ثم أنت تقول أخي الفاضل بأن مذهب مصر هو الشافعية، وهذا غير صحيح على إطلاقه خصوصا في هذا الزمان الذي ذاب فيه التمذهب وكثر فيه العوام!!، فكلية دار العلوم مثلا تدرس الفقه الحنبلي ناهيك عن معاهد أنصار السُنة التي تحوي أكثر طلبة العلم ...
يا أخي .. أولا معاهد أنصار السنة حنابلة بالاسم فقط، ولا يعرفون من المذهب غير اسمه. وأنا لم أقل أن المذهب الحنبلي لا يدرس في مصر، قلت: المذهب الحنبلي ليس مذهب أهل البلد. واذهب إلى مشايخ الأزهر واطرح عليهم هذا السؤال: ما هو مذهب أهل مصر؟ وكون الآن المذاهب تندرس ولا يوجد من يتصدر لتدريسها، هذا لا يدعونا أن نلغي تاريخ البلد.
بل أنا أجزم بأن المذهب الحنبلي في هذا الزمان بالذات منتشر أكثر من غيره، وهذا لأسباب معروفة .. منها الاعتناء السلفي البالغ في هذا الزمان
انتشار المذهب الحنبلي في هذا الزمان هو انتشارًا اسميًا فقط، والحنابلة على الحقيقة قلة.
والكتب متوفرة والحمد لله وأذكر على سبيل المثال لا الحصر: الفروع لابن مفلح، مطالب أولي النهى، المغني، مختصر الخرقي، الروض، الاستخراج، الكافي، منتهى الارادات، الانصاف، مسائل أحمد .. وغيرها .. أما الشروح، فحدث ولا حرج!
لا تحاول أن تدخل معي في نزال للمقارنة بين كتب الشافعية المطبوعة وكتب الحنابلة، لأن الأولى تفوق الثانية حتى في وجود هذه "الانتفاضة". أما الشروح، فأين هي الشروح المذهبية؟؟ وهل تعرف ماذا أقصد بالشروح المذهبية؟؟ أين هي الشروح الحنبلية التي تعتني ببيان معتمد المذهب من غيره؟؟ وما هو وجه المعتمد وما هو الدليل عليه؟؟ وهكذا ... أين تجد هذه الشروح على الشبكة؟ أخبرنا بالله عليك ..
حتى ولو سلمنا لك بأن مذهب أهل البلد شافعي، فالإمام أبو جعفر الطحاوي درس المذهب الحنفي وفي البلد جهابذة الشافعية، ولم يقل بهذه القاعدة ...
يا أخي لما يكون الطلبة حالهم كحال كأبي جعفر الطحاوي حينئذ نستثني من القاعدة.
ثم مادام الأمر كذلك، فدُل الأخ السائل على مشايخ يدرسون الفقه الشافعي في الأسكندرية!
مفيش مشايخ شافعية على الجادة في الإسكندرية كما أنه لا يوجد مشايخ حنابلة، طيب طالما الأمر كذلك، والأخ سيدرس بدون شيخ، أي المذاهب يكون أولى بالدراسة إذا؟؟ الحنبلي أم الشافعي؟؟؟؟؟؟
وعموما أخي الكريم، لن يؤثر كثيرا ترجيح أي فقه على الآخر في بداية الطلب، لأن دراسة المذهب في الأول و الآخر ... ما هي إلا فترة مرحلية لفهم الأدلة وكيفية استنباطها ... ثم بعد ذلك تأتي مرحلة الاطلاع على باقي كتب الإسلام، كالمجموع للنووي، والمهذب، و الحاوي وغيرها
نعم، هي فترة مرحلية حتى يصل إلى الاجتهاد، وبما إنه ليس لديه شيخ يأخذ بيده، إذا يدرس مذهب متكامل الأركان وكتبه متوفرة وحواشيه كثيرة ... فإذا ما سلك هذه المنظومة يكون
وإلا فالذي يتبع فقها بعينه ولا ينظر لباقي الكتب فهذا أقرب إلى البدعة منه إلى السُنة
الذي يقارن بين آراء أهل العلم ويرجح بينها دون أن يبلغ تلك المرتبة هو أقرب إلى المعصية منه إلى السنة.
أخي العقيدة، تقول أن الغالبية العظمى من المشايخ الحنابلة سلفيون، طيب كم شيخ سلفي حنبلي متمذهب يشرح الكتب المتقدمة في أصول الفقه في مصر؟؟ هل عرفت أحد غير الشيخ محمد عبد الواحد الذي يشرح تلخيص روضة الناظر؟؟
ثم هل تحسب أن طالب العلم الذي لم يدرس عقيدة دراسة قوية سيفهم ما في الكوكب المنير من هنات أو حتى سيفهم ردود الكوكب المنير على الأشاعرة؟؟ أقول: بغض النظر عن المذهب، طالب العلم الذي ينوي أن يدرس أصول فقه ينبغي عليه لزامًا أن يكون متمكنًا في علم العقيدة، سواء عقد العزم على دراسة أصول الحنابلة أو أصول غيرهم.
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[07 - 11 - 08, 10:05 م]ـ
للتوضيح:
1 - أنا أدين إلى الله بحب الشيخ أحمد حطيبة والشيخ سيد الغباشي وغيرهما من مشايخ الإسكندرية، وهم على العين والرأس.
¥