تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ماذا تعرف عن معجز أحمد للمعري (شرح ديوان المتنبي)؟]

ـ[سديم2001]ــــــــ[13 - 03 - 2007, 12:24 ص]ـ

كتاب معجز أحمد لأبي العلاء المعري .. الذي شرح فيه ديوان المتنبي .. ماذا تعرف عنه .. وخصوصا صحة نسبته لأبي العلاء؟ (أرجو الإفادة) .. ولكم الشكر.

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[13 - 03 - 2007, 10:30 ص]ـ

معجز أحمد

(المؤلف: أبو العلاء المعري)

كتاب لعله أن يكون آخر ما ألفه أبو العلاء. ولم يذكره في ثبت كتبه. تقع مطبوعته في (1920) صفحة، عدا الفهارس ومقدمة المحقق. وكان قد راج في أوائل هذا القرن أنه نفسه (اللامع العزيزي) كما ذهب بروكلمان وجرجي زيدان والميمني! وذهب بلاشير إلى أكثر من ذلك، فزعم أن (معجز أحمد) مفقود وأن الموجود بين أيدينا هو (اللامع العزيزي). ثم أثبت د. عبد المجيد دياب أن (اللامع العزيزي) هو المفقود، وأن ما وصلنا هو وبلا أدنى شك (معجز أحمد). وأصدره عام 1984م ضمن سلسة ذخائر العرب، في أربعة مجلدات. وقدم له بمقدمة اشتملت على معلومات مهمة، حول الفرق بينه وبين (اللامع العزيزي) الذي رتبه حسب القوافي، ورجع إليه ابن الشجري في أماليه. واختار خلاصته أبو المرشد المعري وضمها إلى كتابه: (تفسير أبيات المعاني: المطبوع في دمشق 1979م) ونبه إلى أن (معجز أحمد) قد وصلنا بلا مقدمة، خلافاً لعادة أبي العلاء في كتبه، وعلل ذلك بما حكاه القفطي في (إنباه الرواة) من اعتداء الكفار على كتب أبي العلاء سنة 492هـ. أو بسبب ما اعتاده القدماء من تخزين المخطوطات منبطحةً كما قال كراتشكوفسكي في كتابه (مع المخطوطات العربية ص165). وأوضح أن أحد النساخ أضاف إليه مقدمة الواحدي. ويفهم من قول الصفدي في (نصرة الثائر) أن المعري كان يسمي ديوان المتنبي بهذا الاسم، أي (معجز أحمد) قال: (وكان إذا خلا ممن لا يوثق إليه قال: ناولوني معجز أحمد، يعني ديوان أبي الطيب، وإذا كان في غير الخلوة يقول: الشاعر). قال ابن خلكان بعد كلامه على اللامع العزيزي: (واختصر ديوان أبي تمام وشرحه وسماه (ذكرى حبيب) وديوان البحتري وسماه (عبث الوليد) وديوان المتنبي وسماه (معجز أحمد) وتكلم على غريب أشعارهم ومعانيها، ومآخذهم من غيرهم وما أخذ عليهم، وتولى الانتصار لهم والنقد في بعض المواضع عليهم، والتوجيه في أماكن لخطئهم). وفهم بعضهم من هذا أن (معجز أحمد) شرح لمختصر الديوان، وليس بصحيح، بل هو أوفى شروح المتنبي استقصاءً لشعره. ونجد فيه ما لا نجده في كتاب، كقصة إنشاده: (بلى تستوي والورد والورد دونها). ومن نوادره قوله في إحدى سرقات المتنبي من شعر كثيّر عزة: (وهذه السرقة قبيحة، لأنه أخذ المعنى واللفظ والوزن والقافية) ومنها: تفضيله بيتاً لليلى الأخيلية على بعض أبياته. وانظر التعريف بشرح الواحدي.

ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[13 - 03 - 2007, 11:47 ص]ـ

ولو رجعنا إلى عنوان الكتاب "معجز أحمد" لانتابتنا الحيرة، إذ نحن أمام عنوان فضفاض، وحمّال أوجه، ونحن غير متأكدين فعلاً إن كان أبو العلاء يقصد بهذا المعجز أحمد بن الحسين الجعفي "المتنبي"، أم يقصد به أحمد بن عبدالله بن سليمان "المعري"؟ فالعنوان يحتمل الأمرين، لكن أسلافنا لما حقنونا بتلك الحقيقة المطلقة، لم نكلف أنفسنا العناء بأن نحرك عقولنا، ونحقق في هذه المسألة لانشغالنا بصناعة الفحل الشعري/المتنبي!

ومن يقرأ كتب أبي العلاء ورسائله يجده ولوعاً بالتورية واللف والدوران، يقول الشيخ عبدالله العلايلي في كتابه "المعري ذلك المجهول": (وتأمل دقة تعبيره في جملة الدعاء التي لم يستعمل فيها إلا كلمات الأضداد والملاحن، فهو يعبر الدعاء بمولاي الذي يريد السيد والعبد، والشيخ بمعنى ذي الفضل والخرق، والجليل بمعنى العظيم والحقير والفضل بمعنى الفضيلة والفضلة).

وإذا سلمنا -جدلاً- أن أبا العلاء ما أراد بمعجز أحمد إلا نفسه، فما الذي جعله يتقنع بهذا القناع؟ هل كان المعري يظهر للناس بخلاف مايبطن؟ بمعنى هل المعري عندما رأى الناس يجلون المتنبي، ويحفظون شعره، ويستدلون به فعل فعلهم مجاملة- ومسايرة للواقع- وكتم في صدره مايراه لنفسه من مكانة وعلو منزلة؟ إذ هل يعقل من أن شاعراً أديباً بقامة أبي العلاء يرضى لنفسه بموقع الظل؟ فيكون شارحاً وناقلاً لأشعار المتنبي وأخباره؟ وهو القائل:

وإني وإن كنتُ الأخيرَ زمانه

لآتٍ بما لم تستطعه الأوائلُ

ثم لماذا نرى أبا العلاء المعري في مرحلة متأخرة من حياته يرفض الشعر، ويقبل على النثر، شارحاً لدواوين الشعراء، ومراسلاً لعلية القوم من وزراء وأعيان؟ وهذا نص رفضه للشعر نقلته من مقدمته لسقط الزند (وقد كنت في ريّان الحداثه وجن النشاط، مائلاً في صفو القريض أعتده بعض مآثر الأديب، ومن أشرف مراتب البليغ، ثم رفضته رفض السقب غرسه، والرأل شريكته، رغبة عن أدب معظم جيده كذب، ورديئه ينقص ويجدب) أه.

وأقول: هل جاء هذا الرفض بعد أن أيقن المعري أن سدة الشعر للمتنبي، وعلى هذا اتفق الناس وتعاقدوا؟ فلما رأى المعري هذا الجهل فاشياً تجاهل مع من تجاهل فظن الناس أنه منهم؟ أي معجباً ومحباً لشعر أبي الطيب المتنبي؟ ثم راح بعد ذلك يمني نفسه ويؤملها بالحصول على سدة النثر؟ وإلا فبم نفسر قول ابن أخيه سليمان بن علي المعري "أبو المرشد" حيث قال في كتابه "تفسير أبيات المعاني":

(وإن كان شيخنا أبو العلاء أحمد بن عبدالله بن سليمان رحمه الله ورضي عنه قد أورد في كتابه المعروف ب:"مالا فائدة فيما عداه، ولاحاجة إلى ماسواه، إلا أنه رحمه الله قلد ظرف الكلام فضل عنانه، وأرسله سابقاً يفتن في ميدانه، فلم يدع فضلة علم إلا رفع منارها، ولادفينة معنى إلا كشفها وأثارها، فطال الكتاب بما استودع من صنوف الآداب).

وبعد ذلك: هل أراد المعري بشروحاته على أشعار أبي تمام والبحتري والمتنبي- خاصة- أن يطفئ نورها بما يورده من أخطاء نحوية وشواهد شعرية بعد كل بيت، ليقول للناس ماأتى هؤلاء أم أن الشعر لايخدم عقله المنطقي، وفكره الفلسفي، ووجد ضالته في النثر؟.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير