تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وذلك بأن يعتقد أن الله ملك الملوك ومدبر الأكوان فنحن كلنا مملوكون له فما علينا إلا التسليم لقضائه وحكمه ولا نقول إلا ما يرضى ربنا

إن هذا الأله الملك - سبحانه - حكيم في أفعاله فلا يصدر عنه إلا ما هو مبني على العلم والحكمة والخير،

وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون

أن تتق الله في قلبك

فلا نفاق، ولا بغى، ولا حقد، ولا غل، ولا حسد، ولا ضغينه، ولا كبر، ولا رياء، ولا شهرة، ولا عجب،،،

فقلد سئل رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كما في سنن ابن ماجة من حديث عبد الله بن عمرو قال: قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟

قَالَ: كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ صَدُوقِ اللِّسَانِ.

قَالُوا: صَدُوقُ اللِّسَانِ نَعْرِفُهُ فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ؟

قَال:َ هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ لَا إِثْمَ فِيهِ وَلَا بَغْيَ وَلَا غِلَّ وَلَا حَسَدَ.

أن تتق الله في جوارحك

فلا تنظر إلى ما حرم الله، ولا تتعدى إلى ما لا يحمد عقباه،

قال - عز وجل -: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} ?

وفى الصحيحين من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:

كُتِبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ نَصِيبُهُ مِنَ الزِّنَى مُدْرِكٌ ذَلِكَ لاَ مَحَالَةَ: فَالْعَيْنَانِ زِنَاهُمَا النَّظَرُ، وَالأُذُنَانِ زِنَاهُمَا الاِسْتِمَاعُ، وَاللِّسَانُ زِنَاهُ الْكَلاَمُ، وَالْيَدُ زِنَاهَا الْبَطْشُ، وَالرِّجْلُ زِنَاهَا الْخُطَا، وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى، وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ الْفَرْجُ وَيُكَذِّبُهُ.

فقد كتب على ابن آدم نصيبه من الزنى: فمنهم من يكون زناه حقيقيا بإدخال الفرج في الفرج الحرام، ومنهم من يكون زناه مجازا بالنظر الحرام أو الاستماع إلى الزنى وما يتعلق بتحصيله أو بالمس باليد بأن يمس أجنبية بيده أو يقبلها أو بالمشي بالرجل إلى الزنى أو النظر أو اللمس أو الحديث الحرام مع أجنبية ونحو ذلك أو بالفكر بالقلب فكل هذه أنواع من الزنى المجازي والفرج يصدق ذلك كله أو يكذبه

أن تتق الله في تعاملك

فلا غش، ولا خداع، ولا كذب، ولا مراء، ولا رشوة، ولا ازدراء،،،

وفي صحيح ابن حبان ومعجم الطبراني الكبير من حديث عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: من غشنا فليس منا، والمكر والخداع في النار.

أن تتق الله في مطعمك وشربك:

فلا يدخل جوفك إلا الطعام الحلال والشراب الحلال، فكل لحم نبت من سحت فالنار أولى به ...

وثبت في صحيح مسلم من حديث عن أبي هريرة قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -

أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا، وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ، فَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّى بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} وَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ)}.

ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ: يَا رَبِّ يَا رَبِّ. وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِىَ بِالْحَرَامِ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ.

أن تتق الله في أهلك ورحمك

فلا ظلم، أو سوء عشرة، ولا بخل،،،

في سنن أبي داود من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت.

أيها المسلمون الكرام إن التقوي هي حصن لله حصين يقبل عليه السائرون إلى رب العالمين فيتمسكون به ويتحصنون به، فإن هذه الدنيا إلى زوال، فكم من الناس قد كانوا معنا، ثم أصبحوا أثرا بعد عين، ولم تعد تسمع لهم ركزا بعدما كانوا ملء الأيدي والأبصار ...

مرّ علي بن أبي طالب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بالمقابر فقال:

السلام عليكم يا أهل الديار الموحشة ,

أنتم لنا سلف ونحن لكم تبع ,

وإنا بكم عما قليل لاحقون ,

اللهم اغفر لنا ولهم ,

وتجاوز عنا وعنهم ,

طوبى لمن ذكر الموت والمعاد وعمل للحساب.

ثم قال: يا أهل القبور ما الخبر عندكم؟؟؟

فإن الخبر عندنا

أما النساء فقد نُكحت,

وأما الديار فقد سُكنت,

وأما الأموال فقد ُقسّمت,

ثم التفت إلى أصحابهه وقال:

أما إنهم لو تكلموا لقالوا إنا وجدنا أن خير الزاد التقوى .. .

إذا المرء لم يلبس ثيابا من التقى - تقلب عريانا و إن كان كاسيا

وخير لباس المرء طاعة ربه - ولا خير فيمن كان لله عاصيا

?

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير