ـ[المكي]ــــــــ[24 - 01 - 2006, 12:21 ص]ـ
إذا ما بَكَى مِن خَلْفِها انْصَرفَتْ لَهُ = بِشَقٍّ وتَحْتي شِّقُها لم يُحَوَّلِ
ويَوْماً عَلَى ظَهْرِ الكَثِيبِ تَعَذَّرَتْ = عَلَيَّ وآلَتْ حَلْفَةً لم تَحَلَّلِ
ـ[المكي]ــــــــ[24 - 01 - 2006, 12:23 ص]ـ
الشرح:
الكثيب: رمل كثير، والجمع أكثبه وكثب وكثبان، التعذر: التشدد والالتواء، والإيلاء والائتلاء والتألي: الحلف، يقال: آلى وتألى إذا حلف، واسم اليمين الالية والالوة معا، والحلف المصدر، والحلف بكسر اللام، الاسم، الحلفه: المرة. التحلل في اليمين: الاستثناء. نصب حلفه لأنها حلت محل الإيلاء كأنه قال: وآلت إبلاء، والفعل يعمل فيما وافق مصدره في المعنى كعمله في مصدره نحو قولهم: إني لأشنؤه بغضا وإني لأبغضه كراهية. يقول: وقد تشددت العشيقة والتوت وساءت عشرتها يوما على ظهر الكثيب المعروف وحلفت حلفا لم تستثن فيه أنها تصارمني وتهاجرني، هذا ويحتمل أن يكون صفة حال اتفقت له مع عنيزة، ويحتمل أنها مع المرضع التي وصفها
ـ[المكي]ــــــــ[24 - 01 - 2006, 12:24 ص]ـ
أفاطِمَ مَهْلا بَعْضَ هذا لتَّدَلُّلِ -- وإنْ كُنْتِ قد أجْمَعْتِ صَرْمِي فأَجْمِلِي
وإنْ تَكُ قد ساءتْكِ مِنِّي خلِيقَةٌ -- فسُلِّي ثِيابِي مِن ثِيابِكِ تَنْسُلِ
ـ[المكي]ــــــــ[24 - 01 - 2006, 12:25 ص]ـ
الشرح:
مهلا:أي رفقا، الإدلال والتدليل: أن يثق الإنسان بحب غيره إياه فيؤذيه على حسب ثقته به، والاسم الدل والدال والدلال، أزمعت الأمر وأزمعت عليه: وطنت نفسي عليه يقول: يافاطمة دعي بعض دلالك وإن كنت وطنت نفسك على فراقي فأجملي الهجران. نصب بعض لأن مهلا ينوب مناب دع، الصرم: المصدر، يقال: صرمت الرجل أصرمه صرما إذا قطعت كلامه، والصرم هو الاسم، فاطمه: اسم المرضع واسم عنيزة، عنيزة لقب لها فيما قيل
ـ[المكي]ــــــــ[24 - 01 - 2006, 12:26 ص]ـ
أغَرَّكِ مِنِّي أنَّ حُبَّكِ قاتلي -- وأنَّكِ مَهْمَا تَأْمُرِي القلْبَ يفْعَلِ
وما ذَرَفَتْ عَيْناكِ إلاَّ لِتَضْرِبي -- بِسَهْمَيْكِ في أعْشارِ قَلْبٍ مُقَتَّلِ
ـ[المكي]ــــــــ[24 - 01 - 2006, 12:29 ص]ـ
الشرح:
يقول: قد غرك مني كون حبك قاتلي وكون قلبي منقادا لك بحيث مهما أمرته بشيء فعله. وألف الاستفهام دخلت على هذا القول للتقرير لا للاستفهام والاستخبار، ومنه قول جرير: ألستم خير من ركب المطايا وأندى العالمين بطون راح يريد أنهم خير هؤلاء، وقيل: بل معناه قد غرك مني أنك علمت أن حبك مذللي، والقتل التذليل، وأنك تملكين قؤادك فمهما أمرت بقلبك بشيء أسرع إلى مرادك فتحسبين أني أملك عنان قلبي كما ملكت عنان قلبك حتى سهل علي فراقك كما سهل عليك فراقي، ومن الناس من حمله على مقتضى الظاهر وقال: عنى البيت: أتوهمت وحسبت أن حبك يقتلني أو أنك مهما أمرت قلبي بشيء فعله؟ قال: يريد أن الأمر ليس على ما خيل إليك فإني مالك زمام قلبي، والوجه الأمثل هو الوجه الأول وهذا القول أرذل الأقوال لأن مثل هذا الكلام لا يستحسن في النسيب 20
من الناس من جعل الثياب في هذا البيت بمعنى القلب، كما حملت الثياب على القلب في قول عنتره: فشككت بالرمح الأصم ثيابه ليس الكريم على القنا بمحرم وقد حملت الثياب في قوله تعالى:"وثيابك فطهر" على أن المراد به القلب، فالمعنى على هذا القول: إن ساءك خلق من أخلاقي وكرهت خصلة من خصالي فردي علي قلبي أفارقك، والمعنى على هذا القول: استخرجي قلبي من قلبك يفارقه، النسول: سقوط الريش والوبر والصوف والشعر، يقال: نسل ريش الطائر ينسل نسولا، واسم ما سقط النسيل والنسال، ومنهم من رواه تنسلي وجعل الانسلاء بمعنى التسلي، والرواية الأولى أولاهما بالصواب، ومن الناس من حمل الثياب في البيت على الثياب الملبوسة وقال: كنى بتباين الثياب وتباعدها عن تباعدهما، وقال: إن ساءك شيء من أخلاقي فاستخرجي ثيابي من ثيابك أي ففارقيني وصارميني كما تحبين، فإني لا اؤثر إلا ما آثرت ولا اختار إلا ما اخترت، لانقيادي لك وميلي إليك، فإذا آثرت فراقي آثرته وإن كان سبب هلاكي
ذرف الدمع يذرف ذريفا وذرفانا وتذرافا إذا سال، ثم يقال ذرفت كما يقال دمعت عينه، وللأئمة في البيت قولان، قال الأكثرون: استعار للحظ عينيها ودمعهما اسم السهم لتأثيرهما في القلوب وجرحهما إياها كما ان السهام تجرح الأجسام وتؤثر فيها، الأعشار من قولهم: برمة أعشار إذا كانت قطعا، ولا واحد لها من لفظها، المقتل: المذلل غاية التذليل، والقتل في الكلام التذليل، ومنه قولهم: قتلت الشراب إذ فللت غرب سورته بالمزاج، ومنه قول الأخطل: فقلت اقتلوها عنكم بمزاجها وحب بها مقتولة حين تقتل وقال حسان: إن التي ناولتني فرددتها قتلت قتلت فهاتها لم تقتل ومنه: قتلت أرض جاهلها وقتل ارضا عالمها، ومنه قوله تعالى: "وما قتلوه يقينا" عند أكثر الأئمة: أي ما ذللوا قولهم بالعلم اليقين. وتلخيص المعنى على هذا القول: وما دمعت عيناك وما بكيت إلا لتصيدي قلبي بسهمي دمع عينيك وتجرحي قطع قلبي الذي ذللته بعشقك غاية التذليل، أي نكايتها في قلبي نكاية السهم في المرمى، وقال آخرون: أراد بالسهمين المعلى والرقيب من سهام الميسر والجزور يقسم بهذين القدحين فقد فاز بجميع الاجزاء وظفر بالجزور، وتلخيص المعنى على هذا القول: وما بكيت إلا لتملكي قلبي كله وتفوزي بجميع أعشاره وتذهبي به، والأعشار على هذا القول جمع عشر لأن اجزاء الجزور عشرة، والله أعلم
¥