[محمد بنعمارة أسطورة الغرب الإسلامي]
ـ[محمد دخيسي أبو أسامة]ــــــــ[17 - 05 - 2007, 06:15 م]ـ
لماذا أسطورة؟
إنه الشاعر محمد بنعمارة الذي رحل عنا يوم 12 - 05 - 2007، وهو من مواليد مدينة وجدة بالمغرب سنة 1945، تابع دراسته الثانوية بالرباط، وكان يزاول مهامه في التعليم الثانوي أستاذا للغة العربية قبل أن يتقاعد منذ سنتين. حاصل على دكتوراه الدولة في موضوع: الصوفية في الشهر المغربي المعاصر، المفاهيم والتجليات، وقد حاز عنه جوائز متميزة. وكان قد بدأ موضوع التصوف في الشعر في دراسته العليا بأطروحة الأثر الصوفي في الشعر العربي المعاصر. وهما كتابان منشوران عن دار النشر المدارس بالمغرب. وللإشاره كان الشاعر محمد بنعمارة متميزا في الحقل الإعلامي بإشرافه على مجموعة من البرامج الإذاعية، خاصة منها حدائق الشعر الذي كان يذاع في إذاعو مجدة الجهوية لمدة طويلة، اكتشف خلاله مجموعة من الأصوات الشابة، وأنار الطريق أمام الأصوات المحترفة في الشعر. وكان متميزا أيضا في مجال تخصصه التصوف. الذي أتاه منذ صباه متتلمذا على يد والد الصوفي مسالك التلاوة القرىنية والترتيل الدينية.
أثمر مجهود الشعر محمد بنعمارة سبعة دواوين شعرية وهي:
الشمس والبحر والأحزان: 1972 وهو أول ديوان شعري بالمنطقة الشرقية من المغرب.
العشق الأزرق بالاشتراك مع الشاعر محمد فريد الرياحي: 1976
عناقيد وادي الصمت: 1978
نشيد الغرباء: 1981
مملكة الروح: 1987
السنبلة: 1990
في الرياح .. وفي السحابة: 2001
وشارك في مجموعة من المنابر والمنتديات الشعرية العربية، وكان ضيف شرف على مهرجان المربد ببغداد لسنوات. والرياض وليبيا والجزائر ...
يقول في قصيدة موال جرح الوردة من ديوان عناقيد وادي الصمت:
تأتيك من البحر زوابعه
هذا موكب عشقي يأتيك
الموج الزاحف، يلهث خلف الشطآن
تحمل لون العشق
تبوح برائحة العشق المشنوق
فتحت فاطمة نوافذها
هذا شعري جرح في جفن الوردة
ويقول في قصيدة في الرياح .. وفي السحابة:
كالعبارخ
حرفها نور من الروح
ومزج
بين ناي، وربابه
وصلاة
ركعتاها
جمرتا عشق وموت
بين رؤيا
وكتابه
وقد كان صرح في حوار أخير له قبل وفاه بأيام قليلة حيث أجاب عن سؤال: هل بإمكانكم الحديث عن تجربة المرض والكتابة:
" أولا، لا أستطيع أن أعمم، ولكن أتحدث عن تجربتي الخاصة، هذا المرض الذي أتعبني وداهمني ولم يسمح لي أن أكتب، وغن كنت في بدايته كتبت بعض النصوص في الابتهالات والمناجاة الإلهية، لكن حين اشتد المرض منعني من الحركة فما بالك بالكتابة، والغريب في الأمر أن أصدق أمواع الكتابة هي التي يكتبها الإنسان وهو في تجربة المرض، خصوصا إذا كان المرض شرسا ومؤلما، ومع ذلك أسأل الله أن يوفقني إذا استرجعت عافيتي، إلى أن أكتب من خلال استرجاع وتذكر التجربة." العلم الثقافي - المغرب عدد الخميس 10 ماي 2007.
لكن الأجل لم يتركه يوفي متمنياته، فالتحق بالرفيق الأعلى. وهو الشاعر المؤمن الذي يذكر الله قياما وقعودا، ويناجي ربه بكل أشكال المناجاة والابتهالات الدينية والشعرية. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جنانه.
ـ[عبد الغاني العجان]ــــــــ[25 - 05 - 2007, 09:42 م]ـ
رحم الله الشاعرمحمد بنعمارة وأسكنه فسيح جناته
وإنا لله وإليه راجعون