المشاركة الأصلية بواسطة أبو مالك العوضي http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/buttons/viewpost.gif (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=709262#post709262)
وفقك الله!
كلامك هذا يا أخي الكريم قد تجده وتسمعه كثيرا الآن، ولكنك لن تسمعه بعد عشر سنوات!
كما كنا نسمع قديما أن الكتب المطبوعة أضاعت طلبة العلم، لأنهم صاروا يعتمدون عليها ولا يتعنون النسخ والكتابة!!
وكما كانوا يقولون أيضا قديما: إن الاعتماد على الكتب دون الحفظ يضيع طلبة العلم، قال الشاعر:
استودع العلم قرطاسا فضيعه ........... فبئس مستودع العلم القراطيس
ولو تأملت في كلامك لظهر لك أن لازم قولك عدم الاعتماد على الفهارس المطبوعة أيضا؛ لأنه لا فرق بينها وبين الفهارس الحاسوبية إلا في الوقت المستغرق فقط!
فالفهارس المطبوعة أضاعت العلم على قياس قولك؛ لأنها حجزت طلبة العلم عن الحفظ الذي كان هو عمدة العلماء في الزمن الغابر، فلم يكن عندهم فهارس عبد الباقي، ولا أطراف غيره.
وكذلك المعجمات المرتبة هجائيا، أضاعت علم اللغة على قياس قولك؛ لأنها وفرت الوقت على طالب العلم الذي يريد أن يبحث عن معنى كلمة من الغريب.
وإن طالب العلم هو طالب العلم، إذا وضعته بين الكتب فسيظهر المحسن من المسيء، وإذا وضعت بين يديه الحاسوب والبرمجيات فسيظهر أيضا المحسن من المسيء.
وكلامك ذكرني بكلام بعض الإخوة في شبكة الفصيح عن الأثر السيء للموسوعة الشعرية، فبعدما كنا نتعنى في البحث عن بيت من الأبيات ساعات وأياما، صرنا نجده في لحظات، فهذا في رأيه ضيعة للعلم.
وهذا كلام غير صحيح؛ لأنك في جميع الأحوال ضيعت العلم بهذا المفهوم، فلا فرق بين أن تضيع شهورا في البحث بين بطون الكتب عن بيت من الشعر، وبين أن تبحث عنه في لحظات في الموسوعة الشعرية، ففي كلتا الحالتين لم تستفد شيئا من هذه الكتب إلا في الحصول على موضع البيت!
وقد قال بعض المشايخ: إن طالب الحاسب الآن إذا انطفأت الكهرباء صار جاهلا! وانا أقول: وطالب الكتب إذا دخل الحمام صار جاهلا أيضا على قياس هذا القول! فاستويا من هذه الجهة!
فالعلم هو ما حصله الإنسان في رأسه، سواء أكان عن طريق الكتب أو عن طريق المشايخ أو عن طريق الحاسب أو غير ذلك.
والفرق هو الوقت الذي توفره بين هذه الوسائل المختلفة، فقديما لم يكن في استطاعة الطالب أن يقرأ ويسمع في وقت واحد (إلا النوادر) أما الان، فيمكنك أن تستمع للشريط مثلا وأنت تقرأ، وأعرف بعض الناس: يقرأ ويكتب ويسمع في آن واحد، لأشياء مختلفة!
كلامٌ طيّبٌ موزون،بارك الله فيكم
ولا أستبعد أن يأتي يوم من الأيام بعد سنوات يصير التعليم كله عن طريق البرامج الإلكترونية المتصلة بالمخ بحيث تغذيه بالمعلومات مباشرة.
[/ quote]
أما هذا فلا،مستبعد جدا .. جدا .. سبحان الله و ماذا عن التفكير والاستيعاب و الاستنباط و الخيال و الابتكار و .. و.،
ليس عقل الانسان حاسوبا فيُبرمج،شيخنا أبا مالك.
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[02 - 12 - 07, 06:21 م]ـ
منذ اسبوع كنت اريد فتوى واتصلت من بيتى فى القاهرة بأحد مشايخى فى اسكندرية فأفتانى اليست هذه نعمة من الله ان زكى العقل البشرى ليصل لهذه التقنيات لتوفر الجهد والوقت
اكان لابد ان احذوا حذو طلاب العلم القدامى فأركب دابتى قاصدا اسكندرية فى اسبوع وامكث للراحه اسبوع واعود فى اسبوع؟
ايها الأفاضل
هذه الأفكار ليست فى صالحنا لأن خصومنا يستغلونها للتشنيع علينا بأننا ضد العلم والتقنيات الحديثه
والحق ان النشيط تجده نشيطا سواء فى البحث فى بطون الكتب او مواقع الشبكة
والخامل البليد الكسول لن ينتفع بتلك التقنيات وربما قضى من الوقت امام الشبكة اضعاف مايقضى طالب العلم ولكنه لايبحث الا عما يزيده جهلا وضلال
دعواتى للجميع بالتوفيق والسلام عليكم
ـ[أبو يوسف العامري]ــــــــ[02 - 12 - 07, 06:37 م]ـ
يا احباب ... سؤال؟!
ما رايكم فيمن يكتب اطروحته العلمية اعتمادا على مصادر حاسوبية ولا يرجع الى الكتب المطبوعة اطلاقا.
هل سنثق بعلمه.
المقصود الا نغالط انفسنا .. فالبحث ليس في الاستغناء عن المصادر الحديثة بلا استفادة منها، بل البحث في عكس ذلك تماما!
بان نستغني بالمصادر المعلوماتية الحديثة عن النظر والقراءة في الكتب، وكم من فائدة يقف عليها المرء في غير مظانها وبغير المعهود من الفاظها -فلا يصل اليها الباحث حاسوبيا- اثناء المطالعة في كتاب ما.
كما اني وجدت في نفسي امرا غريبا .. ان ما اقرأه في الجهاز لا استطيع حفظه واستذكاره في ذهني مهما كان .. خلافاً لما اجده مكتوبا في الكتب فان صفحاته تنتقش صورتها في ذهني مباشرة .. سبحان الله
ـ[أحمد الصدفي]ــــــــ[02 - 12 - 07, 07:29 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
في تصوري أن ميزات الكتب الحاسوبية تنحصر في أمرين رئيسين:
1 - توفير عدد ضخم جدا من المراجع العلمية -التي قد لا تتوفر لكثير من طلبة العلم- في أوعية يسهل نقلها وتداولها بين الناس.
2 - سهولة البحث في هذه المراجع والوقوف على المراد منها في ثوان قليلة.
والمحصلة من الميزتين هي: توفير الوقت والمال لا غير.
فالشاملة وغيرها لن تجعل الجاهل عالما؛ لأن مجرد توفر الكتب لشخص لا يلزم منه حصول العلم له،لكنه مطلوب،وعليه فالشاملة ستوفر له الوقت والمال،فهو لن يبحث في المكتبات وينفق الأموال في طلبها.
كما أن الوقوف على المعلومة المجردة بحد ذاته ليس هو مقصد العالم فحسب،نعم هو مطلوب والشاملة وفرت له الوقت في العثور عليها،ولكن العالم يحتاج إلى فحص المعلومة أيضا،ووضعها تحت مجهر التقويم والنقد والمقارنة،ثم وضعها في سياق أو مسار لتترابط مع المعلومات الأخرى، ثم البحث في كيفية تنزيلها على الواقع متوافقة مع مقتضيات العصر وضروراته المعتبرة، وكل ذلك لا يتوفر بالشاملة ونحوها.
وعليه فالقول بأن هذه الوسائل قد أهدرت كرامة العلم،وكانت سببا لتيسره في يد الكل حتى ضاع الطاب المجد فيه نظر.
والله أعلم
¥