ـ[المكي]ــــــــ[24 - 01 - 2006, 12:41 ص]ـ
فَلَمَّا أجَزْنا سَاحَةَ الحَيِّ وانْتَحَى --بِنا بَطْنُ خَبْتٍ ذِي حِقافٍ عَقَنْقَلِ
هَصَرْتُ بِفَوْدَىْ رَأْسِها فَتَمايَلَتْ -- عَليَّ هَضِيمَ الكَشْحِ رَيَّا المُخَلْخَلِ
ـ[المكي]ــــــــ[24 - 01 - 2006, 12:42 ص]ـ
الشرح:
يقال: أجزت المكان وجزته إذا قطعته إجازة وجوازا، الساحة تجمع على الساحات والسوح مثل قارة وقارات وقار وقور، والقارة: الجبيل الصغير، الحي: القبيلة، والجمع الأحياء، وقد تسمى الحلة حيا، الانتحاء والتنحي والنحو: الاعتماد على الشئ، ذكره ابن الأعرابي. للبطن: مكان مطمئن، الحقف: رمل مشرف معوج، والجمع أحقاف وحقاف ويروى: ذي قفاف، وهي جمع قف، وهو ما غلظ وارتفع من الأرض ولم يبلغ أن يكون جبلا، العقنقل: الرمل المنعقد المتلبد. وأصله من العقل وهو الشد. وزعم أبو عبيدة وأكثر الكوفيين إن الواو في وانتحى - مقحمة زائدة. وهو عندهم جواب لما، وكذلك قولهم في الواو في قوله تعالي: "وناديناه أن يا ابراهيم" والواو لا تقحم زائدة في جواب لما عند البصريين، والجواب يكون محذوفا في مثل هذا الموضع تقديره في البيت: فلما كان كذا وكذا تنعمت وتمتعت بها، أو الجواب قوله هصرت، وفي الآية فازا وظفرا بما أحبا، وحذف جواب لما كثير في التنزيل وكلام العرب. ويقول: فلما جاوزنا ساحة الحلة وخرجنا من بين البيوت وصرنا إلى أرض مطمئنة بين حقاف، يريد مكانا مطمئنا أحاطت به حقاف أو قفاف منعقدة، والعقنقل من صفة الخبت لذلك لم يؤنثه، ومنهم من جعله من صفة الحقاف وأحلة محل الأسماء معطله من علامة التأنيث لذلك. وقوله: وانتحى بنا بطن خبت، أسند الفعل إلى بطن خبت، والفعل عند التحقيق لهما لكنه ضرب من الاتساع في الكلام، والمعنى صرنا إلى مثل هذا المكان، وتلخيص المعنى: فلما خرجنا من مجمع بيوت القبيلة وصرنا إلى مثل هذا الموضع طاب حالنا وراق عيشنا 29
الهصر: الجذب، والفعل هصر يهصر، الفودان. جانبا الرأس، تمايلت أي مالت. ويروى، بغصني دومة، والدوم. شجر المقال، واحدتها دومة، شبهها بشجرة الدوم وشبه ذؤابتيها بغصنين وجعل ما نال منها كالثمر الذي بجتنى من الشجر، ويروى: إذا قلت هاتي ناولينتي تمايلت، والنول والإنالة والتنويل: الاعطاء، ومنه قيل للعطية نوال، هضيم الكشح لأنه يدق بذلك الموضع من جسده فكأنه هضيم عند قرار الردف والجنبين والوركين، ريا: تأنيث الريان، المخلخل: موضع الخلخال من الساق، والمسور: موضع السوار من الذراع، والمقلد: موضع القلادة من العنق، والمقرط: موضع القرط من الأذن. عبر عن كثرة لحم الساقين وامتلائهما بالري. هصرت: جواب لما من البيت السابق عند البصريين، وأما الرواية الثالثة وهي إذا قلت فإن الجواب مضمر محذوف على تلك الرواية على ما مر ذكره في البيت الذى قبله يقول: لما خرجنا من الحلة وأمنا الرقباء جذبت ذؤابتيها إلى فطاوعتني فيما رما منها ومالت علي مسعفة بطلبتي في حال ضمور كشحيها وامتلاه ساقيها باللحم، والتفسير على الرواية الثالثة: إذا طلبت منها ما أحببت وقلت أعطيني سؤلي كان ما ذكرنا، ونصب هضيم الكشح على الحال ولم يقل هضيمة الكشح لأن فعيلا إذا كان بمعنى مفعول لم تلحقه علامة التأنيث للفصل بين فعيل إذا كان بمعنى الفاعل وبين فعيل إذا كان بمعنى المفعول، ومنه قوله تعالى: "إن رحمة الله قريب من المحسنين
ـ[المكي]ــــــــ[24 - 01 - 2006, 02:22 م]ـ
وبَيْضَةِ خِدْرٍ لا يُرامُ خِباؤُها -- تَمَتَّعْتُ مِن لَهْوٍ بِها غيرَ مُعْجَلِ
تَجاوَزْتُ أحْراساً إليْها ومَعْشَراً -- عَلَّي حِراصاً لو يُسَرُّونَ مَقْتَلِي
ـ[المكي]ــــــــ[24 - 01 - 2006, 02:24 م]ـ
الشرح:
أي ورب بيضة خدر، يعني ورب امرأة لزمت خدرها، ثم شبهها بالبيض، والنساء بشبهن بالبيض من ثلاثة أوجه: أحدهما بالصحة والسلامة عن الطمث، ومنه قول الفرزدق: خرجن إلي لم يطمئن قبلي وهن أصح من بيض النعام ويروى: دفعن إلي، ويروى: برزن إلي. والثاني في الصيانة والستر لأن الطائر يصون بيضه ويحضنه. والثالث في صفاء اللون ونقائه لأن البيض يكون صافي اللون نقية إذا كان تحت الطائر. وربما شبهت النساء ببيض النعام، وأريد أنهن بيض تشوب ألوانهن صفرة يسيرة وكذلك لون بيض النعام، ومنه قول ذي الرمة: كأنها فضة قد مسها الذهب، الروم: الطلب، والفعل منه يروم، الخباء: البيت إذا كان من قطن أو وبر أو صوف أو شعر، والجمع الأخبية، التمتع: الانتفاع وغيره، يروى بالنصب والجر، فالجر على صفة لهو والنصب على الحال من التاء في تمتعت يقول: ورب امرأة - كالبيض في سلامتها من الافتضاض أو في الصون والستر أو في صفاء اللون ونقائه أو بياضها المشوب بصفرة يسيرة - ملازمة خدرها غير خراجه ولاجة انتفعت باللهو فيها على تمكث وتلبث لم اعجل عنها ولم أشغل عنها بغيرها
الاحراس: يجوز أن يكون جمع حارس بمنزلة صاحب وأصحاب وناصر وأنصار وشاهد واشهاد، ويجوز أن يكون جمع حارس بمنزلة خادم وخدم وغائب وغيب وطالب وطلب وعابد وعبد، المعشر: القوم، والجمع المعاشر، الحراص: جمع حريص، مثل ظراف وكرام ولئام في جمع ظريف وكريم ولئيم، الإسرار:الإظهار والاضمار جميعا. وهو من الأضداد، ويروى: لو يشرون مقتلي، بالشين المعجمة، وهو الاظهار لاغير يقول: تجاوزت في ذهابي اليها وزيارتي إياها أهو الا كثيرة وقوما يحرسونها وقوما حراصا على قتلي لو قدروا عليه في خفية لأنهم لا يجترثون على قتلي جهارا، أو حراصا على قتلي او امكنهم قتلي ظاهرا لينزجر ويرتدع غيري عن مثل صنيعي، وحمله على الاول أولى لأنه كان ملكا والملوك لا يقدر على قتلهم علانية
¥