:

(هؤلاء ملوا العبادة، وخف عليهم القول،وقل ورعهم، فتكلموا) رواه احمد في الزهد وأبو نعيم في الحلية ....

فالحذر الحذر ياطالب العلم ....

ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[29 - 08 - 06, 11:12 م]ـ

بارك الله فيك فما أحوجنا لمثل هذا الموضوع

ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[30 - 08 - 06, 02:00 ص]ـ

لا فض فوك، أيها المبارك على هذه الفائدة

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[30 - 08 - 06, 04:18 ص]ـ

جزاك الله خيرا

قال الإمام محمد بن الحسين الآجري في كتابه العظيم «أخلاق العلماء» ص54:

ذكر صفة مناظرة هذا العالم إذا احتاج إلى مناظرة

اعلموا رحمكم الله، ووفقنا وإياكم للرشاد، أن من صفة هذا العالم العاقل الذي فقهه الله في الدين، ونفعه بالعلم، أن لا يجادل، ولا يماري، ولا يغالب بالعلم إلا من يستحق أن يغلبه بالعلم الشافي، وذلك يحتاج في وقت من الأوقات إلى مناظرة أحد من أهل الزيغ، ليدفع بحقه باطل من خالف الحق، وخرج عن جماعة المسلمين، فتكون غلبته لأهل الزيغ تعود بركة على المسلمين، على الاضطرار إلى المناظرة، لا على الاختيار لأن من صفة العالم العاقل أن لا يجالس أهل الأهواء، ولا يجادلهم، فأما في العلم والفقه وسائر الأحكام فلا.

فإن قال قائل: فإن احتاج إلى علم مسألة قد أشكل عليه معرفتها، لاختلاف العلماء فيها، لابد له أن يجالس العلماء ويناظرهم حتى يعرف القول فيها على صحته، وإن لم يناظر لم تقو معرفته؟

قيل له: بهذه الحجة يدخل العدو على النفس المتبعة للهوى، فيقول: إن لم تناظر وتجادل لم تفقه، فيجعل هذا سببا للجدال والمراء المنهي عنه، الذي يخاف منه سوء عاقبته، الذي حذرناه النبي صلى الله عليه وسلم، وحذرناه العلماء من أئمة المسلمين، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من ترك المراء وهو صادق، بنى الله له بيتا في وسط الجنة " وعن مسلم بن يسار، أنه كان يقول: " إياكم والمراء، فإنها ساعة جهل العالم، وبها يبتغي الشيطان زلته " وعن الحسن قال: " ما رأينا فقيها يماري " وعن الحسن، أيضا قال: " المؤمن يداري، ولا يماري، ينشر حكمة الله، فإن قبلت حمد الله، وإن ردت حمد الله " وروي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه قال: " إذا أحببت أخا فلا تماره، ولا تشاره، ولا تمازحه ".

وعند الحكماء: أن المراء أكثره يغير قلوب الإخوان، ويورث التفرقة بعد الألفة، والوحشة بعد الأنس، وعن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل».

فالمؤمن العالم العاقل يخاف على دينه من الجدل والمرا ء.

فإن قال قائل: فما يصنع في علم قد أشكل عليه؟

قيل له: إذا كان كذلك، وأراد أن يستنبط علم ما أشكل عليه، قصد إلى عالم ممن يعلم أنه يريد بعلمه الله، ممن يرتضى علمه وفهمه وعقله، فذاكره مذاكرة من يطلب الفائدة وأعلمه أن مناظرتي إياك مناظرة من يطلب الحق، وليست مناظرة مغالب، ثم ألزم نفسه الإنصاف له في مناظرته، وذلك أنه واجب عليه أن يحب صواب مناظره، ويكره خطأه، كما يحب ذلك لنفسه، ويكره له ما يكره لنفسه.

ويعلمه أيضا: إن كان مرادك في مناظرتي أن أخطئ الحق، وتكون أنت المصيب، ويكون أنا مرادي أن تخطئ الحق وأكون أنا المصيب = فإن هذا حرام علينا فعله؛ لأن هذا خلق لا يرضاه الله منا، وواجب علينا أن نتوب من هذا.

فإن قال: فكيف نتناظر؟

قيل له: مناصحة.

فإن قال: كيف المناصحة؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير