تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تعليقات العلامة محمد صالح العثيمين على كتاب ’’حلية طالب العلم‘‘ للشيخ بكر أبو زيد]

ـ[سهل]ــــــــ[13 - 09 - 06, 03:00 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي امتنى علينا بإرسال رسوله صلى الله عليه و سلم {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسُولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته و يزكيهم و يعلمهم الكتاب و الحكمة و غن كانوا من قبل لفي ضلال مبين}.

و الصلاة و السلام على سيد المرسلين محمد و على آله و صحبه و من اقتدى بهديه.

أما بعد:

فمن الكتب التي اعتنى بشرحها العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله كتاب ’’ حلية طالب العلم‘‘ الذي ألفه الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد، عام 1408هـ ....

قال صاحب هذا الجَمع: ’’ و قد وجدت الشيخ العثيمين عند شرحه لكتاب {الحلية} أكثرَ من الملاحظات و الفوائد فأحببت أن أقيدها ثم أجمعها و أنشرها لينتفع بها الناس.

و من أرادها فما عليه إلا قراءة ما سأنشره على حلقات في شبكة {سحاب السلفية}، و عندها سيكتشف أشياء كثيرة منها ما يتعلق بمكانة الشيخ العثيمين العلمية و دقة انتقاداته و أخرى تتعلق بكتاب الشيخ {بكر} و منهجه في التأليف.

هذا، و الله أسأل أن ينفع بها، و أن يثيب شارح الكتاب شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين و يرحمه.

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ‘‘ (1).

و قد قمت بجمعها في مكان واحد، و نشرها مرة أخرى لتعم الفائدة، و ها هي أمامكم.

--[01]--

قال مؤلف {الحلية} ص 4 - 5 من الطبعة الثالثة 1412هـ: {فإليك حلية تحتوي مجموعة آداب، نواقضها مجموعة آفات، فإذا فات أدب منها اقترف المفرط آفة من آفاته، فمقل و مستكثر، و كما أن هذه الآداب درجات صاعدة إلى السنة فالوجوب، فنواقضها دركات هابطة إلى الكراهة فالتحريم} ا. هـ

قال الشارح للحلية العلامة الشيخ محمد صالح العثيمين رحمه الله:

{ذكر الآداب،، فإن كانت مسنونة فضدها مكروهة، و إن كانت واجبة فضدها محرمة. و لكن هذا ليس على إطلاقه، لأن ليس ترك كل مسنون يكون مكروها، و إلا لقلنا: إن كل من لم يأت بالمسنونان في الصلاة يكون قد فعل مكروها، لكن إذا ترك آدابا من الآداب الواجبة فإنه يكون فعلا محرما في نفس هذا الأدب فقط لأنه ترك فيه واجب، و كذلك إذا كان مسنونا و تركه.

فيُنظر، فإن تضمن تركه إساءة أدب مع المعلم أو مع زملائه فهذا يكون مكروها لا لأنه تركه، و لكن لأنه لزم منه إساءة الأدب.

و الحاصل: أنه لا يستقيم أن نقول كل من ترك مسنونا فقد وقع في مكروه، أو كل من ترك واجبا فقد وقع في المحرم على سبيل الإطلاق، بل يقيد هذا} ا. هـ

--[02]--

قال في {الحلية} ص 9 - 10: {التحلي بدوام المراقبة لله تعالى في السر و العلن، سائرا إلى ربك بين الخوف و الرجاء، فإنها للمسلم كالجناحين للطائر، فأقبل على الله بكليتك، و ليمتلئ قلبك بمحبته .. } ا. هـ

قال الشارح لها العلامة العثيمين رحمه الله:

و قوله: {يكون سائرا بين الخوف و الرجاء، فإنها للمسلم كالجناحين للطائر} هذا أحد الأقوال في هذه المسألة، و هي: هل الأولى للإنسان أن يسير إلى الله بين الخوف و الرجاء؟ أم يغلب جانب الخوف؟ أم يغلب جانب الرجاء؟

الإمام احمد رحمه الله يقول: ينبغي أن يكون خوفه و رجاؤه واحدا، فأيها غلب هلك صاحبه.

و من العلماء من يفصل و يقول: إذا هممت بطاعة فغلب جانب الرجاء فإنك إذا فعلتها قبلها الله منك و رفعك بها درجات، و إذا هممت بمعصية فغلب جانب الخوف حتى لا تقع فيها، و على ذلك يكون التغليب لأحدهما بحسب حالة الإنسان.

و منهم من قال: بحسب الحال على وجه آخر، فقال: أما في المرض فيغلب جانب الرجاء، لأن النبي صلى الله عليه و سلم قال: {لا يموتن أحدكم إلا و هو يحسن الظن بربه} {رواه مسلم}. و لأنه إذا غلب في حالة المرض جانب الخوف فربما يدفعه ذلك إلى القنوط من رحمة الله، في حال الصحة يغلب جانب الخوف لأن الصحة مدعاة للفساد كما قال الشاعر الحكيم:

إن الشباب و الفراغ و الجدة ** مفسدة للمرء أي مفسدة

و الذي أرى: أن الإنسان يجب أن يعامل حاله بما يقتضيه الحال و أن أقرب الأقوال في ذلك أنه: إذا عمل خيرا فيغلب جانب الرجاء، فإذا هم بسيئة فليغلب جانب الخوف، هذا أحسن ما أراه في هذه المسألة الخطيرة العظيمة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير