عليه وسلم- إلى ربه يسأله التخفيف ,إذاً النبي- صلى الله عليه وسلم- كان مستنده في الرجوع إلى ربه تجربة موسى - عليه السلام- مع بني إسرائيل.< o:p>
وَكَذَلِك فِي مَسْأَلَة الرَّّضَاع: رضاع الطفل من المرأة وهي حامل، الرسول- صلى الله عليه وسلم- نهى عن الغيال، وهي أن ترضع المرأة ابنها وهي حامل ثم قال- صلى الله عليه وسلم-: " لَا عَلَيْكُم أَن تَفْعَلُوَا فَإِنِّي نَظَرْت إِلَى فَارِس وَالْرُّوْم فَوَجَدْتَهُم يَفْعَلُوْن ذَلِك وَلَا يَضُرُّهُم"إذًا الرسول- صلى الله عليه وسلم- بعدما نهى عن الغيال، رجع وأباح ذلك للأمة مرة أخرى لما نظر إلى تجربة فارس والروم ووجد أن ذلك لا يضر.< o:p>
مُسْتَنْدْنا فِي هَذِه الْحَلَقَات وَمَا بَعْدَهَا, الْنَّص وَالتَّجْرِبَة.إذًا مستندنا في هذه الحلقات وما بعدها من أجل إصلاح البيوت، للجيل الذي ننشده للجيل الذي يبحث عن التمكين لجيل العزة، مستندنا فيه النص والتجربة، سواء كانت التجربة قديمة أو كانت تجربة حديثة. وأدلف إلى هذا الموضوع الكبير بحديث جميل جليل رواه الإمامان البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث بن عباس- رضي الله عنهما- عن عمر بن الخطاب- رضي الله عنه-، وقد رواه عن بن عباس خمسة ممن وقفت على رواياتهم، وقد يكون هناك أكثر من هؤلاء الخمسة، فإني لم أتعمد جمع طرق الحديث كلها.< o:p>
رواه عن بن عباس، عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور، وعبيد بن حنين وروايتهما عن بن عباس في الصحيحين.< o:p>
ورواه أيضاً سِماك بن الوليد الحنفي وروايته عند مسلم.< o:p>
ورواه أيضاً سعيد بن جُبير عن بن عباس وروايته عند أبي داود وعند الإمام النسائي في عمل اليوم والليلة.< o:p>
ورواه أيضاً خامسًا علي بن الحسين بن على بن أبي طالب وروايته عند الإمام النسائي في كتاب التفسير، وهو جزء من السنن الكبرى، ورواية على بن الحسين مختصرة جداً.< o:p>
وفي كل رواية ما ليس في الأخرى، ومن عادتي أنني إذا سقت حديث كهذا أجمع روايات الجميع، وأدمجها بعضها في بعض ولا ألتزم لفظاً واحدٍ من هؤلاء الرواة.< o:p>
أما الإمام البخاري:- رحمه الله- روى هذا الحديث مطولاً ومختصرًا في عشرة أماكن من صحيحه ضمها كتاب العلم، والمظالم، والتفسير، والنكاح وأخبار الآحاد. أما الإمام مسلم: فإنه ساق الروايات جميعاً على عادته- رحمه الله- في كتاب الطلاق ويمكن هذا الفرق هو الذي يميز صحيح مسلم على صحيح البخاري بعد اتفاق العلماء على أن صحيح البخاري أجل من صحيح مسلم، وأكثر فائدة، لكن يتميز مسلم على البخاري رحمه الله أنه لا يقطع الحديث بل يورد سياق الحديث أجمع، ويجمع روايات الحديث أجمع في مكان واحد بحيث تستمتع أنت بالسياق كله.< o:p>
مِن أَرَاد أَن يَسْتَمْتِع فِي الْقِرَاءَة بِسِيَاق الْحَدِيْث فَعَلَيْه بِصَحِيْح مُسْلِم، وَمَن أَرَاد أَن يَسْتَمْتِع بِفِقْه الْحَدِيْث وَالْغَوْص عَلَى الْمَعَانِي فَعَلَيْه بِصَحِيْح الْبُخَارِي أَي هَذَا الْكِتَاب لَه مِيَّزَة.< o:p>
قال بن عباس- رضي الله عنهما-: لا زلت حريصاً على أن أسأل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- عن المرأتين من أزواج النبي- صلى الله عليه وسلم- اللتين قال الله فيهما:? إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ? (التحريم:4)، حَتَّى حَج وَحَجَجْت مَعَه، وَعَدَل وَعَدَلْت مَعَه _ أَي عَدْل عَن الْطَّرِيْق أَن عُمَر قَضَى حَاجَتَه ثُم رَجَع _ قَال: فَصَبَبْت عَلَيْه وُضُوْءَه وَقُلْت لَه: يَا أَمِيْر الْمُؤْمِنِيْن مِن الْمَرْأَتَان مِن أَزْوَاج الْنَّبِي- صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- الْلَّتَان قَال الْلَّه فِيْهِمَا ? إِن تَتُوْبَا إِلَى الْلَّه فَقَد صَغَت قُلُوْبُكُمَا ?؟ قَال: وَاعَجَبا لَك يَا بْن الْعَبَّاس إِنَّهُمَا عَائِشَة وَحَفْصَة، ثُم اسْتَقْبَل عُمَر الْحَدِيْث يَسُوْقُه ,قَال: كُنْت أَتَنَاوَب الْنُّزُوْل إِلَى الْنَّبِي- صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- أَنَا وَجَار لِي مِن الْأَنْصَار فِي بَنِي أُمَيَّة بْن زَيْد وَهُم فِي عَوَالِي الْمَدِيْنَة وَكُنَّا نَتَنَاوَب الْنُّزُوْل إِلَى الْنَّبِي-صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم-
¥