[احذروا تيارات الأدب العنيفة!]
ـ[الأسد]ــــــــ[13 - 04 - 2007, 09:04 م]ـ
الأدب العربي بحر غزير , ومتلاطم الأمواج , ومتنوع الشعب الفنية , يمر بمد وجزر دائبين , يتأثر بها البعض , ويؤثر فيها , وهذا ما يتراءى للأديب الذي يركب هذ البحر , ويمخر مائه , ويشق عبابه , فإذا هو في لجة الإمتاع , وروعة الجمال والإبداع , إلا أن ذلك قد يؤدي به إلى الخطر والضياع , نظرا لكثرة الاتجاهات والتيارات التي قد يكون بعضها عنيفا , فيهوي به ذلك إلى مكان سحيق.
هذه هي حال أدبنا العربي المعاصر , وهذا ماتشهده الساحة الثقافية بشكل عام , والأدبية بشكل خاص , فمن يمعن نظره بحال ذلك المشهد الثقافي يجد نفسه بين اتجاهات تصف نفسها بالفنية , وأخرى متطرفة تصف نفسها بالحقيقة الغائبة , وهذا ماجعل أدبنا ضائعا مشتتا بين هذه الأوهام الفكرية التي هي في حقيقتها مفرزات غربية , ونتاج أقوام كانوا في يوم من الأيام مولعين أشد الولع بتراثنا وحضارتنا.
ولا نسعى إلى نظرية النعامة حينما نصرف همنا واهتمامنا عن تلك التيارات , فالنعامة اليوم لم تعد تغطي رأسها في الرمال كسابق عهدها , ولم تعد بمنأى عن غيرها , إلا أنها تعي تماما متى تصرف همها عن غيرها خصوصاً إذا ما كان أمرا لا يستحق الاهتمام.
كثير ممن أعرفهم , وللأسف كان أحدهم أستاذاً لي , أبحر مع أولئك الذين تبينت لهم الحقيقة على حد زعمهم , ولكنهم توقفوا في لجة الضياع في ذلك المنتصف الخطير متجهين إلى الحقيقة الغائبة التي يزعمون.
الخطير في الأمر أن تلك الاتجاهات والتيارات , ليست على الصعيد الفكري كما يظنونها أنفسهم؛ لإنها قد تقود إلى تغير في المعتقد الديني , و هنا تحدث الطامة الكبرى , والمصيبة العظمى.
ما أروع أدبنا العربي حين نتعامل معه تعامل المتذوقين , وننهل من فيض عطائه , وإبداعه الساحر متمتعين دونما أحساس بالنقص أو شعور بالفقد للتراث العربي الكبير , هذا الإرث الذي لا ولن ولم ينقطع طالما انه لغة القرآن الكريم , ولغة أهل الجنة.
ولا أريد أن أحدد بعض التيارات الفكرية , أو الإتجاهات الأدبية الدخيلة علينا , لإن مقصودي واضح , و إياكِ أعيِ واسمعي يا جارة.