وهي لما علمت أنهمُ= أودعوا في بطن وغد لم يلن
بكت الأطفالَ بالدمع الجلي = ثم أبكت سامعيها بالشجن
إنهاالأم الرؤوم الوالهة =من إذا غبنا تناهت في الحزن
وإذا جعنا غذتنا دمها= أو عرينا ألبستنا كل فن
وإذا ما طال ليلٌ ساهرٌ= سهرت عينا حنون بالمحن
وإذا الأوصاب صابت جسمنا =سهرت أعضاؤها تشكو الحزَن
ليت شعري هل لأم ولد= يرجع الحق ويعطيها الثمن
ـ[عبدالهادي]ــــــــ[26 - 05 - 2006, 10:11 م]ـ
بمناسبة اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية 1426هـ
شعر المبتدي في الشعر
عبدالهادي الشدوي
حب تمكّن في فؤادي للوطن=ومزجته بدمي وفي القلب احتقنْ
وطني الذي قد عشت فوق ثرائه=تفداه روحي بلْ ويفداه البدنْ
وطنٌ سما نحو العلا برجاله=فيه الرّجولة والكرامة لم تهُنْ
لو تسألوني أين قلبي هائم=أو من تكن من صرت فيها مفتتنْ؟
مالي جوابا غير ما أبدىء لكم=فلدى الجزيرة قلبي اضحى مرتهنْ
نور الرسالة شع من أرضي محى=أصل التقرب والعبادة للوثنْ
في مكة الغراء كعبتنا التي=هي قبلة الإسلام دوما تحتضنْ
ولطيبةٍ تهفوا النفوس جميعها=فيها رسول الله أفضل من سكنْ
فيها رياض المجد منها قد بدأ=عبدالعزيز يسير واجتاز المحنْ
ومضى يسير ململماً أطرافها=وتوحدت كل البقاع من الوطنْ
وتوارث الأبناء ملكاً بعده=فلمن أوضح ما جرى فيها لمنْ؟!!
عمَروا المساجد والمدارس وانشأوا=طرقاً معبدةً بها من كل فن
والأمن فيها ساد كل مدينةٍ=والخير جاوز حدها نحو اليمنْ
واليوم ذكرى يوم وحدتها الذي=لم ينسه التاريخ أو يمكن يهُنْ
وطني الحبيب حماك ربي إنني=أهواك عشقاً كل من فيك اطمأنّ
وطني سأبقى مخلصاً لك دائماً=ومدافعا عنك العدو مدى الزّمنْ
لو قيل نَشْري منك أرضك يافتى=سأقول أرضي لا يساويه الثّمنْ
تبّا لمن قد سبّه أو باعه=والله لا بيعٌ أبيع ولا يكنْ
فالحرّ لو قد أبعدته ظروفه=يبقى حزيناً دائماً مضنىً يحنّ
انظر شدانا لم يزل بقلوبنا=يبقى كمثل الريح في الشّاهِسْفرَنْ [1]
وطني حماك الله من بدع الهوى=وحماك من ظلمٍ ومن شرّ الفتنْ
شدانا / المقصود به جبل شدا الأسفل الذي فارقناه منذ زمن
الشاهسفرن / كلمة فارسية ومعناها الريحان وهو شجر طيب الرائحة
ـ[أبو طارق]ــــــــ[26 - 05 - 2006, 10:37 م]ـ
الأستاذ الكريم أبا طارق:
ما فتئتَ تقطع الصفحة جيئة وذهابا!
لعل معك شيئا تخفيه!:)
قلها ولا تخف.:)
.
لو لم أرَ الأستاذ الغائب الحاضر شاعر في نقده لشاركت:)
دمتم بخير
ـ[يوسف أ]ــــــــ[26 - 05 - 2006, 11:39 م]ـ
فارس عودة أمام فوهة الإرهاب
تصورالقصيدة الفتى الفلسطيني فارس عودة الذي قاوم الدبابة الإسرائيلية بالحجارة وعمره 9 سنوات، ثم استشهد رحمه الله بعد ذلك. وقد ظهرت صورته كثيرا على وسائل الإعلام.
شعر: يوسف أحمد
من كف طفل تشرق الأحقاب=ولكف طفل تسجد الأنصاب
وله تذل الشمس في أفلاكها=وتخور عند صراخه أعصاب
وتموج في قلب الليالي رجفة=ويثور في كبد الصباح عتاب
وبه تمور الأرض في أحشائها=غضب وفي أحداقها إعجاب
كم أذهل الموت الزؤام بوثبة=وترنحت ولهى به الأسباب
كم أغرق الدنيا بوابل عزمه=حنقا وماج بمقلتيه عذاب
طفل يهيم العزم في عزماته=وتذوب في محرابه الألقاب
قد طلق الدنيا وأقدم غاضبا=فتعلقت بشراعه الأهداب
لبى نداء القدس حرا مقبلا=وعليه من حلل الجنان ثياب
حمل الحجارة مدفعا فتدافعت=في راحتيه كأنهن شهاب
طفل بعمر الزهر لا عزماته=تخبو ولا قسماته ترتاب
طفل بعمر الورد تسكن جسمه=روحان .. شيخ ثائر وشباب
لا يتقن التنديد والشجب الذي=مهرت به الخطباء والأعراب
لكنه للقدس أسرج خيله=ما شده عطر ولا أنخاب
ما راعه عدد الغزاة وبطشهم=كلا ولا دبابة وحراب
ومدرعات الغاصبين تصاغرت=وخبا الهدير المر والأنياب
وقفت كأن الطفل أوقف نبضها=حيرى يُغَشّي وجهَها استغراب
وَجَمَتْ كأن الموت في حدقاتها=حيّ وفي أورادها ينساب
ذهلت فما تدري أذلك فارس=يهوي عليها أم هناك عقاب
صمتت فما تعوي قنابل حقدها=هلعا وما تتدافع الأقتاب
وتقهقرت وجعا وأجلب جندها=جزعا وضاقت بالجنود شعاب
ما خطبها؟ رجعت وفي أوصالها=وهن وفي أحشائها النشّاب
ما خطبها؟ راحت تغير جلدها=تَسْتَفّ من دم مجدها الأعقاب
كم ذللت سبلا وأرهب صوتها=عربا وقال بظلها الأغراب
كم مزّقت ذمما وراح أوارها=يغزو النفوس فما اطمأن جواب
من ذلك العملاق أشعل حزنها=وطوى كتابا فاستجد كتاب
من ذلك العملاق في أحلامنا=ينمو وفي أكبادنا ينساب
من ذلك العملاق؟ أسفر فجرنا=من فيض عزته وطاب شراب
يا فارس الفرسان في ساح الفدى=قوّضتَ عرش الظالمين فخابوا
وأنرت للأجيال درب مسيرة=لا يعتريها الضعف والإضراب
وأثرت في الأجيال أسئلة العلا=دمك الوقود بها وأنت جواب
وأعدت للأقصى أشاوس أمة=شبوا على حب الجهاد وشابوا
قد مزقوا حُجْب الظلام فأشرقت=من بين شدتها الضروس قباب
وتضاحكت كل المنابر حرة=واستعذب الموت الضروس شباب
وتوافدوا يحمون بيضة قدسهم=بصدورهم فاستسلمت أبواب
وتواردوا يروون عسجد تبرها=بدمائهم فقد استغاث تراب
وتنسموا مسك الشهادة عاطرا=فتسنموا قمم الجبال وجابوا
يا فارس الفرسان أنت ضميرنا=ومصيرنا والفخر والإعجاب
يا فارس الفرسان لا أسعفتنا=إن فلّ حد ّسيوفنا إرهاب
أو ذلت الأعناق لا حملت بنا=أمّ ولا جادت بنا أصلاب
¥