تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ففي الصحيحين من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِى سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ، هُمُ الَّذِينَ لاَ يَسْتَرْقُونَ، وَلاَ يَتَطَيَّرُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ.

نماذج من أحوال المتوكلين على رب العالمين

{وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُون*وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُون*وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُون}

فهذا نبي الله نوح - عليه السلام - يمتثل إلى أمر ربه جل وعلا، ويصنع سفينة عظيمة على اليابسة، حيث لا ماء، ويمر على الملأ من قومة؛ فيسخرون منه، ويقولون يا نوح لماذا تصنع هذه السفينة، إن السفينة لا تجرى علي اليبس، فكان ماذا؟

كان أمر الله جل وعلا، {فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِر* وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِر*وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُر*تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاء لِّمَن كَانَ كُفِر}

وهذا نبي الله إبراهيم عليه السلام لما ألقي في النار، توكل على الله الواحد القهار، الذي يعلم الخفايا وإن دقت، ويرفع البلايا وإن عظمت، فكان أمر الله تعالي: {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلاَمًا عَلَى إِبْرَاهِيم * وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَخْسَرِين}

وهذا نبي الله موسى - عليه السلام - لما تبعه فرعون وجنوده من خلفهم، وصار البحر من أمامهم، ولا ملجأ لهم، فقال أصحابه: إنا لمدركون، فكان ماذا: كان عليه السلام عملاقا من عمالقة الموحدين المتوكلين، فقال: {كلا إن معي ربي سيهدين}، فكان الفرج من رب العالمين، {فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيم*وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِين*وَأَنجَيْنَا مُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِين*ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِين}

وأما عن نبينا الكريم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان سيد المتوكلين على رب العالمين،،،

وأضرب لذلك بعض الأمثلة اليسيرة فمنها:

موقفه في غزوة بدر: رفع النبي يده إلى ربه مبتهلا ومتوكلا على ربه ومولاه: قائلا: اللهم أن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض، اللهم نصرك الذي وعدت، ويبكي ويتضرع إلى ربه، متوكلا على ربه جل وعلا،،،

وفي الصحيحين ومسند الأمام أحمد من حديث جابر بن عبد الله - رضى الله عنهما - قال: قَالَ غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - غَزْوَةً قِبَلَ نَجْدٍ، فَأَدْرَكَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِى وَادٍ كَثِيرِ الْعِضَاهِ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تَحْتَ شَجَرَةٍ، فَعَلَّقَ سَيْفَهُ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا، وَتَفَرَّقَ النَّاسُ فِى الْوَادِى يَسْتَظِلُّونَ بِالشَّجَرِ

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: إِنَّ رَجُلاً أَتَانِى وَأَنَا نَائِمٌ فَأَخَذَ السَّيْفَ فَاسْتَيْقَظْتُ وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِى، فَلَمْ أَشْعُرْ إِلاَّ وَالسَّيْفُ صَلْتًا فِى يَدِهِ

فَقَالَ لِى: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّى؟

قَال: َ قُلْتُ: اللَّهُ.

فَسَقَطَ السَّيْفُ مِنْ يَدِهِ فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَالَ: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّى.

قَالَ كُنْ كَخَيْرِ آخِذٍ.

قَالَ: أَتَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ.

قَالَ لاَ، وَلَكِنِّى أُعَاهِدُكَ أَنْ لاَ أُقَاتِلَكَ، وَلاَ أَكُونَ مَعَ قَوْمٍ يُقَاتِلُونَكَ. فَخَلَّى سَبِيلَهُ، فَذَهَبَ إِلَى أَصْحَابِهِ قَالَ: قَدْ جِئْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ خَيْرِ النَّاسِ.

نسأل الله جل وعلا أن يجعلنا من عباده المتوكلين

الدعاء ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير