وحقيقة أنه لم يخل عصر من عصور الإسلام حتي أحلكها من " عالِم " بالمعنى الحق للعلم، ولكن قلتهم التدريجية لها دلالتها , وفشو الجمود والتقليد له دلالته , فكل شئ متفق مع التقلص والضمور الذي غشي بطابعه كل شئ
والخلاصة: أن التخلف العلمي بشقيه الدنيوي والشرعي الناشئ أصلا من التخلف العقدي أصبح هو الطابع السائد للمجتمع الإسلامي قبيل الغزوة الصليبية الهائلة التي اجتاحت بلاد الإسلام في العصر الحديث. أ. هـ
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[04 - 11 - 09, 05:28 م]ـ
سلوك التلقي ذاته من المشكلات
وهذا هو ما أجتهد أخيرا في بيانه حين دعوتي للناس .. حيث إن المشكلة ليست في التفكير ذاته؛ وإنما هي في (سلوك التفكير) وفرق بين المعنيين كبير؛ فإننا ربما نختلف في بعض تفاصيل، فيصيب بعضنا الحق في ذاته - أي في تلك التفاصيل بعينها - ويخطئ بعضنا، بينما يسلم المختلفين جميعا منهجا غير مرضي، فيكونا من جملة الخطأ.
إن المعتزلة يصيبون ويخطئون، وإن غيرهم من الفرق يصيبون ويخطئون، ولكن يقع كل ذلك داخل إطار من المنهجية غير المرضية.
وأنموذجه - قديما وحديثا - علم الكلام، الذي صار علما على العقيدة!
لا شك كلامك صحيح، ولكن أبشر، فهو وجه واحد من وجهي الصحة؛ فحينما تتسع قاعدة الإشكال لتتحول إلى (كلية) فإنها:
تصعب من وجه: وهو اتساع فروع المشكلة
وتسهل من وجه: وهو أن الكلية تصير شيئا واحدا ومشكلة واحدة، والنفس البشرية إلى الانتقال من كلية هم يرونها فاسدة هي أكثر قناعة وتقبلا من أن تقوم بالتعديل في أمور لا تتوافق مع قواعدها. ومن هنا فإن الدعاة من غير ذوي البصيرة بمنهج القرآن يجنون جناية كبيرة على الناس حين يطالبونهم بأمور لا تتوافق مع القواعد التي تقوم عليها حياتهم، وهي قواعد فاسدة.
لذلك فينبغي أن يدرك الدعاة الفطنون هذه الحقيقة، ويخاطبوا في الناس النداء الفطري في الاستجابة لمصدر واحد للعبودية، وهو الله تعالى، وعلى الدعاة أن يزيحوا الحاجز الوهمي المرعب من مخاطبة الناس في كليات العقيدة، حتى تدهور الحال وصار بعض الدعاة يرى أن خطاب الناس في هذه الأمور يفرقهم!
طبعا القضية طالما بدات من العقيدة فإنها تعم، أو قل هي تبدا من منهج التفكير نفسه فتعم العقيدة وغيرها، وهذا ما جرى في العقيدة والعلوم الشرعية.
في العقيدة جرى ما تعرف ويعرف إخواننا من حركة الترجمة للفلسفة اليونانية فكانت الفرق وعلى رأسهم المعتزلة، فكانت الفتن المعروفة ومنها قضية خلق القرآن، والتي يحير منها الإنسان ومن الحجم الذي شغلته من الفكر الإسلامي، حتى يقف على أصولها التاريخية فيعلم ما وراء ذلك.
وفي العلوم الشرعية جرى ما تعرف، حتى صار الفقه - مثلا - هو ترجيحات أصحاب الحواشي والتقريرات، والتي بعدت بروحها عن الإمام السني الأول صاحب المذهب.
وصار الحنفي هو من لا يرجح خارج ابن عابدين .. وصار الشافعي من لا يخرج عن الهيتمي والرملي، والمالكية عبدوا مختصر خليل حتى إذا ضلّ خليل ضلوا، وقع من جنس ذلك في الحنابلة على قلة فيه نسبة لغيرهم. وصارالتمذهب علما على هذا المنهج، رغم شمولية المصطلح لأفراد كثيرة تحته من الاشتراك المعنوي أو اللفظي.
ولا أظنك يخفى عليك الحال عموما، فنوفر الجهد والوقت.
ـ[صهيب عبدالجبار]ــــــــ[05 - 11 - 09, 09:10 ص]ـ
لا شك كلامك صحيح، ولكن أبشر، فهو وجه واحد من وجهي الصحة؛ فحينما تتسع قاعدة الإشكال لتتحول إلى (كلية) فإنها: تصعب من وجه: وهو اتساع فروع المشكلة
وتسهل من وجه: وهو أن الكلية تصير شيئا واحدا ومشكلة واحدة، والنفس البشرية إلى الانتقال من كلية هم يرونها فاسدة هي أكثر قناعة وتقبلا من أن تقوم بالتعديل في أمور لا تتوافق مع قواعدها. .
هذه الجملة لم أفهمها , أرجو أن تشرحها لي بمثال عملي.
[/ QUOTE] ومن هنا فإن الدعاة من غير ذوي البصيرة بمنهج القرآن يجنون جناية كبيرة على الناس حين يطالبونهم بأمور لا تتوافق مع القواعد التي تقوم عليها حياتهم، وهي قواعد فاسدة. . [/ QUOTE]
ما هي الأمور التي لا تتوافق مع قواعد الناس التي تقوم عليها حياتهم؟ أرجوك إشرح أكثر بأمثلة.
. [/ QUOTE] على الدعاة أن يزيحوا الحاجز الوهمي المرعب من مخاطبة الناس في كليات العقيدة، حتى تدهور الحال وصار بعض الدعاة يرى أن خطاب الناس في هذه الأمور يفرقهم!. [/ QUOTE]
¥