تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأشهد أن لا إله ألا الله وحده لا شريك له، ولا ند له، ولا منازع له، ولا مثيل له، ولا شبيه له، ولا كفؤ له، ولا والد ولا والدة ولا ولد له، لا شريك له في عزه وملكوته، ولا منازع له في عزه وجبروته، ولا شبيه ولا مثيل له في أسماءه وصفاته؛ فهو جبار السماوات والأرض؛ فلا راد لحكمه ولا معقب لقضاءه،

وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله، أمام النبين، وخليل رب العالمين، وقائد الغر المحجلين، وحامل لواء الحمد يوم الدين، أدي الأمانة، وبلغ الرسالة، ونصح للأمة، فكشف الله به الغمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى بلغ عن ربه البلاغ المبين، فالله صل وسلم و زد وبارك عليه وعلى كل من سار على نهجه، وسلك طريقته، واستن بسنته إلى يوم الدين

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون} (آل عمران:102).

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (النساء:1).

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا - يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيما} (الأحزاب:70 - 71).

أما بعد؛ فإنَّ خيرَ الحديثِ كتابُ اللهِ، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ وشرَّ الأمورِ مُحْدَثَاتُهَا، وكُلَّ محدثةٍ بدعةٌ، وكُلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكُلَّ ضلالةٍ في النَّار.

أيها المسلمون الكرام، نعيش اليوم بحول الله تعالى ومنه علينا وفيضه وتوفيقة مع موضوع بعنوان آثار الذنوب والمعاصى ...

والمقصود من الحديث عن آثار الذنوب والمعاصي هو: أن المعاصيَ التي يتقلب فيها الناس آناء الليل وأطراف النهار لها آثارها المدمرة على الفرد المسلم وعلى المجتمع الإسلامي وعلى الحياة كلها ...

وذلك لأنّ قوامَ الحياة وصلاحَها إنما هو في الطاعة والاستقامة على دين الله والتقيد بأومر الله ...

وكتاب الله تعالى خير شاهد على هلاك الأمم المكذبة، فقد: عمّ قوم نوح الطوفان، وأهلكت عاداً الريحُ العقيم، وأخذت ثمودَ الصيحةُ، وقُلبت قرى قوم لوط رأسا على عقب ...

قال – عز وجل -: {وَقَوْمَ نُوحٍ لَّمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا - وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا - وَكُلاًّ ضَرَبْنَا لَهُ الأَمْثَالَ وَكُلاًّ تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا}

وقال - جل وعلا -: {وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الأُولَى - وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى - وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى - وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى - فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى - فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكَ تَتَمَارَى - هَذَا نَذِيرٌ مِّنَ النُّذُرِ الأُولَى}

ولعلى أدخل في الموضوع فأقول أن للذنوب والمعاصى آثارا مدمرة أتكلم عن أربعة منها،

أولاً: نسيان العلم، وذهاب الحفظ،

وذلك لأن العلم نور يقذفه الله جل وعلا في القلوب العامرة بطاعته، المنيبة إليه، المقبلة عليه، والمعصية ظلمات بعضها فوق بعض ظلمات الفتن، وظلمات الشهوات، وظلمات الشبهات، وظلمات النفس الآمارة بالسوء، وظلمات الدنيا، وأنّى لنور العلم أن يأنس بظلام المعصية في قلب العبد المسلم؟!

ولذلك لما جلس الإمام الشافعي بين يدي الإمام مالك، ورأى الإمام مالك علي الشافعي علامات الذكاء، وأعجبه وفورُ عقله، وكمال حفظه قال له ناصحا: يا محمد إني أرى الله قد ألقى على قلبك نوراً؛ فلا تطفئه بظلمة المعصية.

والشافعي رحمه الله هو القائل في الأبيات التي سارت مسير الشمس:

شكوتُ إِلى وكيعٍ سوءَ حِفظي - فأرشدني إِلى تَرْكِ المعاصي

وأخبرني بأن العلمَ نورٌ - ونورُ اللّهِ لا يُهدى لعاصي

ثانياً: إفساد القلوب،

فهذه الذنوب تفسد القلب الذي هو مناط الثواب عند الله رب العالمين، فالإنسان يوزن عند الله بقلبه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير