[قصة قصيدة " لامية الأحوص"]
ـ[محمد سعد]ــــــــ[23 - 03 - 2007, 10:33 م]ـ
قصة قصيدة (لامية الأحوص)
قال الأحوص لاميته الطويلة المشهورة التي حفظها حتى الخلفاء ومطلعها:
يا بيت عاتكة الذي أتعزل=حذر العدى وبه الفؤاد موكلُ
وتجنبي بيت الحبيب أوده=أرضي البغيض به حديث معضلُ
ولئن صددت لأنت لولا رقبتي=أهوى من اللائي أزور وأدخلُ
أودى الشباب وأخلفت لذاته=وأنا الحزين على الشباب المعولُ
ووعدتني في حاجتي وصدقتني=ووفيت إذ كذبوا الحديث وبدلوا
واراك تفعل ما تقول وبعضهم=مذق اللسان يقول مالا يفعلُولهذه القصيدة وهذا البيت الأخير قصة روتها كتب التراث فلقد جاء الخليفة يزور المدينة في طريقه للحج فاختير له شاب من مثقفي أهل المدينة ليوقفه على الآثار ويحدثه بالأخبار فأعجب الخليفة بالشاب ثقافة وأدبا واطلاعا فأمر له بصلة ولكن وزيره لم يعطه ما أمر به,,, وعندما خرج مع الخليفة في إحدى جولاته وقف به الفتى أمام دار من دور المدينة وقال له يا أمير المؤمنين هذا بيت عاتكة الذي قال فيه الأحوص (يا بيت عاتكة الذي أتعزل) وعجب الخليفة فلم يكن الشاب يتكلم إلا أن سئل وقرأ القصيدة في سره حتى وقف على البيت:
واراك تفعل ما تقول وبعضهم=مذق اللسان يقول مالا يفعلُ
فمال على وزيره وسأله إن كان قد أعطى المديني صلته فاعتذر الوزير ببعض مشاغل شغلته فقال له عجِّل له بالصلة.
ـ[الأسد]ــــــــ[24 - 03 - 2007, 01:44 ص]ـ
شكر أخي محمد على ماقدمت , وتقبل تحيتي
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[24 - 03 - 2007, 09:52 ص]ـ
دائماً مبدع في مواضيعك أخي محمد
بارك الله فيك
ـ[محمد سعد]ــــــــ[25 - 03 - 2007, 01:59 م]ـ
قصة رائية عمر بن أبي ربيعة والتي كانت جديدة في بنائها وأسلوبها القصصي العجيب:
أمن دار نعم أنت غاد فمبكر
غداة غد أم رائح فمهجر
تهيم إلى نعم فلا الشمل جامع
ولا الحبل موصول ولا القلب مقصر
أشارت بمدراها وقالت لأختها
أهذا المغيري الذي كان يذكر
أهذا الذي أطريت نعتا فلم أكن
وعيشك، أنساه إلى يوم أقبر
فقالت نعم لاشك غير لونه
سرى الليل يحيى نصه والتهجر
وبت أناجي النفس أين خباؤها
وكيف لما آتي من الأمر مصدر
فدل عليها القلب ريا عرفتها
لها وهوى النفس الذي كان يظهر
فحييت إذ فاجأتها فتولهت
وكادت بمخفوض التحية تجهر
فقالت وعضت بالبنان فضحتني
وأنت امرؤ ميسور أمرك أعسر
فوالله ما أدري أتعجيل حاجة
سرت بك أم قد نام من كنت تحذر
فقلت لها: بل قادني الشوق والهوى
إليك وما عين من الناس تنظر
والقصيدة طويلة 63 بيتاً وهي من روائع تراثنا ولها هي أيضا قصة في تراثنا العظيم فلقد كان ابن عباس يتحدث على عادته في الحرم المكي وحوله الناس عندما جاء ابن أبي ربيعة فسأله ابن عباس هل من جديد قال نعم وألقى القصيدة الرائية بكاملها فغضب بدوي من الجالسين وقال يا بن عباس نحن نقطع إليك أكباد الإبل لنسمع منك أحاديث رسول الله ثم يأتيك فتى من مترفي قريش يقول لك:
رأت رجلا أما إذ الشمس عارضت فيخزي وأما بالعشي فيخسر
فقال ابن عباس ما هكذا قال,, قال أو تحفظ ما قال أيضا قال نعم وان شئت أسمعتك القصيدة بكاملها قال: نعم فأعاد بن عباس إلقاء القصيدة بكاملها,, وقد كان رضي الله عنه سريع الحفظ.