تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لقد حتمت علي ظروف دراستي العليا في جامعة السوربون، ومتابعتي لتراث ابن فارس، أن أقرأ كتبه جميعاً، كتاباً كتاباً، كلمة بكلمة، فوجدت نفسي أمام طود شامخ من أعمدة التراث الإسلامي، منهجاً ونتائج، يزينهما إيمان وورع وتقى. فتتبعت أصول كتبه في كتبات العالم المختلفة التي تعنى بالتراث الإسلامي ومخطوطاته، فلم أقع له على أي أثر متبق في ميدان الدراسات القرآنية.

هنا، وجدت نفسي أمام مسؤولية تاريخية، هي أن أتلمس ملامح ذلك التفسير فيما تبقى بين أيدينا من تراثن، فكانت فكرة هذا التفسير، عمدت إلى كتبه أستخرج منها الآيات القرآنية الكريمة، وأردفها بما قاله فيها من تفسير أو تأويل، أو


(19) معجم الأدباء 4 | 84، طبقات المفسرين 4.
(20) هدية الارفين 1 | 68.
(21) الصاحبي 242، فس سياق حديثه عن البيان القرآني.
(22) نزهة الألباء 220، طبقات المفسرين 4.

(273)
بيان. ثم نظمت تلك الآيات، لا بحسب طريقة استشهاده بها، وجراسته لها، وإنما بحسب ورودها في القرآن الكريم، فكنت أذكر الآية مسبوقة بعلامة (*) ثم أتبعها برقم السورة فرقم الآية بين قوسين ()، فإذا ما تم لي نقل قول ابن فارس أو تعقيبه عليها، وضعف بإزاء ذلك رقماً، ثم أحلت في الحاشية إلى مصدر القول او التعقيب. ووضعت قبل ذلك كله ما يتصل بالقرن العزيز من حيث وجهة الدراسة النظرية.
فأما الرموز المستعملة في الحاشية فهي:
مق = مقاييس اللغة ـ تحقيق عبد السلام هارون ـ 6 أجزاء.
مج = مجمل اللغة ـ تحقيق هادي حسن حمودي ـ 5 أجزاء.
صا = الصاحبي ـ تحقيق مصطفى الشويمي ـ جزء واحد.
مت = متخير الألفاظ ـ تحقيق هلال ناجي ـ جزء واحد.
ثم ذكرت في الحواشي ما من شأنه زيادة إيضاح ما في المتن، أو تقريبه إلى القارئ الحديث، من قبيل ترجمة الأعلام، وتخريج الأشعار، مع ملاحظة أننا بعدنا جهد الإمكان عن ذكر الشوهد الشعرية استجابة لمتطلبات منهج ابن فارس في ذلك، حيث أنه صرح بتحرجه في الجمع بين القرآن والشعر في كتاب واحد، غير أنه اعتذر عن الجمع بينهما أنه سار على نهج من كان قبله من العلماء، ثم دعا الله تعالى أن يغفر له ولهم.
وبذلك يكون هذا العمل قد استقام لنا طريقاً من شأنه أن يوصلنا، يوماً ما، بتكاتف الجهود وتضامها، إلى الكشف الدقيق عن منهج هذا العالم الجليل في تفسيره للقرآن العظيم (23).
وإني إذ أنهي هذا الجهد، على هذه الصورة التي يراها القارئ الفاضل أسأله سبحانه وتعالى، أن يتقبله بأحسن قبوله، فما قصدت إلا وجهه الكريم، له المنة والفضل والنعم السابغات.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير